رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

انتصار القيم هو الأهم

العدَّاء الكينى أبيل موتاى كان على بُعد أمتار قليلة من خط النهاية، لكنه ارتبك مع الإشارات وتوقف، معتقدًا أنه أنهى السباق.

وفى ذات الوقت كان العداء الإسبانى، إيفان فرنانديز، خلفه مباشرة، وكان متابعًا ومدركًا ما يحدث أمامه، فبدأ يصرخ داعيًا العداء الكينى أبيل موتاى لمواصلة الركض، لم يكن موتاى يعرف الإسبانية ولم يفهم.

فدفع إيفان فرنانديز منافسه موتاى إلى الأمام حتى يفوز وينتصر ويكسب السباق.

سأل أحد المراسلين إيفان: لماذا فعلت هذا؟

أجاب إيفان: حلمى هو أنه فى يوم من الأيام يمكننا أن نحظى بنوع من الحياة المجتمعية، حيث ندفع أنفسنا والآخرين أيضًا للفوز.

وأصر المراسل على سؤاله: لكن لماذا تركتم الكينى يفوز؟

أجاب إيفان: لم أدعه يفوز، هو كان أمامى وكان حتمًا سيفوز.. كان السباق له.

أصر المراسل وسأل مرة أخرى: لكن كان بإمكانك الفوز؟

نظر إليه إيفان وأجاب: ولكن ما هى ميزة انتصارى؟ ما هو شرف هذه الميدالية؟ ما الذى ستفكر فيه والدتى؟

إن انتصار القيم التى تعلمتها من والدتى أهم من فوزى على المنافسين، إن القيم تنتقل من جيل إلى جيل، فما هى القيم التى نُعلمها لأطفالنا، وإلى أى مدى تلهم الآخرين لكسبها؟ إن معظمنا يستفيد من نقاط ضعف الناس بدلًا من المساعدة فى تقويتها.

إن الانتصار الحقيقى هو الانتصار لقيم الإيثار لا الأثرة، والنجاح الحقيقى هو فى دفع الآخرين للفوز أيضًا، فما استحق أن يُولد من عاش لنفسه فقط.