رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيانى.. كيان وزير الشباب!

 

المنصة الوطنية للشباب، «كيانى»، تصف نفسها فى موقعها الإلكترونى الرسمى، الذى تم إنشاؤه سنة ٢٠٢٠، بأنها التطبيق الوحيد الذى يقدم فى مكان واحد جميع الخدمات والفعاليات وكل ما يهم الشباب المصرى فى ٢٨ محافظة. سواء كانت هذه الخدمات أو الفعاليات مقدمة من مؤسسة حكومية، خاصة أو منظمة مجتمع مدنى.

المنصة، الموقع والتطبيق، تم تطويرها «بواسطة شركة أسجاتك- جميع الحقوق محفوظة لعام ٢٠٢٠»، ومع أننا فى الشهر الرابع من سنة ٢٠٢٢، إلا أن الأستاذ وزير الشباب والرياضة ما زال «يبحث استعدادات الإطلاق التجريبى للمنصة الوطنية للشباب كيانى». واجتمع صباح أمس الخميس، مع أعضاء «الجهاز التنفيذى للمنصة الوطنية» بحضور عدد من قيادات الوزارة، للاطلاع على آخر المستجدات المتعلقة بالمنصة. وجرى، خلال الاجتماع، استعراض الخطوات التى تم اتخاذها الفترة الماضية فيما يتعلق بالتشغيل التجريبى، والتحديثات التى لحقت بالمنصة استعدادًا للإطلاق التجريبى لها خلال الفترة المقبلة.

البيان الصادر عن وزارة الشباب والرياضة قال إن الوزير اطلع على «التصور الاستراتيجى للمنصة الوطنية كيانى»، التى تمثل حلقة الوصل والتواصل الفعال بين الوزارات والجهات الحكومية ذات الصلة بالعمل الشبابى، ومقدمى الخدمات والشباب، وعرض الأقسام الرئيسية التى تحتويها المنصة، والمنقسمة إلى «خدماتى، مشاركاتى، آرائى، موجهى». وأكد وزير الشباب والرياضة، بحسب البيان، أهمية المنصة، فى وصول الخدمات المختلفة التى تقدم من مختلف الجهات المعنية للشباب على مستوى جميع محافظات الجمهورية، والحرص على الخروج بالتطبيق فى أفضل صورة له وبالشكل الذى يلبى رغبات الشباب. 

الكلام، كما ترى معقول، و«زى اللى بصحيح»، لكن ما يجعله بعيدًا عن العقل، هو أن هذه المنصة يجرى العمل عليها منذ سنتين تقريبًا. وحدث فى ٢٨ مارس ٢٠٢١، تحديدًا بعد الاحتفال باليوم الرياضى للمرأة المصرية، أن عقد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعًا مع وزير الشباب والرياضة، وقدم خلاله الأخير شرحًا لمكونات المنصة الوطنية للشباب «كيانى» التى ترصد كافة الأنشطة والمبادرات التى تقدم للشباب والنشء من جميع الجهات الحكومية والخاصة والمجتمعية والدولية فى مصر. 

أيضَا، بقليل من البحث، ستكتشف أن وزير الشباب نفسه عقد اجتماعات عديدة مع مسئولى المنصة نفسها، من بينها ذلك الذى عقده فى ٥ سبتمبر ٢٠٢١، أى منذ ٧ شهور، وصدر عنه بيان يكرر الكلام السابق نفسه، مع إضافة أن المنصة ترصد «الأنشطة والمبادرات التى تقدم للنشء والشباب من جميع الجهات الحكومية والخاصة والمجتمعية والدولية فى مصر، وتأتى فى ضوء التحول الرقمى الذى تنتهجه وزارة الشباب والرياضة». والغريب هو أن الوزير كان قد طالب وقتها بوضع برنامج زمنى محدد لإطلاق المنصة. والأكثر غرابة هو أن تقرأ فى المرتين، أو بعد كل اجتماع أن مسئولى الجهاز التنفيذى للمنصة قدموا عرضًا تقديميًا حول ما تم إنجازه على صعيد الهوية البصرية للتطبيق، وسياسة المحتوى والمضمون و... و... وخطة التسويق المتعلقة بتدشين المنصة!. 

ربما لأن مسئولى المنصة تلكأوا، أو ناموا زيادة عن اللزوم، ظهر موقع إلكترونى، بالاسم نفسه، وبالأحرف الإنجليزية نفسها، kayani، له صفحة على «فيسبوك» يتابعها ١١٠ آلاف، يصف نفسه بأنه «كيان بيعبر عن حاجات حلوة كتير، إحنا كتيم بنهتم جدًا بأدق التفاصيل عشان نوصلك المنتج أو الخدمة اللي هتطلبها بأعلى جوده ممكنة». وبالاسم نفسه أيضًا، لكن بتغيير الحرف الأخير في الكلمة الإنجليزية، «kayane»، ستجد موقعًا ظريفًا يقول إنه «الموقع الأول للمرأة المتقاعدة»!.
 

.. وأخيرًا، لا ننصحك بأن تتجول، بالجيم، فى موقع «كيانى» الخاص بوزير الشباب، الذى تجرى محاولة إطلاقه أو توليده، لأنك لو فعلت، ستجد أن «الخدمات أكثر استخدامًا» هى: حالة الطقس، مسابقة كيدز شو، و.... و... و«طلب تطهير مسقى»، ولأن الخدمة الأخيرة استوقفتنا، كما نعتقد أنها استوقفتك، حاولنا أن نعرف تفاصيلها، فاكتشفنا أنها «مقدمة من وزارة الموارد المائية والرى لمساعدة المواطنين فى تطهير الترع والمساقى الزراعية. وعليه، تكون التحية واجبة للشاعر العظيم، صاحب أغنية «ياللى ع الترعة حوّد ع المالح»!.