رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محللون سعوديون: زيارة ولى العهد تؤسس لانطلاق مشروع عربى لمواجهة التحديات وتحقيق آمال التنمية

الرئيس السيسي ومحمد
الرئيس السيسي ومحمد بن سلمان

أجمع عدد من المحللين والخبراء السعوديين، على أهمية زيارة ولى العهد محمد بن سلمان، إلى مصر ولقائه الرئيس عبدالفتاح السيسى، من ناحية التنسيق فى القضايا الدولية ودعم وتعزيز التعاون الاقتصادى بين البلدين.

وقال المحلل السياسى السعودى جهاد العبيد، إن العلاقة الاستراتيجية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية ليست وليدة اللحظة، بل هى عميقة وضاربة فى التاريخ.

وذكر «العبيد» أن الحكومات التى تولت الإدارة فى البلدين، طالما عملت على تطوير تلك العلاقات وتعزيزها حتى بات الارتباط والمصير المشترك بين البلدين أمرًا حتميًا، وفى مختلف الظروف كانت السعودية ومصر قائدتين للمنطقة ومعينتين ببعضهما البعض، وقطبين يحافظان على استقرار المنطقة وازدهارها.

وأضاف: «اليوم، بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولى العهد محمد بن سلمان، والرئيس عبدالفتاح السيسى، تعيش العلاقات بين البلدين ازدهارًا غير مسبوق، وتنسيقًا على أعلى مستوى فى مجابهة المخاطر التى تحيط بالمنطقة، بدءًا من إرهاب النظام فى طهران وحتى داعش والميليشيات الإرهابية فى بعض مناطق الوطن العربى».

وأكد أن الرؤى بين البلدين متوافقة حول الأزمات فى ليبيا والعراق ولبنان واليمن، لافتًا إلى الدعم الكبير من المملكة لحقوق مصر المائية، والتكامل الاقتصادى الذى توج بتوقيع عدد من الاتفاقيات خلال زيارة ولى العهد، التى ستكون بداية لرحلة نماء ورخاء طويلة المدى، لما فيه مصالح الشعبين الشقيقين.

وفى السياق، قال المحلل السياسى السعودى وأستاذ العلوم السياسية بـجامعة الملك عبدالعزيز، وحيد حمزة، إن هدف جولة ولى العهد الأمير محمد بن سلمان توحيد الموقف العربى حيال كل قضايا المنطقة، خاصة الملف الإيرانى أو القضية الفلسطينية وسياسات الطاقة. 

وبيّن «حمزة» أن الملف الأوكرانى الروسى الذى تختلف عليه دول المنطقة يكتسب أهمية فى هذه الجولة، حيث يتطلب وضع آلية سياسية متوافقة مع مصالح دول المنطقة، بجانب الملف اليمنى ومطلب تحقيق السلام مع الحوثيين، والذى يتطلب دعمًا إقليميًا ودوليًا، خاصة من الولايات المتحدة الأمريكية.

وتحدث عن موقف المملكة من القضية الفلسطينية، قائلًا: «موقف السعودية من السلام مع إسرائيل معروف، ومشروط بعودة الأوضاع لما قبل عام ١٩٦٧م، وأن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفاسطينية إلى جانب ضمان حق العودة». 

وتوقع أن يشهد الملف التركى المصرى حراكًا إيجابيًا فى اتجاه إعادة العلاقات المصرية التركية، بعد أن تغير الموقف التركى انطلاقًا من الزيارة التى أجراها الرئيس التركى رجب طيب أردوغان للمملكة. 

كما قال الكاتب والمحلل السياسى والإعلامى السعودى سامى العثمان، إن زيارة ولى العهد محمد بن سلمان القاهرة ولقاءه الرئيس عبدالفتاح السيسى، تؤكدان انطلاق مشروع عربى سياسى اقتصادى عسكرى أمنى، يدفع باتجاه الوحدة العربية لمواجهة التحديات المعقدة التى تمر بها المنطقة، والذهاب لواقع جديد يملأه السلام والتنمية المستدامة التى تحقق طموح أمتنا العربية.

وحول أبرز الملفات التى تم تناولها فى اللقاء المصرى السعودى، قال «العثمان» إنه ركز بشكل أساسى على زيادة الاستثمارات السعودية فى مصر من ٣٥ مليار دولار لـ٤٠ مليار دولار، فضلًا عن توقيع اتفاقيات ثنائية تسهم فى دعم اقتصاد البلدين، وبعضها يركز على ملف الطاقة.

وأضاف، أن ملف اليمن وليبيا وفلسطين والعراق ومحاربة الإرهاب، هو الشغل الشاغل للرئيس السيسى والأمير محمد بن سلمان، مضيفًا أنه لا يمكن أن تستقر المنطقة دون إيجاد الحلول التى تذهب بدولنا العربية إلى حالة الاستقرار والأمن.

