رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

27 COP.. الخبير البيئى بيل ماكيبين: الاحتباس الحرارى تهديد لبقاء البشرية

الخبير البيئى الأمريكى
الخبير البيئى الأمريكى بيل ماكيبين

حذر الخبير البيئى الأمريكى بيل ماكيبين، مؤسس جمعية «٣٥٠ دوت أورج» المعنية بالدفاع عن البيئة، من أن الاحتباس الحرارى أصبح يهدد بقاء البشرية وجعل الأرض أقل ترحابًا بالسكان، وهو ما تمثل فى هجرة كثير من البشر عدة مناطق متضررة من التأثيرات السلبية لتغير المناخ.

وشدد الخبير البيئى، الحاصل على جائزة «غاندى» للسلام، على أهمية استضافة مصر مؤتمر الأطراف فى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ «COP 27»، خاصة فى هذا التوقيت، وكونها المرة الأولى التى تستضيف فيها إفريقيا هذا الحدث.

■ كيف ترى استضافة مصر مؤتمر الأطراف فى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ «COP 27»؟

- هذه النسخة الأولى من مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ التى ستُقام فى القارة الإفريقية، تجسد حالة عدم التوازن الحالية بين الدول التى ينبعث منها معظم الغازات المسببة للاحتباس الحرارى والدول التى تعانى أكثر من غيرها جراء ارتفاع درجات الحرارة الناتجة عن هذه الانبعاثات، لذا فإن استضافة مصر هذا الحدث فى هذا التوقيت مهمة للغاية.

■ ما أهم الملفات التى ستركز عليها خلال فعاليات المؤتمر؟

- سيكون التركيز بشكل أكبر على الخسائر والأضرار الناجمة عن الاحتباس الحرارى، وسنحاول الوصول إلى مخرجات تتماشى مع القانون الأخير الذى تبنته الولايات المتحدة الأمريكية بشأن مكافحة تغير المناخ. 

ونؤكد أن الاحتباس الحرارى وحرائق الغابات كانت مجرد «تهديدات»، عندما كتب أول كتاب عن التغيرات المناخية وهو: «The End of Nature» فى الثمانينيات، وأصبحت تداعيات تغير المناخ حقائق يومية فى جميع أنحاء العالم الآن.

فارتفاع درجات الحرارة والفيضانات هى أكثر المظاهر وضوحًا فى الوقت الحالى، ولأن الهواء الدافئ يحتوى على بخار ماء، فبالتالى لدينا المزيد من التبخر والجفاف والحرائق فى المناطق الجافة، والمزيد من الأمطار الغزيرة والفيضانات فى المناطق الرطبة.

■ إلى أى مدى تصل خطورة تأثيرات تغير المناخ على مظاهر الحياة؟

- الاحتباس الحرارى تهديد لبقاء البشرية، خاصة أن ارتفاع مستوى البحار، وجفاف المناطق الداخلية القارية، وارتفاع درجات الحرارة، دفعت كثيرين إلى مغادرة مناطقهم، وأصبحت الأرض بشكل عام أقل ترحابًا بالسكان، وهذه الهجرة الجماعية للأشخاص تؤدى إلى عدم الاستقرار السياسى بالتبعية.

أقول إننا الآن لا يمكننا إيقاف الاحتباس الحرارى، فقد انتظرنا وقتًا طويلًا لفعل ذلك، لكن يمكننا تقييده، وذلك بعد أن رفع البشر درجة حرارة الأرض بنحو درجة مئوية واحدة، ما تسبب فى هذه المتاعب التى نراها حاليًا.

والعالم كله الآن يبذل جهودًا هائلة لوقف الارتفاع عند درجتين أو أقل، بدلًا من الثلاث أو الأربع درجات التى نتجه نحوها حاليًا، ويمكن أن يحدث هذا فرقًا، لكنه يحتاج إلى وقت طويل.

■ كيف يمكن «تقييد» تغير المناخ إذن؟

- الحل الأسرع والأنسب الآن هو الاستفادة من الشمس والرياح، لتحل محل الوقود الأحفورى، ويجب أن يتوقف البشر عن حرق الفحم والغاز والنفط بسرعة كبيرة جدًا، حتى تنخفض انبعاثات الكربون، أى تحول الدول إلى الطاقة المتجددة بدلًا من الوقود الأحفورى، ومساعدة البلدان الفقيرة على فعل الشىء نفسه.

ويعتبر توجه بعض الدول إلى الطاقة الشمسية والمتجددة لتقليل الوقود الأحفورى أملنا الأكبر حاليًا، خاصة مع نجاح المهندسين فى تخفيض تكلفة الطاقة الشمسية بنسبة ٩٠٪ فى العقد الماضى، لتصبح أرخص طريقة لتوليد الطاقة فى الوقت الحالى.

وهذا يعنى، من بين أمور أخرى، أنه يمكننا أخيرًا توصيل الكهرباء إلى الأماكن الفقيرة والنائية، بما فى ذلك مئات الملايين من الأشخاص فى إفريقيا الذين ليس لديهم كهرباء حاليًا.

والصين هى الرائد الواضح الآن فى تركيب واستخدام الطاقة المتجددة، ونأمل أن تلعب الولايات المتحدة دورًا أكبر، خاصة فى ظل مشروع قانون المناخ الجديد لإدارة الرئيس الأمريكى الحالى جو بايدن.