مستفيدات من مشروعات المرأة ضمن «حياة كريمة»: «ربنا يجبر بخاطرك يا ريس»
منذ انطلاقها، عملت المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» على الارتقاء بالمستويين المعيشى والخدمى للمواطنين الأكثر احتياجًا، خاصة داخل القرى النائية وتوابعها، فى مختلف المحافظات، مع الاهتمام بدعم المرأة المعيلة، ومساعدة النساء فى الريف المصرى على إقامة مشروعاتهن الخاصة، سواء بالتمويل أو التدريب.
مبادرة حياة كريمة
وفى السطور التالية، ترصد «الدستور»، عبر لقاءات مع عدد من النساء فى مختلف القرى والمحافظات، طبيعة المساعدات التى قدمتها مبادرة «حياة كريمة» للمرأة المعيلة، وكيف نجحت فى دعم نساء الريف وتدريبهن وتوفير مصدر رزق لهن، وأثر ذلك فى حياة أسرهن.
حنان: المبادرة ساعدتنى على تأسيس ورشة ملابس لتأمين قوت يومى
قبل السابعة صباحًا من كل يوم، كانت السيدة حنان على، البالغة من العمر ٥٠ عامًا، تغادر منزلها بإحدى القرى النائية، حاملة فأسها ومنجلها، إلى قطعة الأرض التى تعمل فى فلاحتها لجنى قوت يومها وتوفير احتياجات أسرتها.
قد يهمك أيضا:
- «حياة كريمة».. مواطنون عن تطوير الوحدات الصحية: تنقذنا من المستشفيات الخاصة
- المواطن أولًا.. مستفيدو «حياة كريمة»: «توصيل المياه النظيفة يحمينا»
عملها بالفلاحة، كما توضح السيدة القاطنة فى إحدى قرى طهطا التابعة لمحافظة سوهاج، بدأ فى أعقاب وفاة زوجها جراء الفشل الكلوى، تاركًا لها عبء إعالة ٣ أطفال، كرست حياتها لتربيتهم ودعمهم حتى وصلوا جميعًا إلى الدراسة الجامعية.
مع تقدمها فى العمر، لم تعد السيدة «حنان» قادرة على تحمل أعباء الفلاحة ومصاعبها لمزيد من السنوات، خاصة أن أبناءها الثلاثة ما زالوا يدرسون فى جامعاتهم، ما أصابها بكثير من الإجهاد، إلا أن الأمر تغير مع وصول مبادرة «حياة كريمة» إلى قريتها.
ففى الأيام الأولى لوصول الفرق الميدانية التابعة للمبادرة، التقت السيدة «حنان» المسئولين عن رصد الأوضاع بقريتها، وتحدثت إليهم عن رغبتها فى الحصول على مصدر رزق جديد، يناسبها، ويؤمن لها قوت يومها، فساعدها أحد المتطوعين ضمن المبادرة على الحصول على معاش «تكافل وكرامة»، مع وعدها بالمساعدة فى إنشاء ورشة للملابس أو كشك لبيع المواد الغذائية. فى البداية، ظنت أن الحديث عن مساعدتها فى إنشاء مشروع صغير هو مجرد وعد غير قابل للتنفيذ، خاصة بعدما مر نحو شهرين على تلقيه، لكنها فوجئت باتصال من الفريق المختص بمساعدة المرأة المعيلة لإتمام أوراق حصولها على قرض المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، من أجل مساعدتها على تأمين حياتها الجديدة، بالإضافة إلى دعم من بعض الجمعيات العاملة مع المبادرة لتوفير مكان لإقامة المشروع.
حلم الأم الطيبة الذى أصبح حقيقة، تمثل فى ورشة ملابس، بدأت بالفعل فى إنشائها لتكون مصدر أمان لها ولأسرتها، ومشروعًا قد يعتمد عليه أبناؤها بعد تخرجهم، وعن ذلك تقول: «حياة كريمة ساعدتنا فى التخلص من الخوف وتأمين قدرتنا على جنى قوت يومنا والعيش بكرامة».
هند: اترحمت من جنى المحاصيل
أكدت هند أحمد، أرملة من مركز يوسف الصديق، المُدرج ضمن مبادرة حياة كريمة، التابع لمحافظة المنوفية، أن «حياة كريمة» هى الأمل الكبير لتأمين حياة أسرتها الصغيرة، إذ إنها تعول ابنها الطالب بالصف الثانى الابتدائى، ووالدتها المصابة بمرض القدم السكرى: «عقب وفاة زوجى شعرت بأننى أمام تحدٍ صعب لإنقاذ أسرتى، لكن خوفى الدائم عليهم تلاشى مع ظهور حياة كريمة فى القرية».
