رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مِنْ حِكَايَاتِ الطَّيْرِ وَالْحَيَوَان

عادل الغنام
عادل الغنام

الْفَأْر

ركض الفأر من شارع لآخر وهو يصيح فى الناس:

- ألا تعرفونى أيها الجبناء، أنا الحاكم.. لقد حوَّلنى رئيس الديوان بتعويذة سحرية إلى فأرٍ؛ كى أهرب من الأوغاد المتآمرين على حكمى. 

لم يلتفت له أحد، فعاود الركض وهو يصرخ:

- أيها الشعب.. لقد عشت من أجلكم أنتم، أنقذونى من الكلاب الضالة والقطط المجرمة.

ظل الفأر يقفز من شارع إلى حارة، ومن حارة إلى زقاق، حتى وجد نفسه فى سكة مسدودة، حاول التراجع فقابل أمامه قطًا مسنًا هزيلًا، تبدو عليه العدوانية، نظر الفأر فى عين القط، وزعق بشدة:

- أنت أيها القط.. ألا تعرفنى؟ أنا قائد هذه البلاد، وأحذرك أن تمسنى بسوء.

أجابه القط فى غيظ:

- وأنت.. ألم تعرف من أنا؟

تراجع الفأر مرتعدًا، قفز القط فوقه وضربه على رأسه ضربة قوية أفقدته وعيه، ثم قام بسحبه من ذيله، وخرج به إلى الشارع العام وهو يصيح فى فخر: 

- أنا الشعب سيدى الحاكم!

الْحَمِير

بعد أن مكث الهدهد لسنوات من دون عمل، جاء على خاطره أن يعمل مراسلًا إعلاميًا، مدفوعًا بخبراته الطويلة فى السفر وتقصى الحقائق.. أرسل الهدهد تقارير متنوعة لعدد من الصحف والقنوات التليفزيونية، تحكى عن قصص المعذبين فى الأرض وصورًا لحياتهم البائسة، غير أنه لم يحصل على رد.. بعد طول انتظار، جاءه اتصال من مدير تحرير مجلة شهيرة، اقترح عليه استغلال مواهبه فى الطيران والتلصص، ليأتى له بأخبار النجوم وأحاديثهم السرية.. اليوم، يترقب الهدهد منصبًا رفيعًا فى وكالة أخبار دولية براتب مغرٍ ومزايا مثيرة!