رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رب اليهود


إن من يرتكب أيا من الأعمال المشينة أو يقول «لا» للدستور من باب العصبية والكراهية لا من باب القناعة بعد الفهم، إنما يساعد ذلك الحاخام الأحمق فى نبوءته أو ما يسميه إلهاما من رب اليهود.

ذكرت صحيفة «اليوم السابع» فى الصفحة الخامسة، يوم الاثنين 6 يناير 2014 أن الحاخام، نير بن إرتسى، له مجموعة من النبوءات فى العام الجديد 2014، زعم انها من إلهام رب اليهود، ومنها، «أن مصر لن تشهد إستقراراً هذا العام، ولن يكون لها رئيس». هكذا يتنبأ هذا الحاخام، وينسب جهالاته، ويصفها، بأنها إلهام من رب اليهود. هم يقولون كما جاء فى القرآن الكريم «لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ». الأمر الأخطر فى كلام هذا الحاخام الجاهلى أنه يدعو إلى تعدد الأرباب، فهناك رب اليهود، وأرباب أخرى، وطبعا رب اليهود فى عقيدتهم هو الأقوى، وهو الذى أخذ بيدهم إلى القتل والتدمير والطرد والتهجير للفلسطينيين، من أراضيهم، وبناء المستوطنات، وتدمير البنية التحتية وتدمير الأشجار، وارتكاب كل الموبقات التى قرأنا عنها فى تاريخ الأمم السابقة. هذا الحاخام يخالف فيما يقوله حتى الوصايا العشر التى أوحيت إلى سيدنا موسى -عليه السلام- وتنهى عن الشرك والقتل والزنى والسرقة وشهادة الزور.. الخ.

أما ما قاله من أن «مصر لن تشهد استقراراً هذا العام ولن يكون لها رئيس « فهذه ليست نبوءة، ولكنها ما يتمناه هذا الصهيونى الحاقد لمصر وأهلها.يقول الله تعالى فى حق هؤلاء «الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ» آية (146 ) سورة البقرة . انظر دقة القرآن، عندما يشير إلى فريق منهم وليسوا جميعا، حتى لو كانوا يعتدون على حرمات الله تعالى، كما نرى فى فلسطين اليوم، القرآن كذلك يوضح لنا بعض أمانيهم «وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ» آية (111) البقرة .

ولذلك يقول القرأن الكريم فى سورة النساء آية (123) «لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا» .

أقول لهذا الحاخام وأمثاله نحن لا نتنبأ، ولكننا نقرأ الواقع ونحلله تحليلا موضوعيا، ومن ذلك نستشرف أن مصر بمشيئة الله تعالى، سوف تتم فيها قريبا جدا عملية الاستفتاء على الدستور وبنجاح كبير مشاركة فى التصويت وبنجاح مشروع الدستور يبدأ تنفيذ خريطة الطريق، وستتم فيها بإذنه تعالى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية أيهما يأتى أولا، حسب ما تراه الرئاسة والجهات الأخرى المعنية.وسيشهد العالم كله، انتخابات حرة ونزيهة، ونظاما جديدا فى مصر يقوم على الحريات المطلقة والعدالة والمساواة ومراعاة حقوق الإنسان، كما أكدت ذلك وثيقة الدستور، وسيسعى النظام مستقبلا إلى تحقيق أهداف الثورتين 25 يناير 2011 و 30 يونيو 2013. ونقول للحاخام وأصحابه ومن شايعه، «موتوا بغيظكم».

ولكن يبقى السؤال قائما، إذا كانت هذه تنبؤات الحاقدين من الصهاينة وهم ينسبوها كذبا إلى أنها إلهام من رب اليهود، فكيف بمن يسعى فى مصر جهلا أو عمدا إلى السير فى نفس الطريق وتحقيق أسوأ السيناريوهات. إن من يرتكب أيا من الأعمال المشينة أو يقول «لا» للدستور من باب العصبية والكراهية لا من باب القناعة بعد الفهم، إنما يساعد ذلك الحاخام الأحمق فى نبوءته أو ما يسميه إلهاما من رب اليهود.

والله الموفق