رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكاية ابتهال.. تلميذة الابتدائية التي زارت نصر حامد أبو زيد لتدعمه

نصر حامد أبو زيد
نصر حامد أبو زيد

نصر حامد أبو زيد والذي ولد في مثل هذا اليوم من العام 1943، واحدا من أعلام المفكرين الذين نادوا بإعمال العقل و"التفكير في زمن التكفير". وهو واحد من حاملي مشاعل التنوير الذين قضوا مضاجع حراس العقيدة والمتاجرين بالدين، وفي مقدمتهم أصحاب شركات توظيف الأموال الذين هربوا بعرق وقوت قطاع كبير من المصريين خلال عقدي الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي.

يروي نصر حامد أبو زيد كواليس أخرى في معركة التفريق بينه وبين زوجته الدكتورة إبتهال يونس، على خلفية نشره لكتاب “الإمام الشافعي وتأسيس الأيديولوجية الوسطية”، والذي أعد الدكتور محمد بلتاجي حسن أستاذ الفقه وأصوله وعميد كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، تقريرا عن هذا الكتاب ذكر في مستهله أنه يمكن تلخيص محتواه في أمرين: الأول العداوة الشديدة لنصوص القرآن والسنة، والدعوة إلى رفضها وتجاهل ما أتت به. والثاني الجهالات المتراكبة بموضوع الكتاب الفقهي والأصولي. فكان الحكم بردة نصر حامد أبو زيد، ومن ثم دعوي التفريق بينه وبين زوجته.

حكاية تلميذة الابتدائي التي تضامنت مع نصر حامد أبو زيد

بينما كان نصر حامد أبو زيد يمتثل للآيات القرآنية الحاضة على التفكير وإعمال العقل والمذكورة في القرآن الكريم بأكثر من صيغة وجاءت بعشرات المفردات: “إقرأ -يعقلون- يتفكرون ـ يتدبرون”.. إلخ، كان رجال الكهنوت وحراس العقيدة يقفون بالمرصاد لكل محاولات التفكير العقلي وتجديد الفكر الديني. فكانت محاكمة العقل وتكفير التفكير.

إلا أن قطاع كبير من المصريين تضامنوا مع  نصر حامد أبو زيد ومن بينهم المبدعين، حيث يذكر "أبو زيد" للكاتبة الأمريكية “إستر نيلسون”، كيف أن والدة فتاة صغيرة، تلميذة في المرحلة الابتدائية أرادت أن تلتقي به وبزوجته إبتهال يونس: “خلال بداية صيف 1995 بعد أن قررت المحكمة إنهاء زواجي، تلقيت مكالمة هاتفية من امرأة لها ابنة بالمرحلة الابتدائية. كانت المرأة محترمة للغاية، أخبرتني” “ابنتي في المرحلة الابتدائية، لكنها منزعجة للغاية من الحكم، إجبارك علي التفريق بينك وبين زوجتك، هل يمكننا زيارتك؟”.

ويتابع نصر حامد أبو زيد: "كان منزلنا في ذلك الوقت ممتلئا بالزوار المساندين لنا في وضعنا الحالي. كنا خارج القاهرة حين هاتفتني السيدة، لكنها أخبرتني أن ابنتها لا تزال حزينة، لذا أرادت زيارتي، لم تكن لتتصور أن محكمة يمكن أن تقضي بالتفريق بين رجل وزوجته رغما عنهما، تحت عباءة الدين. كيف يمكن هذا؟ في مصر تظل الأسرة كيانا مقدسا، لذا لم تكن أمور كالانفصال والطلاق من الأمور الهينة. وعلى الرغم من أنها فتاة صغيرة، كانت تأخذ الدين بجدية، فلقد أصرت على ارتداء الحجاب، وعلى الرغم من المسافة بيننا إلا أنهم جاءوا بالفعل لزيارتنا.

كنت سعيداً لاستقبالهم، وكان المميز بتلك الزيارة، هى حقيقة أن هؤلاء مثل غيرهم من عوم المصريين يعرفون القليل أو اللاشيء حول كتاباتي وأبحاثي، بل ولم يستطيعوا أن يفهموا طبيعة الجرائم التي من المفترض أنني ارتكبتها لأستحق ما قضت به المحكمة. لن أنسي يوما محبتهم ومساندتهم تجاهي أنا وابتهال، لقد كانت تلك الزيارة مصدر قوة وراحة.