رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التعاون المصرى اليابانى

أعمال القمة، الدورة أو النسخة الثامنة، لـ«مؤتمر طوكيو الدولى للتنمية الإفريقية»، تيكاد ٨، التى استضافتها تونس الشقيقة، انتهت أمس الأحد. وبالتزامن، انطلق فى القاهرة «حوار سياسات التعاون الإنمائى رفيع المستوى بين مصر واليابان»، لمتابعة تطور العلاقات بين البلدين، وتبادل الرؤى ووجهات النظر بشأن التعاون المستقبلى، ومناقشة المشروعات الجارية والتغلب على أى معوقات قد تحول دون تنفيذها.

على الاحترام المشترك، والمنفعة المتبادلة، وعدم التدخل فى الشئون الداخلية، ترتكز العلاقات المصرية اليابانية، القوية والراسخة، كما أشرنا فى مقال أمس الأول، «تيكاد فى تونس». وكنا قد أشرنا، أيضًا، إلى أن التعاون الثلاثى بين مصر واليابان وقارة إفريقيا، تنظمه اتفاقية موقعة سنة ١٩٨٩، وتعززه «الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية» بجهودها الرامية إلى دعم التكامل الإفريقى. كما أوضحنا أن إصابة فوميو كيشيدا، رئيس الوزراء اليابانى، بفيروس كورونا، جعلته يكتفى بالمشاركة فى «تيكاد ٨» عبر الإنترنت، تاركًا رئاسة وفد بلاده ليوشيماسا هاياشى، وزير الخارجية.

فى الكلمة، التى ألقاها نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسى، أشاد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، بالتنظيم المتميز للنسخة الثامنة من قمة «تيكاد»، وأعرب عن دعم مصر الكامل للخطوات الإصلاحية التى يقودها الرئيس قيس سعيّد، وخالص التمنيات لتونس الشقيقة باستكمال الاستحقاقات المقبلة بنجاح. كما توجه بالشكر لنظيره اليابانى ولدولة اليابان، على جهود إنجاح منصة «تيكاد» القارية المهمة، التى تأسست، سنة ١٩٩٣، تحت شعار «الملكية والشراكة»، تأكيدًا على أحقية القارة الإفريقية فى ملكيتها مساراتها التنموية. وكانت لفتة طيبة أن يتقدم بواجب العزاء فى وفاة رئيس وزراء اليابان السابق «شينزو آبى»، الذى أسهم فى الارتقاء بمستوى شراكتنا ودفعها إلى آفاق أرحب تلبية لتطلعات الجانبين.

هنا، فى مصر، أطلقت وزارة التعاون الدولى، والسفارة اليابانية، أمس الأحد، حوار سياسات التعاون الإنمائى رفيع المستوى بين البلدين. وخلاله، أكد هيروشى أوكا، السفير اليابانى بالقاهرة، أن بلاده ستستمر فى دعم التنمية المستدامة بمصر من خلال ثلاثة مجالات ذات أولوية: دعم النمو الاقتصادى المستدام، دعم الإدماج الاجتماعى، دعم تطوير التعليم وتنمية الموارد البشرية. كما أثنى هيديكى ماتسوناجا، مدير عام إدارة الشرق الأوسط وأوروبا بوكالة جايكا، على المرونة التى أظهرتها مصر فى التعامل مع تأثيرات وباء كورونا، وأشار إلى أن مصر واحدة من الأسواق الناشئة القليلة، التى تمكنت من تحقيق نمو اقتصادى إيجابى، فى ظل هذه الأزمة، مرجعًا ذلك إلى الإصلاح الذى تبنته الحكومة المصرية بدعم من القيادة السياسية. 

مسئولو مكتب جايكا مصر، أو مكتب «وكالة اليابان للتعاون الدولى» فى القاهرة، قدموا عرضًا لمجالات التعاون مع الحكومة المصرية على مستوى التمويلات التنموية والمنح والتعاون الفنى. كما قدم مسئولو بنك اليابان للتعاون الدولى «جيبك»، عرضًا تقديميًا لخطة عمل البنك فى مصر، على المدى المتوسط، التى بدأت العام الماضى وتنتهى العام المقبل، وتستهدف مساندة الجهود الوطنية لتعزيز كفاءة البنية التحتية ودفع أهداف التنمية المستدامة وتوطين الصناعة.

محفظة التعاون الإنمائى بين مصر واليابان بها العديد من المشروعات الجارى تنفيذها، مثل المتحف المصرى الكبير، والمدارس اليابانية، و.. و... ويجرى التباحث، فى الفترة الحالية، بشأن المشروعات المستقبلية فى مجالات الكهرباء والتأمين الصحى الشامل وتعزيز الاقتصاد و... و... والكثير من المشروعات التى تتناسب مع التطورات الجارية، وتدعم الجهود المصرية للتحول نحو الاقتصاد الأخضر، فى ظل رئاستها الدورة أو القمة السابعة والعشرين لمؤتمر الدول الأطراف فى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية للتغير المناخى، كوب ٢٧، التى تستضيفها مدينة شرم الشيخ فى نوفمبر المقبل.

أخيرًا، ولأن قضية تغير المناخ، كانت محور «تيكاد ٨» الرابع، أكد رئيس الوزراء، فى الكلمة التى ألقاها نيابة عن الرئيس السيسى، أنها من القضايا الحيوية المهمة التى تتطلب تكاتفًا دوليًا، وأوضح أن مصر ستسعى، خلال رئاستها قمة المناخ إلى إعادة توجيه دفة المناقشات الدولية لصالح تفعيل مبدأ المسئولية المشتركة، وحشد التمويل الدولى اللازم لتعزيز قدرة دولنا الإفريقية على الصمود والتكيف مع تداعيات التغيرات المناخية.