رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قاضى «التخابر» للمتهمين: «ما أقبح من يسىء لمصرنا الحبيبة»

 المستشار محمد شيرين
المستشار محمد شيرين فهمي

قال المستشار محمد شيرين فهمي، رئيس الدائرة الأولى إرهاب، بمعهد أمناء الشرطة بطرة، كلمة قبل الحكم على 8 متهمين في قضية التخابر مع داعش.

وجاء بها: «بسم الله الرحمن الرحيم وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَار»، خيانة الوطن وإن كانت قبيحة إنما تزداد قبحا حينما يكون الوطن الذي يسىء إليه المسيئون هو البلد الذي استقبلهم في فصل رفضهم فيه الآخرون، وضرب أروع الأمثلة في احتضانهم.

وتابع: «ما أقبح دور أولئك الذين يسيئون إلي مصرنا الحبيبة التي أحسنت استقبالهم في محنتهم ووفرت لهم فرص العمل وأغدقت عليهم النعم ووصلت لهم سبل العيش ولم تبخل عليهم بشيء فقابلوا الإحسان بالإساءة والجميل بالنكران وعضوا على اليد التي أحسنت إليهم».


واستطرد: «لقد وجه النبي صلي الله عليه وسلم إلى الاعتراف بالجميل وعدم نكرانه، أما أن يحسن الوطن إلى أحدهم فلم يجد منه إلا نكرانا فهذا دليل على خسة النفس والنفوس الجميلة لا تعرف النكران، والغدر شيمة الحقراء والخيانة أخلاق الجبناء الأخساء، تزين المتهمون بالغدر والخيانة، تزينوا بصفات الجبناء ولمَ لا والمتهم الأول خائن لوطنه الأم سوريا الشقيقة».

وتابع القاضي: «من باع وطنه فقد باع شرفه، وقبل هذا باع نفسه فلا يستحق أن يكون مواطنًا ولا يحق له أن يأتي يوم من الأيام يبحث عن الذي دعا له، وخائن الوطن لا تجد له ولاء ولا انتماء لأحد مهما زعم، وتغني بالشعارات، والمواقف تكشفه والمحن تظهر خباياه والواقع يجني حقيقته، فالخيانة مرض العظام لا تخفي مهما تستر صاحبها».

واستكمل رئيس محكمة الجنايات: المتهم الأول معتز توفيق وهو سوري الجنسية نشأ في سوريا، وبعد نشوب الحرب عام 2011 وظهور الجماعات المسلحة ومنها تنظيم داعش اقتنع بأفكاره المتطرفة التي تهدف إلى إعادة نظام الخلافة وتطبيق الشريعة من خلال نشر الفوضى وزعزعة الاستقرار وتكفير كل حاكم لا يحكم بالشريعة، وتوجب قتاله وقتال السلطات النظامية التي تطبق القوانين، وهو ما يطلق عليه مبدأ الحاكمي، وبايع التنظيم وخليفته على السمع والطاعة والتحق بصفوف أحد ولايته المتواجدة في مدينة درعة، وتلقى تدريبات في استراتيجيات العمل العسكري، وعقب تأهله شارك في العمليات ضد الجيش السري النظامي.

وتابع المستشار محمد شيرين فهمي: تعامل مع التنظيمات الإرهابية والمنظمات الخارجية، باع وطنه وخان ضميره من أجل تنظيم خاسر، وبعد تردي الأوضاع في سوريا سافر إلى مصر لإكمال دراسته، لكون الدراسة بها متاحة للسوريين ويعاملون ذات معاملة المصريين، والتحق في دراسة الهندسة بجامعة الإسكندرية عقب تخرجه عام 2016 وتزوج من آلاء المتهمة السادسة وأنجب طفلا وعمل بأحد مكاتب الاستشارات الهندسية في الإسكندرية، واستقرت حياته في ذات المحافظة فما كان منه إلا أن قابل المعروف بالخيانة وأغمض عينيه وأصم أذنيه، راح يسعى لهدم مصر بإشاعة الفوضى فيها والإضرار باقتصادها وتحرك لتنفيذ عملية إرهابية تستهدف قاعدة بحرية في مطروح وتمكن من الحصول خفية على خرائط للقاعدة، استعدادا لتنفيذ مخطط التنظيم وتحقيق أهدافه.

كما قام بالتخطيط والتنسيق لتنفيذ عمليتين إرهابيتين خلال شهر أغسطس 2018 لاستهداف محطتي رمسيس وسيدي جابر، باستخدام حقائب لإخفاء المواد المتفجرة بداخلها، ثم سعى للاتصال بالجماعات الإرهابية القابعة في سيناء والتواصل مع من يعملون بها، لمشاركتهم في عملياتهم، بزعم إقامة دولة الخلافة، واتصل بالمتهم الثالث وهو عضو بجماعة داعش في سوريا وطلب منه أن يساعده بالتواصل مع أحد أعضاء داعش في سيناء، وبالفعل مكنه من التواصل مع المتهم عمرو يحيي "دودج" على برنامج التليجرام، وأخبره برغبته في مساعدة التنظيم وإمداده بالأموال وبعض البيانات الهامة وجهز مبلغ 10 آلاف جنيه وذاكرة تخزين بها صور لميناء رأس جرجوب، وتواصل مع أحد أفراد داعش من خلال برنامج التليجرام بواسطة زوجته آلاء وتقابل معها في محطة سيدي جابر في الإسكندرية وشرح لها تفاصيل العمليات التي يخطط لها.