رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إنه جيش مصر يا ....

 مكان النقط، نريدك أن تضع، لو وجدت، صفة تليق بذلك الذى شتمنا جميعًا، نحن المصريين، ودفعته حماقته، أو جنونه، أو حماقة وجنون مستعمليه، إلى تهديد وزير دفاع مصر، القائد العام لقواتنا المسلحة، فى لقاء سبق ثورة 30 يونيو بأيام قليلة، وتحدث عنه الرئيس عبدالفتاح السيسي أكثر من مرة، كما تحدث عنه اللواء عباس كامل، مدير مكتب وزير الدفاع وقتها، رئيس المخابرات العامة الحالى، وأكد أنه خلال السنوات الطويلة التى لازم فيها الرئيس، منذ أن كان برتبة مقدم، لم يجده منفعلًا بهذا الشكل: صوته زلزل المكتب باللى فيه.

بهذا اللقاء، انتهت الحلقة السادسة والعشرين من «الاختيار 3»، وفيه قال خيرت الشاطر، إن كل معارضى الجمعة «مش مهمين» بالنسبة لهم،«شوية بعوض»، و«شوية صراصير، بتجرى على الأرض، وإحنا قادرين إننا ندوس عليهم ونسحقهم»، وأشار إلى أن شباب الجماعة يمكنهم القيام بذلك «فى أى وقت وفى مدى قصير جدًا.. وإحنا فعلًا حانعمل كده»، مضيفًا أن «جماعة الإخوان قوية جدًا جدًا وتستطيع أن تفرض إرادتها وسيطرتها على الكل، ده غير إنها مدعومة من المجتمع الدولى ومن الولايات المتحدة».

حدث ذلك أمام سعد الكتاتنى، الذى حضر اللقاء بصفته رئيس حزب الحرية والعدالة، والذى كان قد أعلن، فى 23 يونيو 2013، عن تقدير الحزب لتصريحات الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، وأكد، فى حسابه الرسمى على فيسبوك أن تلك التصريحات «عبرت عن مدى انزعاج المؤسسات الوطنية جميعها من عمليات العنف ومحاولات دفع البلاد إلى الفوضى والفتنة والحرب الداخلية وجر الشعب إلى الاقتتال والدماء».

مع ذلك، تحولت تلميحات «الشاطر»الضمنية إلى تهديدات صريحة، وزعم أنهم قادرون على مواجهة الجيش وأن «جماعة الإخوان عندها الجيش بتاعها»، ثم تحدث عن لقاء جمعه «صدفة» بمحمد الظواهرى، شقيق زعيم «تنظيم القاعدة»، وأكد له أن هناك آلافًا مؤلفة من أفغانستان وباكستان والشيشان وغيرها سيتوافدون على أرض مصر بسلاحهم وعتادهم، وهم مدربون أحسن تدريب «بل ومقاتلون متمرسون أيضًا غير كتائب الجماعة القتالية المنتشرة فى كل شبر من أرض مصر والمستعدة للمواجهة بكل أشكالها وكافة أنواعها».

ولاء الجيش للمصريين فقط، وارتباطه بهويتنا يعلو فوق أى مصالح ضيقة لمن اعتقدوا أن إرهابهم الأسود قد ينال من عزيمته، التى هى تجسيد لعزيمة أمة صنعت التاريخ وألهمت الإنسانية معنى التضحية من أجل الوطن. وعليه، لم يفاجئنا رد وزير الدفاع بالآتى: «طب شوف بقى.. انتوا خربتوا البلد وضيعتوها أكتر ما كانت ضايعة بأفكاركم السودا ومؤامراتكم.. انت جاى تهدّد قائد جيش مصر بشوية إرهابيين؟!.. انتوا نسيتوا نفسكوا ولّا إيه؟.. طب قسمًا بالله، اللى حايرفع السلاح فى وش الجيش لأشيله من فوق وش الأرض. وإوعاك تكون فاكر إن الجيش هو اللى بتشوفه فى الشارع.. لا.. لا.. لا.. لا، الجيش ده حاجة كبيرة قوى.. أكبر من كل اللى فى خيالكم.. ويطوى البلد دى من إسكندرية لأسوان فى ساعات. واسمع، انتوا لو فكرتوا ترفعوا السلاح على الجيش لن تقوم لكم قائمة لمدة خمسين سنة قادمة.. انت فاهم؟ المقابلة انتهت».

فى مواجهة إرهابيين من مختلف الجنسيات وكتائب الجماعة القتالية الإرهابية، «المنتشرة فى كل شبر من أرض مصر»، دارت، معارك كثيرة بالفعل، قبل وبعد إعلان القيادة العامة لقواتنا المسلحة، فى 3 يوليو 2013، انتصار المصريين، شعبًا وجيشًا، وقيامهم بإسقاط حكم المرشد وكنس تلك الجماعة الضالة، وأنهوا مباراة طويلة بكسرهم الحلقة الأقوى فى مخططات شيطانية، كادت تلتهم العالم العربى، دولة تلو الأخرى.

..وأخيرًا، لم ينتصر المصريون وجيشهم على كتائب الإخوان والتنظيمات الإرهابية المتحالفة معها فقط، بل سحقوا أيضًا مستعملى تلك الجماعة الضالة، الذين أقاموا شبكة معقدة من العملاء والوكلاء والإرهابيين، وأنفقوا مليارات، بلا عدد، على تنفيذ مخططاتهم الشيطانية. ونحيلك، مثلًا، إلى كتاب فيل جوردن، الواضح من عنوانه «خسارة المباراة الطويلة.. الوعد الكاذب بتغيير أنظمة الشرق الأوسط»، والمذكور كان أحد كبار المسئولين فى إدارة أوباما، وقام باستخلاص الدروس والعبر من فشل التدخلات الأمريكية فى المنطقة ونصح إدارة جو بايدن بأن تتعامل معها بحذر أكبر.