وأضافت أنها كانت تعمل فى مجال جنى الثمار ويبدأ عملها كل موسم للحصاد، تجنى منه ما يساعدها على العيش حتى الموسم الجديد: «العمل الشاق انتهى بعدما ساعدتنى حياة كريمة فى تأمين مصدر دخل».
وأوضحت أن الأمل بدأ يدب فى قلبها بعد توافد فرق البحث الميدانى، الذى جاء لرصد احتياجات القرية، وأخبرتهم عن حكايتها، حتى طالبوها بملء استمارة طلب المساعدة لإقامة مشروع لها، وتقدموا لها بدورات تدريبية فى سبل التعامل الصحيحة مع الزبائن، وكيفية إدارة مشروع خاص، وبعد أشهر قليلة، تمكنت من الحصول على قرض المشروعات متناهية الصغر، لإنشاء كشك الحلوى. وتابعت: أن جهود المبادرة لم تتوقف عند هذا الحد، بل ساعدوها فى إنهاء الأوراق الخاصة بتراخيص الـ«كشك»، مؤكدة أن ذلك سيكون أفضل لها بكثير بسبب وجودها بالقرب من طفلها ووالدتها المريضة، علاوة على توفير كل متطلباتهما دون شقاء العمل فى حصاد الغلة، متوجهة بالشكر إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى وصفته بأنه حليف الفقراء.
فتحية: السيسى يمد يد العون دائمًا للفقراء والمحتاجين
قالت فتحية مهدى، ٥٠ عامًا، من مركز يوسف الصديق، «الرئيس عبدالفتاح السيسى يمد يد العون دائمًا للفقراء والمحتاجين، ويهتم بالنساء بشكل خاص، و«حياة كريمة» ليست الوسيلة الوحيدة التى يسعى فيها لإغاثة النساء المعيلات». وأوضحت أنها أم لثلاث فتيات جميعهن فى مراحل تعليمية مختلفة، وتراكمت عليها الديون عقب وفاة والدهن، بسبب مصاريف المعيشة والتعليم. وأضافت أنها سعت للعمل فى زراعة الشيح وعباد الشمس، وغيرهما من الأمور المتعلقة بالفلاحة، لكنها لم تسد رمق الفتيات الراغبات فى إتمام دراستهن بالجامعة، لذا كانت تواصل الليل بالنهار كى تفى باحتياجاتهن، وتساعدهن على العيش، مشيرة إلى أن حلمها هو أن تتعلم التطريز، الأمر الذى كفلته لها المبادرة من خلال ضمها لورش تعليم الحرف اليدوية، وقد بدأت الآن العمل من المنزل بمساعدة بناتها، ما ساعدها على العيش بأمان، وتابعت: أن حلمها تزويج البنات، وإنشاء ورشة كبيرة لتعليم فتيات القرية فنون التطريز، مؤكدة أن حياتها وحياة بناتها تغيرت بفضل الله الذى رزقهن حياة كريمة.
سلوى: لن أحمل هم «جهاز البنات»
ذكرت سلوى حسام، ٥٣ سنة، تقيم فى منطقة الخانكة بمحافظة القليوبية، أنها تقدمت لـ«حياة كريمة» حين أعلنت عن أنها تكفل المرأة المعيلة، وتساعدها فى تأسيس مشروعات صغيرة، نظرًا لكونها أمًا لثلاث فتيات، إحداهن تتأهب للزواج، وتحتاج لجهاز عروس، الأمر الذى تسبب فى تراكم الديون عليها، لكن المبادرة أنقذتها من هذا الهم الكبير.
وأضافت أنه بمجرد تقدمها للمبادرة تواصل معها أحد المسئولين، وضمها إلى ورشة وزارة الثقافة لتعليم الحرف اليدوية فى قصور الثقافة، وبدأت التدريب وبعد شهر واحد عملت فعليًا فى تصنيع المشغولات اليدوية التى تطرح فى الورش والمعارض الكبرى التى تنظم دوريًا لتنشيط سوق الحرف اليدوية، مشيرة إلى أنها تقدمت أيضًا بطلب إنشاء مشروع خاص بها، لتكون لديها ورشة لتصنيع المشغولات اليدوية، لتتسنى لها تلبية متطلبات بناتها الثلاث، وتجهيزهن للزواج.