رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يا بحر نعزف همسنا

هشام حربى
هشام حربى

حين انتبهنا كان لون الصمت يقطر بهجة وتكاد تصبغه السماء، وزرقة الصمت امتداد مال فيه الدفء نحو الوقت يملؤه، ويفتح كل درجات اشتعال اللون، كيف أضمها فيفيض ماء البحر فوق أصابعى، وأكاد أضغط فى ارتجافاتى مفاتيح «البيانو» كى يناظر صرخة النشوان، تملؤنى إضاءات النجوم الخافتات، وأحتسى منها قليلًا ربما يغريكِ ضوء خافت بالمشى تحت تلاوة الأمطار، هذا الليل يعرف كيف يبدو عاشقان ليجمع الأمطار والقيثار والأنسام، موسيقاه يضبطها ليسمح باشتعال الهمس، كنت أقول: للأمطار ترتيل يعادل فى القداسة نبض قلبك وهو يعزف، يعزفان على خيوط الليل، أضبط خطوتى ليمر صمتى من خلال تقطُّع الأنفاس ما بعد اللهاث، يظل صوت شفاهنا يعدو على قوس الكمان، أعيد آنية الزمان، بهمسنا ينساب نور، ربما يغريه صمتكِ بالإجابات التى سألته عنها الشمس واحتجبت تُغَيّر وقتها.

حين انتبهنا كان وجه الليل مسرورًا يغرد بالإجابة، تهمسين فتسقط الشهب الصغيرة، والبدايات التى قارنتها بالعطر قالت عند موج البحر ما باحت به الأمطار للبحر، المسافة لم تزل تنهار، كيف يذوب هذا الماء رغم الشوق فى تلك المياه، وكيف يبدأ عازف ترتيله والموج يُنشد همسنا، يا بحر قد جئناك ليلًا بالقيامة، نرفع الفرح الذى فى همسنا والصمت، نعزف ما ترى.

من ديوان «نسبق الشمس»

تحت الطبع