رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طرق فاشلة لاستعادة الأحبة

بهية طلب
بهية طلب

تنتظر ابنتى كل ليلة جنية الأسنان لتأتى وتأخذ سنتها المخلوعة 

وتترك لها عملة ذهبية

تتأكد أن سنتها لم تتحرك من تحت الوسادة لتأتى تحت رأسى 

ويختلط الأمر على الجنية

أنا أبكى معها أبطال أفلام الكارتون

الذين يفشلون فى اللحاق بحريتهم

وأطلق شعرى الأصفر مثل ليمونة فى حلقات فراولة

وأضحك على الغبى غامبول وأبيه ريتشارد السمين

وأخشى أن أخبرها بأن الشمس كانت تعطينا سِنة العروسة كما طلبنا

لكن دون ضحكات

وأن أرقام الأعوام لا يمكن أن تتكرر أبدًا 

وأن الجنية لن تأتى

 

الأعوام التى مرَّت

كانت رعبًا كافيًا لى

لا يعنينى أن تهدينى وردة

أو تطلق مسدسك فى فمى

أحب أن أحتفظ بأشيائى جانبى

كتبى/ عطورى/ نظاراتى/ مكياجى

أقراطٌ ضخمة

أخفى بها وجهى

كل شىء مكدس على الكومدينو فوق بعضه

بحرفة حارس فنار عجوز

أمد يدى فأخرج قلائدى ذات القلوب اللامعة

فأتذكر أنى ذات وحدة

رميت قلبك من النافذة

قلبى

كلما ألبسته رداء النوم

غافلنى وخرج للمقاهى يدخن بشراهة

لاعنًا الذاهبين والعائدين بأعلى صوته

ويقف فى وسط الشارع داعيًا العربات لتدهسه

الذين يزورون المرضى

يأتون مرة واحدة

يتركون فاكهتهم الخائفة

والشيكولاتة اللئيمة

والورود الميتة قبلًا

ويهربون بأجسادهم النيئة

من هذه اللعنة

لستُ واضحة الملامح فى هذه الصورة

ولا فى أى صورة أخرى

أنا خدعة ضوئية

أبتسم بحدة كحقيبة سوداء

وعندى ثلاثة وعشرون قلم روج أنسى أن أستعملها

ولون شعرى الأصلى بنى فاتح

قالت أمى إنى كالشتاء الذى جئت به

مع أنى الوحيدة التى كانت ترسلها لشراء الخضار وأعود بالقائمة 

مكتملة

وقال أبى إنى أشبه الرعد وأنا لم أغضبه سوى مرة أو مرتين

ولامنى حتى موته لأنى حذفت اسم محمد من اسمى كلما تحسست 

وجهى أجد شظايا ذاكرتهم

وأخاف ألا أعرفنى