رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يا ليت قومى يعلمون.. متسلفة لا سلفية


مدارس السلفية متناقضة فيما بينها «الدعوية والحركية والجهادية» ونتاج الخلط يخرج نماذج مسيئة معيبة لأخلاقيات الإسلام

إخوتى فى الفصائل السلفية «الدعوية، الحركية، الجهادية»: معلوم تحريم وتجريم إنشاء فرق وجماعات فى المجتمع المسلم، ومبادئ وأجندات السلفية ليست منهجا وإلا لكانوا على اتجاه واحد، والواقع أنها سلفيات متناثرة، لأشياخ وأتباع يكفر بعضها بعضا، ويقررون أنهم «الفرقة الناجية» من دون المسلمين إذا على فرض صحة القول المدعى هم «فرقة»، المسمى مبتدع لعدم وروده فى كتاب الله - عز وجل - ولا فى سنة رسوله سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - فالوارد لفظ «السابقون الأولون» الآية 100 من سورة التوبة.

والمبادىء الأساسية الرئيسية مبتدعة وأهمها:

أمور عقائدية: التقسيم الثلاثى للتوحيد: توحيد ألوهية، توحيد ربوبية، توحيد أسماء وصفات، وترتب عليه حكمهم على عتاة الوثنيين بنصف توحيد كأبى لهب وأبى جهل «توحيد ربوبية» وأشركوا فى توحيد ألوهية، وهذا مخالف للقرآن الكريم والسنة النبوية، قال الله - عز وجل - «ألم تر إلى الذى حاج إبراهيم فى ربه» فعلى الفكر السلفى المعطوب «حاج إبراهيم فى إلهه»، ولقال الملكان فى القبر «من إلهك بدلا من ربك»!، وهل الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه - رضى الله عنهم - قالوا بتقسيم التوحيد؟! للأسف المتسلفة نقلوا «الوصف: إله، رب» فجعلوه على غير المسوغ اللغوى والشرعى «قسماً»!!

الخوض فى ألفاظ موهمة للتشبيه فيما يتصل بالذات الإلهية «يد، يدان مبسوطتان، كلتا يديه يمين، مطويات بيمينه، عين، أعين، أصابع، حقو «وسط»، ساق، رجل..» على أنها صفات: فهم يؤصلون: الله ذو اليد، ذو العين..!!، على غير المراد الشرعى بالنظر إلى السياق فى النص الشرعى «الآية والحديث» مما يؤدى إلى التناقض فى المعتقد «يد، يدان مبسوطتان، كلتا يديه يمين، مطويات بيمينه، أيد»! وإلى إله مجسم مجسد لا محالة!

وإسكان السلفية لله - عز وجل - فى مسافة ومساحة: علو حسى، فى سماء آية سماء؟! ما ورد فى نصوص شرعية مجرد تمثيل للإفهام «وهو الذى فى السماء إله وفى الأرض إله»، «وهو الله فى السموات وفى الأرض»، «ءأمنتم من فى السماء»، «وسع كرسيه السموات والأرض»، فالأخذ بالسماء فقط إهمال لغيرها، ويؤدى كسابقه إلى تناقض!!

إلغاء أخبار أحاد لمحكم القرآن الكريم مثل خبر «يأتى الجبار فيضع رجله فى الناء..» أى فناؤها على خلاف «خالدين» فى القرآن الكريم.

مع مبادئ أخرى فى الشريعة مخالفة للشريعة يضيق المقام عن ذكرها، ونزوعهم إلى تكفير المخالف لهم فيقولون عن الأشاعرة والصوفية والإخوان والتبليغ .. زيع وفساد العقيدة، مؤداه «الكفر» لعدم تجزؤ الإيمان «خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن»، أى إخراج 90٪ من أهل القبلة عن الإسلام!!

ومدارس السلفية متناقضة فيما بينها «الدعوية والحركية والجهادية» ونتاج الخلط يخرج نماذج مسيئة معيبة لأخلاقيات الإسلام «صاحب الفعل الفاضح بالطريق العام، صاحب عملية تجميل الأنف الشهير» السلفى الجهادى سفاح الأطفال بالإسكندرية .. مع عيشة البذخ الصارخ من أشياخ السلفية، وجنوح خطابهم الدعوى إلى التنابز بالألقاب «راجع قنوات الناس والحافظ من شتائم وسباب ونهش فى الأعراض وتكفير وتشريك وتفسيق .. إلخ».

راجع مبادئهم المكتوبة من مقلديهم لأشياخ لا يحملون مؤهلات علمية شرعية تخصصية، ويقدسون رموزهم فيكفى أن قارئا لبعض الأحاديث التقى فى جلسات ضئيلة عابرة بالأردن «الألبانى - غفر الله له» صار بمصر «أعلم من فى الأرض» فاق النبيين والمرسلين - عليهم السلام!!

أما الغلظة والجفاء والتكبر والتجبر والعصبية والقلق والتوتر فظاهر بما يدل على صراعات داخلية مستعرة.

■ أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف