رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحمد فضل شبلول: أحببت أكثر من مرة قبل أن أصل لمفهوم الحب الكبير

أحمد فضل شبلول
أحمد فضل شبلول

قال الشاعر أحمد فضل شبلول بمناسبة عيد الحب، إن الحب بالمعنى الشامل لا يكون حب الرجل للمرأة، ولا المرأة للرجل، لأنه هذا النوع من الحب كثيرا ما يتلاشى ويتبخّر بعد اشتعاله وتوهجه. وهو أقرب إلى الهوى أو الأهواء التي يحسها طرف حيال الطرف الآخر.

وأضاف لـ"الدستور": الحب الأكثر ثباتا وروسوخا هو حب الأم وحب الوطن وحب الله الذي لا يتبدل ولا يتغير، وهو في هذه الحالة يعلو إلى مستوى العشق لذا نرى أنهم يطلقون على رابعة العدوية على سبيل المثال لقب "شهيدة العشق الإلهي" ولم يقولوا "شهيدة الحب الإلهي، فإذا كان الحب من القلب، فإن العشق من الروح، وعشق الروح هو الأكثر استقرارا والأكثر يقينا وثباتا لأنه غير متقلب، أما حب القلب، فهو كثيرا ما يتقلب بنا. ونقول دائما: "اللي يحب ما يكرهش"، ولكن رأينا حالات حب كثيرة تحولت إلى كراهية وانتقام.

وتابع شبلول: بطبيعة الحال أحببت أكثر من مرة قبل أن أصل إلى مفهوم الحب الكبير، أحببت ابنة الجيران التي كنت أسعد كثيرا عندما تقول لي: صباح الخير. وأحببت زميلة في الجامعة التي عندما كنت أصافحها أحسس أنني أصافح الكون كله، وأحببت أخت صديق لي. ولكن عندما فكرت في الزواج تزوجت زواجا تقليديا، لأنني أيقنت أن الحب قد ينتهي بعد الزواج، وأن هناك أمورا كثيرة في الحياة يعوزها التفاهم والود والرحمة أكثر من الحب، لذا قال الله تعالى في محكم التنزيل: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً".

واختتم مؤكدا: لكن الحب الخالد بالنسية لي هو حبي لبلدي ووطني، خاصة الإسكندرية التي أحببتها وعشقتها كثيرا عندما تغربت عنها، وعندما أحسست بعودتي إليها بعد سنوات من الغربة قلت في إحدى قصائدي:
اقتربتْ عودتُكَ
إلى مكَّتِكَ
وكعبتِكَ
وزمزمِكَ
اقتربتْ عودتُكَ
فهل تدخلُها منتصرا
أم.. يهزمك الشعراءُ المنفيونَ إلى الصحراء؟
يناديك البحرُ
وتفتحُ أذرعَها الأمواجُ
الحجرُ الأبيضُ بالقلعةِ
ينتظرُ رداءَك
لكنَّك تجلسُ بجوارِ الشطِّ
تحدّثه
عن أخبارِ صحائِفك السودِ
حقائبِك الممتلئةِ
بالوطنِ الغالي.

وقد كتبت عشرات القصائد التي نشرت في غير ديوان عن عشقي للإسكندرية، وعن حبي الكبير للوطن، ومن هذه القصائد قصيدة بعنوان "يمد النيل أذرعه إلى صدري" التي أقول فيها:
ولما يستبدُّ الشوقُ في ليلي
أديرُ الرقمَ في الهاتف
فيأتي صوتُكِ النيليُّ
يأخذني إلى "الأزهر"
إلى "البدوي"
أصلي الفجرَ في "المرسي"
وأمشي في شوارعِك الصباحيّة
أقابلُ كلَّ أصحابي
وأحبابي
وأسبحُ في بحارِ الأُنْس والودِّ
... ولكن...
تلاكمُني هنا الغربة
أصارعُها...
فتصرعُني..
أحنُّ إليك يا مصر.