رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«محمد أحمد».. وفاة تجدد ذكريات أشهر محل فول بالإسكندرية

أشهر محل فول بالإسكندرية
أشهر محل فول بالإسكندرية

لم يكن أثر أو مبنى تراثي، لكنه يعد علامة هامة من علامات عروس البحر المتوسط الإسكندرية، ففور أن تطأ قدميك أرض المدينة وتحديدًا شارع "شكور" في منطقة محطة الرمل بوسط البلد، تجد أنه الخيار الأول لتناول وجبه الإفطار، وذلك على مرور أكثر من 50 عاما.


- أصل الحكاية

بالعودة لتاريخ 1957، مع نقل ملكية المحل من صاحبة الخواجة بنيامين سعدي إلى الحاج محمد أحمد - كما قال- كانت بداية قصة أشهر محل للفول والفلافل من قلب الإسكندرية، وهذا مالقى اعتراضا من الطائفة اليهودية حينها محاولين إرجاع ملكية المحل لهم مرة أخرى، الأمر الذي رفضه المصري.

لم يكن المجال جديدا عليه، فهو نشأ في محل والده بمنطقة المنشية منذ الصغر، ولديه خبرة كبيرة في صناعة وتقديم الفول والفلافل، وهو ما نفذها وطورها في محل شارع شكور ليبدأ مشروعه الخاص ويكون وجهة الاستقبال الصباحية لأهل الإسكندرية وضيوفها.

- على الأصل دور

على الرغم من تنوع الطرق المستحدثة في تجهيز أطباق الفول والفلافل، إلا أن طاولة الطعام لدى محمد أحمد ما زالت محتفظة بأصل الصنعة، فتجد الفول الإسكندراني والشكشوكة والفلافل بأنواعها، الأجبان ذات المذاق الأصلي والتي تصنع خصيصا لمحمد أحمد.

- بصمة المشاهير

قائمة المأكولات بالمحل شاهد على زوار المكان، فتجد برقية ملكية إهداء من الملكة صوفيا ملكة أسبانيا، وتوقيعا بيد الفنان فؤاد المهندس، وبصمة من الكاتب الراحل نجيب محفوظ الذي كان ضيفا دائما للمحل، والفنانة رجاء الجداوي وعبد المنعم مدبولي، وغيرهم من الفنانين والمشاهير والوزراء، بجملة مختصرة ولكنها ذائعة الصيت عبر الفنان الراحل فؤاد المهندس أثناء زيارته لمطعم محمد أحمد "كلمتين وبس.. الفول يجنن"، ووثقت حوائط المحل زيارة الملكة صوفيا ملكة أسبانيا، "وقد أمضت جلالتها ساعتين في المطعم وأبدت إعجابها بالوجبات الشعبية المصرية التي تنفرد بتقديمها مطاعم محمد أحمد".

ووجه الكاتب الراحل نجيب محفوظ عام 1999 تحيته للمحل قائلا: "تحية للمحل وصاحبه الكريم وتحيه للعشاء الذي سيبقى متعته معنا طويلا".

وفي عام 1992 أثناء زيارة الكاتب صلاح أبو سيف، عبر عن سعادته قائلا: "أسعدني كل السعادة أن تتاح لي الفرصة وأتناول غذائي في مطعمكم اللطيف، وأتمنى أن أحضر دائما في المحل أثناء وجودي في الإسكندرية".

- خبر الوفاة

بلافتة يغمرها الحزن علقت على باب استقبال المحل، كتب "إن لله وإن إليه راجعون، البقاء لله، الحاج محمد أحمد"، لتفقد الإسكندرية علامة من علاماتها ليشعر كل من يتردد باستمرار على أشهر مطعم للفول والفلافل، بالحزن والأسى وأنه جزء من عائلة المحل الكبيرة.

- كلمات رثاء من أهالي الإسكندرية وضيوفها

بكلمات الحزن والوداع نعى أهالي الإسكندرية والمترددين عليها الحاج محمد أحمد، فيقول عصام جبر: "أنا شرقاوى وأعشق الإسكندرية وشهريا لابد من قضاء عدة أيام بها والتوجه إلى فول محمد أحمد يوميا فى المساء، رحم الله الفقيد وأدخله فسيح جناته".

وينعيه محمد خليل: "توفي معلم كبير من معالم الإسكندرية عشنا وتربينا وكبرنا على الأكل عنده، ربنا يرحمه وولاده يكملوا المسيرة".

وتواصل دينا السيد: "أنا أكلت عنده مش كتير حوالي 3 مرات بس ما يتنسوش، وفعلا نظافة وخدمة وطعم ولا أروع"، وخالد مصطفى يحكي "أنه كان أول محطة لاستقباله فور وصوله للإسكندرية قادما من القاهرة، فهو يألف روح المكان عندما كان يأتي مع والده منذ صغره، فما يميز المحل أنه مازال يحافظ على جودته وعراقته حتى الآن".