رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أرغفة خبز صائد الجوائز..

محمود أحمد علىش
محمود أحمد علىش

 

جاء اليوم الموعود..

الكل يعمل ويجتهد فى صمت..

المياه المعدنية الصغيرة، وبجوارها المياه الغازية بشتى أنواعها وألوانها، راحت تتراقص داخل الثلاجات من شدة البرد..

علب الجاتوه الفاخرة لم تزل حبيسة العلب، تنتظر خروجها..

عطر الياسمين يتوغل بشدة داخل القاعة..

عندما تأخرت عن موعد حضورك، للترتيب والتنسيق قبل بدء حفلة تسلم جائزتك الأدبية الكبرى، التى فزت بها بالمركز الأول، على مستوى القُطر العربى، فكان لزامًا على المنسقين لهذا الحفل أن يتصلوا بك:

- كاتبنا القدير الملقب بصائد الجوائز، لماذا تأخرت عن موعد التنسيق، قبل بدء تسلمك جائزتك الأدبية المرموقة؟!

- أنا آسف جدًا، طابور شراء الخبز كان طويلًا جدًا، والحمدُ لله أننى فى النهاية حصلت على طعام أولادى، وأنا الآن فى طريقى إليهم.

يتعجب المُتصل من ردك غير المتوقع، مما جعله يعود ويسألك فى استغراب شديد:

- ولماذا لم تشتر الخبز السياحى..؟! أليس هذا أفضل وأسرع..؟!

تصمت مرغمًا.. 

وعندما لم يسمع منك إجابة، عاد يسألك:

- يبدو أنك تريد أن تكتب فكرة قصة جديدة، عن معاناة الفقراء والمحتاجين أثناء حصولهم على الخبز الحاف، حتى تخرج قصتك واقعية، أليس كذلك كاتبنا القدير..؟!

- معك حق.. هذا ما قصدته..

تدخل شقتك..

أولادك يتراصون حول «الطبلية» فى انتظار قدومك..

رحت ترص العيش، وبجواره أقراص الطعمية..

فى سعادة غامرة..

امتدت أياديهم لتناول الطعام..

تناديك، ابتسامة، زوجتك..

ترميها بقبلات صباحها الوردى التى اعتدت عليها، ومن ثم رحت تقول فى ألم شديد:

- الله يرحمك..

سريعًا..

ينتهى أولادك من تناول طعام الإفطار..

مبتسمًا..

رحت تودعهم..

رحت تؤكد عليهم الالتزام والهدوء..

فجأة..

تتسمر قدماك قبل أن تفتح الباب..

تستوقفك أصوات صغارك..

أسرعوا يتسابقون إليك..

راحت أصابعهم الصغيرة تتسابق فى تنظيف ملابسك جيدًا، تنظفها من آثار دقيق الخبز.