وقال إن مصر والسعودية نجحتا فى إخماد الإرهاب والتطرف والتشدد، مضيفًا: «لا أقول تم القضاء عليه تمامًا، لأن هناك قوى دولية تدعم وتوجه هذا الإرهاب فى محاولة بائسة لتقسيم وتذويب أمتنا العربية».

وشدد المحلل السعودى على أن «مشروع مكافحة الإرهاب والتشدد والتطرف، يتطلب جهدًا جماعيًا عربيًا، واليقين تمامًا بأن العرب هم المستهدفون، حيث يتم السعى لتقسيمهم وفق مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيونى الاستعمارى».

وحول زيارة الرئيس الأمريكى السعودية، يوليو المقبل، وارتباطها بجولة ولى العهد لدول المنطقة، قال «العثمان» إن تراجع «بايدن» عن عدائه مع السعودية بات واضحًا جدًا، خاصة بعد أن أشاد بدور ولى العهد محمد بن سلمان فى تمديد الهدنة فى اليمن.

وأضاف: «يحرص بايدن بعد هذا الجفاء مع السعودية على زيارة الرياض حتى يعيد الثقة بين السعودية وأمريكا، خاصة أن الرياض تشكل ثقلًا سياسيًا واقتصاديًا عالميًا، وقد ظهر ذلك جليًا فى حرب روسيا مع أوكرانيا».

فيما أكد الدكتور والمحلل السياسى والأكاديمى نايف الوقاع، أن زيارة ولى العهد السعودى القاهرة ولقاءه الرئيس عبدالفتاح السيسى، أظهرتا أن هناك تطابقًا فى وجهات النظر السعودية المصرية بشكل كامل.

وأوضح «الوقاع» أن زيارة ولى العهد ركزت على عدة ملفات مهمة لكلا البلدين، والتى تم الإعلان عنها بشكل واضح من خلال الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين، بما يعكس عمق وقوة ومتانة علاقة الدولتين، وهى العلاقة الضاربة فى جذور التاريخ.

وأضاف: «كما تم التطرق لجميع القضايا التى تهم الشعبين على الصعيدين السياسى والاقتصادى»، مشيرًا إلى أن هناك تطابقًا فى وجهتى النظر السعودية المصرية بشكل كامل، وهو ما عزز الأمل فى بعث العمل العربى المشترك من جديد بفاعلية وتأثير، لأن البلدين هما قلب العالم العربى ورائدا العمل العربى المشترك، ناهيك عن أن التوجهات المصرية السعودية فى مصلحة العالم العربى.

وأعرب عن سعادة الشعب السعودى بحفاوة الاستقبال لولى العهد وسلاسة المفاوضات، مشيرًا إلى أن العلاقات بين البلدين تنمو يومًا تلو الآخر، وباتت هناك رغبات مشتركة بين رجال الأعمال من البلدين فى العمل معًا، وتطابقا فى وجهات النظر.

وتحدث عن أهمية الاتفاقيات الموقعة فى مجال الطاقة بين القاهرة والرياض، قائلًا: «الاتفاقيات فى مجال الطاقة والاتصالات مهمة جدًا، ومصر دولة كبيرة وسريعة النمو، وأيضًا من الدول المصدرة للغاز ولديها اكتشافات واعدة، والسعودية هى الدولة التى تتحكم فى سوق الطاقة البترولية، خاصة أنه بعد مشكلة الغاز الأوروبى وتوقف إمدادات الطاقة، ستتجه أوروبا لمصادر طاقة أخرى، ومصر سيكون لها دور مهم فى هذا الملف، بسبب موقعها المميز من الناحية الجغرافية».

وبيّن «الوقاع» أن شركة «أرامكو» السعودية تعد الأولى فى العالم فى هذا المجال، وستكون هناك فرص كبيرة لها فى مصر والعكس صحيح، مضيفًا: «مصر أيضًا رائدة فى صناعة الطاقة، والطاقة عصب العالم، والحرب الروسية ستغير العالم فى طريقة تعاطيه مع الطاقة».

وأشار المحلل السعودى إلى أن الزيارة ركزت على عدة ملفات حيوية، منها قضايا أمنية، وكذلك الأزمات فى اليمن وليبيا وفلسطين والعراق وسوريا، فضلًا عن ملف محاربة الإرهاب، واتضح أن هناك تطابقًا تامًا فى وجهات النظر بين مصر والمملكة، خاصة أن البلدين لديهما تعامل محترف مع التهديدات الإرهايبة.

وأشار إلى أن هناك دولًا أرادت زج المنطقة فى حرب تقضى من خلالها على مقومات الحياة والنهضة، لكن تصدى مصر والسعودية للإرهاب كان حازمًا ومعرقلًا لهذه المخططات.