رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الشيشة وأم كلثوم».. قصة الأيام الأخيرة لنجومية منيرة المهدية

 المطربة منيرة المهدية
المطربة منيرة المهدية

فوجئت المطربة منيرة المهدية بغناء "أم كلثوم" ولم تصدق ما يرويه الناس عنها، فارتدت ملاية لف سوداء، ووضعت على وجهها برقعًا، وارتدت شبشبًا في قدميها حتى تبدو كبنات البلد، وصحبت معها الممثل محمد بهجت، وذهبت إلى مسرح رمسيس حيث كانت تغني "أم كلثوم"، واشترت منيرة تذكرة في أعلى التياترو، وهو أرخص مقعد في المسرح، وجلست منيرة المهدية تسمع لها والجمهور يهلل وشهدت سيطرة أم كلثوم العجيبة على المستمعين، وهي تتحكم فيها بصوتها الخلاب، وتجعلهم يرقصون في مقاعدهم ويترنحون على نغماتها، ويهبون واقفين مصفقين لها هاتفين بحياتها. حسبما جاء في كتاب "أشهر قصص الغرام" للكاتب الصحفي أشرف توفيق.

لم تحتمل "منيرة" أن تحضر أكثر من الوصلة الأولى من غناء أم كلثوم، فتركت المسرح غاضبة ساخطة على غباء الجمهور وجحوده وقلة ذوقه، وعادت إلى عوامتها في النيل، وهي تكاد تجن سخطًا وغضبًا، وأخذت تفكر كيف تقضي على هذه الفتاة الصغيرة التي جرأت على تهديد عرشها، وأصبحت تهدد سلطانها.

وابتعدت الفنانة منيرة المهدية عن الساحة الغنائية، بعدما تقدم بها العمر، ودخنت الشيشة، مما أثر على صوتها، ثم دفعها فشلها في فيلما السينمائي الوحيد "الغندورة" إلى الاعتزال.

ويدور فيلم "الغندورة" 1935 حول حكاية أحد الأشخاص يدعى "جمال" يسافر بصحبة عمه "جحا" إلى بغداد وهناك يتعرف على الفتاة القروية "الغندورة"، فيقع في حبها، يفاتح "جمال" عمه في رغبته في الزواج منها، فيرفض لأنها مجهولة الأب، يطلب العم "جحا" من "الغندورة" أن تضحي بحبها لمصلحة "جمال"، يصل "نصر الله" عم "جمال" وزوجته وابنة أخته "شاهندة" إلى بغداد، وتحاول "شاهندة" التقرب من "جمال".