رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

استهداف مصر بخمسين مقالًا فى الشهر

الرقم على عهدة الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، وجاء فى سياق ردّه على سؤال لأحد المشاركين فى «ملتقى لوجوس الثالث للشباب ٢٠٢٢»، الذين التقاهم، أمس الإثنين، بمقر الحكومة بمدينة العلمين الجديدة، بتشريف قداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، وبحضور السفيرة سها جندى، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، وعدد من الأساقفة وقيادات الكنيسة.

سأله الشاب عن الدور الذى يجب أن يقوم به الشباب المصريون فى الخارج لوطنهم الأم، فقال رئيس الوزراء إن دورهم الحقيقى هو توضيح الصورة الحقيقية لمصر من خلال تعاملاتهم اليومية وعبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعى وتفاعلاتهم المختلفة. ثم أشار إلى أن «مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار»، التابع لمجلس الوزراء، رصد خلال الأشهر الثلاثة الماضية ١٥٠ مقالًا تم نشرها فى صحف ومواقع عالمية، أغلبها يحمل صورة سلبية عن مصر، موضحًا أنها مقالات مدفوعة من قِبل جهات معينة.

لم يذكر رئيس الوزراء أسماء الجهات، أو الدول، التى تدفع ثمن هذه المقالات، أو تستعمل كتابها، لأسباب يمكنك استنتاجها. ولأسباب يمكنك استنتاجها، أيضًا، لم يشر إلى دور «الهيئة العامة للاستعلامات» فى مواجهتها، بل انتقل إلى سؤال آخر بشأن خطة الدولة، خلال الفترة المقبلة، لدعم قطاع السياحة، موضحًا أن الدكتور خالد العنانى، وزير السياحة والآثار السابق، كان له مجهود كبير فى النهوض بقطاع الآثار، وأن رؤيتنا للفترة المقبلة تتمثل فى التركيز على قطاع السياحة كنشاط اقتصادى، عبر مجموعة من الخطط. 

الصدفة قد تكون وراء انتقال رئيس الوزراء من الحديث عن صورة مصر والمقالات التى تستهدفها، إلى السياحة، غير أن الربط بين الاثنين حدث عمدًا، فى مثل هذا الشهر منذ ٦٨ سنة، حين رأى صلاح سالم، وزير الإرشاد القومى، أن «مصلحة السياحة والإذاعة المصرية كلتاهما مستقلة فى ذاتها وإدارتها»، و«أن ضرورة العمل ومصلحته تستدعيان إنشاء مصلحة مستقلة»، وطالب «بالموافقة على استصدار المرسوم اللازم بإنشاء مصلحة الاستعلامات». وما بين التنصيص ننقله من «مذكرة مرفوعة لمجلس الوزراء»، فى ١٤ أغسطس ١٩٥٤، وافق عليها المجلس، وصدر بموجبها، أو بناءً عليها، مرسوم رئيس الجمهورية، فى ٢ سبتمبر التالى، بإنشاء المصلحة، التى تحولت فى ٩ أكتوبر ١٩٦٧ إلى الهيئة العامة للاستعلامات.

المادة الثانية من قرار إنشاء الهيئة، القرار الجمهورى رقم ١٨٢٠ لسنة ١٩٦٧، قالت إنها تهدف إلى «التعرف على موقف الرأى العام المحلى والعالمى تجاه القضايا والأحداث التى تهم الدولة».. و«إرشاد وتوجيه وتنوير الرأى العام المحلى»، و... و... و... «والرد على الدعايات المضادة وما إلى ذلك من أهداف تنوير الرأى العام العالمى». إضافة إلى «العمل على خلق وتنمية الروابط مع شعوب الدول الأخرى عن طريق تزويد الهيئات والأفراد والأجانب بالمعلومات والمواد الإعلامية إجابة لرغباتهم واستفساراتهم، وكذا تزويد أبناء الجمهورية العربية المتحدة والدول الصديقة والمبعوثين بالخارج بالمعلومات والمواد الإعلامية التى تساعدهم فى التعريف باتجاهات الجمهورية ونواحى التقدم فيها ومجابهة الدعاية المضادة».

.. أخيرًا، وبغض النظر عن قيام «الهيئة العامة للاستعلامات» بهذا الدور، أو عدمه، فما يعنينا الآن، هو أن قداسة البابا تواضروس الثانى أشاد بمدينة العلمين الجديدة، وأشار إلى أنها لم تكن بها «طوبة واحدة» منذ خمس سنوات، وأكد أن كل الإنجازات، التى تحققت فى المدينة، مجرد عينة لما يجرى على أرض مصر من تطوير. ثم قال، موجهًا حديثه للشباب: لا تصدقوا الإعلام، الذى يقدم صورة مشوهة عن مصر، ولا بد دائمًا أن تضعوا فى اعتباركم الصورة الجميلة التى تشاهدونها واقعيًا، والتى تتحسن يومًا بعد يوم، بل ساعة بعد ساعة، كما ينبغى أن تنقلوا هذه الصورة إلى البلدان التى تعيشون فيها وتكونوا خير سفراء لهذا البلد.