رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من المهام التى تنتظر الرئيس القادم «2 - 2»


المهمة الثالثة للرئيس القادم على الساحة الخارجية، تتمثل فى كيفية الاستفادة من تقدم الغرب والشرق، ترحيبا بالصالح النافع من كل شىء، دون خضوع ولا هيمنة أمريكية كانت أو سوفيتية

ناقشنا فى الأسبوع الماضى بعض المهام التى تنتظر الرئيس القادم أيا كان من هو، وإن كانت الإرادة الشعبية العارمة فى مصر تراه فى المشير السيسى. وهى مهام كلها تتعلق بأهداف الثورتين: العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية. وفى هذا تلخيص لسلسلة طويلة، وقائمة عريضة من المسئوليات والمهام والأهداف والطموحات، التى ينتظرها الشعب من الرئيس القادم على الساحة الداخلية، وقد صبر الشعب من أجل تحقيقها سنوات طوال. وفى هذا المقال المقتضب نناقش بعض أهم المهام والمسئوليات على الساحة الخارجية

أولى تلك المهام فى ظنى، تعزيز العلاقات العربية ــ العربية، وجمع شمل العرب نحو الأخوة العربية الحقيقية، وإعادة الثقة بين شعوب وحكام الأمة العربية لتكون أمة واحدة كما يقول القرآن الكريم «إن هذه أمتكم أمة واحدة»، وقد يكون ذلك بإحياء دور الجامعة العربية، واتفاقية الدفاع العربى المشترك، أو عن أى طريق آخر جديد يراه الشعب والرئيس والبرلمان مناسبا للمهمة الكبيرة، وكذلك بقية الشعوب والحكام، بعد تصفية الخلافات العربية ــ العربية، وكثير منها تافه أو نشأ لأسباب تافهة أو شخصية لا علاقة لها بمهمة الأمة أو قيمتها أو قيمها أو أعرافها، أعنى ضرورة تصفية كل الخلافات: الخليجية منها والعربية الأخرى حتى مع قطر وسوريا وليبيا وتونس وفلسطين ولبنان والإمارات. وكذلك ينبغى وضع العلاقات الجديدة ووضع إطار صحيح لا ينبغى فى المستقبل تجاوزه . وربما نرى بهذا عودة إلى الطريق الصحيح، مما يساعد فى مواجهة الهيمنة الأمريكية وأى ضغوط خارجية تمهيدا لعلاقات تعاون وتكامل وتعضيد جيدة، بين دول العالم الإسلامى كله، ولكن يجب أن يكون ذلك بين العرب أولا. وهذا أيضا مما يصب فى مواجهة تلك الهيمنة الأمريكية، ويحتاج ذلك كله إلى ثقة كبيرة تبنى عليها المواقف العربية العربية، والعربية الإسلامية، فى المستقبل. لو حدث ذلك فسيكون للعالم العربى والعالم الإسلامى بإمكاناتهما والنعم العديدة التى أنعم الله بها عليهما، شأن كبير على مستوى العلاقات الدولية.

وسيكون لذلك دور مهم سياسيا فى الأمم المتحدة، وسياسة عدم الانحياز، ومناصرة الحق والشهادة على العالمين، واقتصاديا، مما يجعل صندوق النقد الدولى يتزلف إلينا ولا نتزلف إليه، يمد يده لنا ولا نمد أيدينا له، لأن اليد العليا خير من اليد السفلى.

المهمة الثانية والخطيرة، هى إقناع العالم العربى كله خصوصا بالمسيرة الديمقراطية نزوعا إلى الشورى الحق، وأن ما حدث فى مصر بعد حكم المعزول، هو تصحيح للمسار الديمقراطى واتجاهاته بل ومناهجه العديدة، وهو خروج من مأزق التوجه الواحد، وإن انتسب ظلما للديمقراطية، وأن الديمقراطية ليست انتخابات فقط، بل أداء حسن يذكّر بالحكم الرشيد وعلاماته، ووفاء بالعقد الاجتماعى.

المهمة الثالثة للرئيس القادم على الساحة الخارجية، تتمثل فى كيفية الاستفادة من تقدم الغرب والشرق، ترحيبا بالصالح النافع من كل شىء، دون خضوع ولا هيمنة أمريكية كانت أو سوفيتية.

المهمة الرابعة للرئيس القادم على الساحة الخارجية، هى تصفيه الخلافات المصرية الثنائية مع أى من دول العالم، والمعاملة بالمثل حتى فى التأشيرات ومطالب السفر والتنقل، لإعادة القيمة الحضارية للمواطن المصرى فى خارج مصر، كما يجب أن تكون داخل مصر، فقد تكون تلك المهام أساسا متينا فى مجال العلاقات الدولية والتقدم نحو بناء مستقبل واعد.. والله الموفق؟؟