رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سيناء .. ومشروع منخفض القطارة


ذكرت فى مقالات سابقة أهمية سيناء من عدة جوانب: جغرافيا- اقتصاديا- استراتيجيا- عقائديا- وأمنيا.. وركزت على الثروات الموجودة فى باطنها ونصحت الأجهزة السيادية باستغلالها فى حل مشاكلنا الحالية والمستقبلية .. كما حذرت من تركها على هذا النحو خشية من طمع الحاقدين فيها

واستندت فيما كتبت عن اهميه سيناء إلى معلومات موثقة من العلماء والقادة العسكريين الذين أفنوا أعمارهم فى هذه الأرض المباركة .. ووعدت القارئ العزيز أن أكتب عن بعض ثروات سيناء.فمشروع مثل «منخفض القطارة» الذى سيمتلئ بمياه البحر الأبيض المتوسط سيولد لنا كهرباء تصل إلى «5» أضعاف إنتاج السد العالى.. ومن ثم يكون لدينا فائض كهرباء نستطيع من خلاله التوسع فى مشاريع طاقة وإنتاج تضع مصر فى مصاف الدول الصناعية الكبرى.. وليس هذا فقط.. بل سيعوضنا هذا المشروع عما فقدناه من الثروة السمكية التى تقلصت مؤخرا بسبب «جشع» اللصوص فى سرقة أراضى بحيرة المنزلة- المنتج الأول للأسماك فى مصر- والتى أصبحت 70 فداناً مليئة بمياه ملوثة بالصرف الصحى.. بعد أن كانت 270 فداناً تموج بالمياه النظيفة والأسماك الصحية.مساحة منخفض القطارة تقترب من 45 ألف كيلو متر مربع .. كما يصل طوله من الشرق إلى الغرب إلى 300 كيلو متر.. وعرضه يتعدى الـ 145 كيلو متراً.. أما عمق المنخفض فيصل إلى 134 مترا.. وبشهادة علماء الجيولوجيا العالميين والمحليين فإنه من أعظم خمسة منخفضات على مستوى العالم .. وبه عدة أماكن مرتفعة «جزر» تقدر بحوالى 19 ألف كيلو متر مربع .. وجميعها صالحة لإنشاء مجتمعات عمرانية تستوعب ما لا يقل عن نصف مليون أسرة تعمل فى السياحة والصيد والزراعة والتجارة.. يعنى ببساطة كده نستطيع التأكيد على حل مشكلة 2 مليون مواطن عاطل .. هذا على فرض أن الأسرة الواحدة التى ستقيم وتعمل فى المشروع تتكون من أربعة أفراد فقط. وتقدر كمية الكهرباء المتوقعة من المنخفض بـ «670» ميجا وات للساعة .. تزداد بعد عشر سنوات حتى تصل إلى «2400» ميجاوات/ ساعة.. وهذا يعنى - ضمن ما يعنيه- أننا سنصدر الكهرباء إلى بلاد أخرى مثل الاتحاد الأوروبى بواسطة كابل كهرباء تحت سطح المياه .. طيب اشمعنى يعنى أوروبا.. نقول اشمعنى.. لأن هذه البلدان فى أمس الحاجة إلى تلك الطاقة النظيفة.. وبكده يا أبناءنا يمكن أن تساعدنا هذه الدول فى تكاليف المشروع حتى لا نحمل الدولة أى أعباء زائدة.. لأننا فى هذه الحالة نتكلم عن وصلة بطول 56 كيلو مترا مربعا من المنخفض إلى مياه البحر الأبيض المتوسط.. فإذا بدأنا خطوات جدية فى هذا الاتجاه وضمنا تمويل المشروع من الاتحاد الأوروبى.. فإننا نتحدث كذلك عن اهتمام هذه البلدان بالاستقرار الأمنى لمصر.. حلو الكلام دا والله العظيم .. طيب يا ترى إيه هو العائق أمام تنفيذ المشروع؟.. هذا السؤال ننتظر الإجابة عليه من الحكومة الجديدة إذن مشروع منخفض القطارة واحد من عدة مشاريع يمكن الاعتماد عليه لإنقاذ مصر من عثرتها الحالية .. وحتى ننجح فى تحقيق هذا الهدف.. لابد من وجود إرادة سياسية فى المقام الأول .. والارادة لن تأتى إلا بالتفاف الشعب حول قيادته.. ومواجهة الإرهاب الإخوانى بكل حسم وقوة. أخيراً.. نؤكد على أن مستقبل الأجيال الحالية والقادمة أصبحت أمانة فى رقبة أبطال القوات المسلحة والشرطة فى ظل المؤامرات الإخوانية الخسيسة التى تريد إحراق الأخضر واليابس وهدم الدولة وتشتيت الشعب.. ومن خلال هذه الكلمات البسيطة أؤكد أن مصر باقية والإخوان زائلون..

■ كاتب صحفى


هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.