رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف اتهم الإخوان الجرافيكس؟!

أكثر من ٣٠ مليون مصرى كانوا فى الشوارع والميادين، يوم ٣٠ يونيو ٢٠١٣، يطالبون قواتهم المسلحة بأن تسترد لهم وطنهم، غير أن محمد مرسى، مندوب مرشد الإخوان فى قصر الرئاسة، قام بتكذيب عينيه، وقال لوزير الدفاع إن عدد المتظاهرين «مش كبير ولا حاجة يا سيادة الفريق، دول كلهم ١٢٠ ألفًا، بس بيزوّدوهم بالجرافيكس». وقبل أن تعتقد أن الحوار، الذى شاهدناه فى الحلقة ٢٨ من «الاختيار ٣»، يهدف إلى التشكيك فى قوى «مرسى» العقلية، نشير إلى أن المدعو أيمن على، الذى كان مستشاره لشئون المصريين بالخارج، قال وقتها، بالصوت والصورة، إن عدد من تظاهروا لا يتجاوز ٣٧ ألف مواطن! 

كل شىء، صباح ٣٠ يونيو، كان يقول إن الشعب يقوم بثورة حقيقية، بينما كانت جريدة الـ«جارديان» البريطانية تنقل عن «مرسى» أنه يرفض أى مطالب أو مقترحات تتضمن إجراء انتخابات رئاسية جديدة، أو مبكرة، وأنه تعهد بعدم التسامح مع من طالبوا أو اقترحوا ذلك. الأمر الذى دفع الجريدة إلى استنتاج حدوث «صراع قوة فى شوارع القاهرة بين المؤيدين والمعارضين»، بعد أن أشارت إلى أن «مرسى» بدا «واثقًا من نفسه وبقائه فى السلطة بشكل كبير». وعند سؤاله عمّا إذا كان واثقًا من أن الجيش لن يضطر إلى التقدم خطوة للأمام والإمساك بزمام الأمور والتحكم فى دولة أصبحت خارج السيطرة، قال: «أنا واثق للغاية».

عن الإعلام، قال «مرسى» إن قنوات الإعلام الخاصة بالغت فى قوة معارضيه، الذين وصفهم جميعًا بالمتعاونين مع «الدولة العميقة وفلول النظام القديم»، واتهمهم باستئجار «البلطجية» للهجوم على مؤيديه. وبالنص قال: «لديهم المال، وهذا المال جنوه من الفساد، واستخدموا هذه الأموال فى دعم النظام القديم وإعادته إلى السلطة، ويدفعونه للبلطجية؛ وبالتالى يحدث العنف». وردًا على سؤال بشأن رفضه انتقاد الشرطة، قال «مرسى» إن امتداح الشرطة أو الجيش يأتى بشكل عام، لأن «هذه المؤسسات جيدة، وبالتالى إذا كانت هناك انتهاكات معينة أو جرائم من أفراد بعينهم، فالقانون سيأخذ مجراه». وكان أبرز ما جاء فى الحوار، الذى استمر لمدة ساعة، هو أن «مرسى» شدّد على ثقته فى قيادة الجيش المصرى، وتحديدًا فى وزير الدفاع.

المهم، هو أن الملايين كانوا يملأون ميادين مصر وشوارعها، صباح ذلك اليوم، وكان هتافهم الأبرز «يسقط.. يسقط حكم المرشد»، بينما كان عبيد المرشد يحاولون تكذيب أعينهم، ويتهمون، مع «الجرافيكس»، الـ«هولوجرام المائى» و«السديم الكهروميوزى المتأيّن» والـ«ترانزستور»، الذى كان فى جيب كل متظاهر، واستعان وزير إعلامهم بالخبرات العلمية المعملية الفذة لصاحب محل «دندشة» لخدمات الهاتف المحمول!

بجد مش هزار، كانت خبرات صاحب محل «دندشة»، هى السند والمستند، واستند وزير إعلام الإخوان إلى رسالته التالية: «السلام عليكم.. أثناء قيامى بالبحث على صفحات البرامج، وأثناء انشغالى بسبر أغوار الفضاء الافتراضى، تصادف عثورى على صورة، تظهر بوضوح إطلاق طائرة الجيش لأشعة صادرة من برنامج الهولوجرام المائى «The hologram water»، ويمكن لمن شاء أن يدقق النظر فى الصورة وسيلاحظ على الفور الأشعة الخضراء التى تنطلق من الطائرة صوب المتظاهرين، وكما سبق لنا أن أوضحنا، يوجد جهاز ترانزستور بجيب كل متظاهر يقوم باستقبال تلك الأشعة وتحويلها إلى موجات السديم الكهروميوزى المتأين، وهى موجات بروتونية أحادية النواة تنعدم فيها الكربوهيدرات، مما يؤدى إلى خلق مجال من أشعة الميكرويف تؤدى إلى حالة خداع بصرى ينعكس على الأجسام الصلبة المقابلة؛ فيظهر الشخص وكأنه ٤ أو ٨ أو ١٦ شخصًا، حسب قوة الإشعاع. والتقدير الحقيقى لعدد من خرجوا فى مظاهرات ٣٠ يونيو لا يتجاوز ١٠٠ ألف شخص فى جميع أنحاء الجمهورية. وشكرًا على سعة صدرك».

.. انتهت الرسالة، التى حملت توقيع «أخوك: عطية درويش، مهندس كمبيوتر ومصمم برامج الجرافيك، وصاحب محل دندشة لخدمات الهاتف المحمول»، التى نشرها وزير إعلام الإخوان، المتولى عبدالمقصود، المعروف باسم «صلاح»، فى حسابه الرسمى على فيسبوك. ثم توالت الوقائع والأحداث التى أكدت، أو جددت التأكيد، على أننا نجونا بفضل الله وشعبنا العظيم وقواتنا المسلحة الباسلة، من مصير أكثر سوادًا من السواد.