الأطباء: الإضراب نجح بنسبة 75% والمرضى يصرخون: "ذنبنا إيه"
عندما يكون مكان تواجد الطبيب الشارع وليس داخل المستشفى، وعندما يرفع الأطباء شعار "فوت علينا بكرة".. فلا يستطيع المريض الفقير إلا أن يرجع إلى بيته أو يتوجه فورا للمستشفيات الخاصة فهو لا يجد مكانا في المستشفي الحكومي بسبب إضراب الأطباء.
"أنا ذنبي إيه.. هاسيب بنتي عيانة وأجي بكرة علشان مش معايا فلوس أوديها عيادة برة"، هكذا صرخت إحدى الأمهات أمام مستشفى المنيرة العام، بعد أن فوجئت بإضراب الأطباء الذين رفضوا إجراء الكشف الطبي على ابنتها ذات العامين، والذين أخبروها: "تعالي بكرة وإحنا نكشف عليها".
وقالت راوية رمضان، والدة الطفلة: الأطباء ليس لهم حق في إضراب لأن أرواح الناس بين أيديهم، وهناك مائة طريقة للمطالبة بحقوقهم بدون الإضرار بالمرضى.
اختلف الأمر في مستشفى الجمهورية عن بقية المستشفيات التي تم الإضراب فيها، فالأطباء في مستشفى الجمهورية تظاهروا بمكبرات الصوت وتناسوا أولويات المهنة بعدم إزعاج المرضى، ولكن سرعان ما تدخل إيهاب عرفة، مأمور قسم عابدين، وأقنعهم بمقابلة وزيرة الصحة مها الرباط، الأمر الذي تجاوب معه الأطباء وقاموا بإنهاء الإضراب واستئناف العمل.
وقال الدكتور أحمد شوقي، عضو مجلس نقابة أطباء القاهرة وطبيب بمستشفى المنيرة العام، إن الإضراب سينجح بنسبة 75% مؤكدا أن جميع العيادات الخارجية بالمستشفى مغلقة اليوم للمشاركة في الإضراب.
واتفق معه الدكتور نور الدين محمد، نائب قسم الأنف والأذن والحنجرة بمستشفى المنيرة العام، مؤكدا أن الإضراب سينجح اليوم بنسبة كبيرة، مهددا بالتصعيد في حال عدم استجابة الدكتورة مها الرباط، وزيرة الصحة، لمطالبهم.. مضيفا أن جميع اجتماعات الأطباء مع الوزيرة لا تخرج إلا بوعود بدون تنفيذ.
وقال الأطباء إن الإضراب يهدف إلي الارتقاء بالمستوى الصحي بمصر عن طريق تنفيذ مطالبهم المتمثلة في زيادة ميزانية الصحة والأجور العادلة للأطباء وتأمين المستشفيات من الاعتداء عليها.
وأشار الدكتور أمير أحمد، طبيب بمستشفى أحمد ماهر التعليمي، إلى أن الإضراب نجح بنسبة 90% داخل المستشفى ماعدا قسم النساء والولادة الذي كسر الإضراب هذا الأسبوع والأسبوع الماضي نتيجة ضغط بعض مستشاري القسم علي الأطباء.
وأضاف أمير، أن الإضراب لا يعني إلحاق الأذى بالمرضى ولكن اليوم تم نقل الحالات من العيادات الخارجية إلي قسم الاستقبال والكشف عليهم بالمجان، فالأطباء سيحرمون الوزارة من أموال الكشف مثلما حرمتهم من حقوقهم - علي حد قوله.
وأوضح أن المستشفي يعاني من قصور التأمين، مما تسبب في الاعتداء أمس علي بعض الأطباء من قبل الأهالي بسبب عدم وجود أماكن خالية في الحضانات.
وأوضح أحمد عبد المجيد، طبيب بمستشفي الدمراداش، أنه لن يستجيب إلي دعوات نقابة الأطباء إلي الدخول في الإضراب نظرا لحرصه علي صحة المرضى، مؤكدا أن مستشفي الدمرداش يستقبل آلاف الحالات يوميا.
واتفق معه زميله مصطفى درويش، طبيب بقسم الأطفال، أن الإضراب يخالف القسم الذي أداه الأطباء منذ أن تخرجوا من الكلية، مؤكدا أنهم مع هذه المطالب المشروعة ولكن ليس مع الإضراب لأن هناك طرقا أخرى لأخذ حقوقهم.
وعلي الرغم من دعوات نقابة الأطباء إلي الإضراب إلا أن مستشفى الجلاء استمرت في العمل بشكل طبيعي، حيث قال محمد مراد، نائب مدير المستشفى، إن أطباء المستشفى رفضوا الدعوات التي طالبت بالإضراب أمس وكذلك يوم الأربعاء الماضي مؤكدا أن المستشفى لم يشهد حالة إضراب واحدة.
أما عن مستشفى الهلال فهو يشهد إضرابا جزئيا من قبل بعض أطباء العظام والأسنان، والذي لا يتجاوز عددهم عن عشرة أطباء، كما تستمر العيادات الخارجية في استقبال المرضى على الرغم من دعوات الإضراب.
