رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

على سعدة يكتب: ولو منحوك الذهب

على سعدة
على سعدة



ومن الصدف الكونية الغريبة أن نكسة قطر أيضًا كانت فى ٥ يونيو.. بعد خمسين عامًا بالتمام والكمال من نكستنا فى هذا اليوم نفسه من عام ٦٧.. ففى هذا التاريخ عام ٢٠١٧ قررت مصر وبعض دول الخليج «السعودية والإمارات والبحرين» مقاطعة قطر دبلوماسيًا، وقطع خطوط النقل عنها برًا وبحرًا وجوًا بسبب إصرارها على دعم التنظيمات الإرهابية فى الشرق الأوسط والعالم.. فهى الممول الرئيسى للحوثيين فى اليمن والمرتزقة فى ليبيا وجماعة الإخوان الإرهابية فى مصر.
وظلت قناة «الجزيرة» تبث سمومها طيلة الأعوام الثلاثة الماضية ضد دول المقاطعة، خاصة السعودية.. وأذاعت لحمد بن جاسم تصريحه الشهير بأن العدو الرئيسى لقطر هو السعودية وليست إيران، ووضعت نفسها تحت إمرة الإعلامين التركى والإيرانى، فكانت تصفق لإنشاء قاعدة عسكرية تركية فى الدوحة، وتبنت قضية اغتيال الناشط المعارض جمال خاشقجى فى القنصلية السعودية فى إسطنبول بتركيا، وتأليب الرأى العام العالمى ضد ولى عهد السعودية محمد بن سلمان، بل وسبه علنًا من كل الوجوه القبيحة والقميئة التى تطالعنا يوميًا على شاشتها المشبوهة.
وفور إعلان المصالحة السعودية القطرية انهالت سخرية المصريين على قناة «الجزيرة» وكيف ستنقلب ١٨٠ درجة فى تصريحاتها عن مقتل خاشقجى؟ وهل ستعلن انتحاره أم أنه انزلق نحو المنشار بالخطأ أم مات بفيروس كورونا قبل اكتشافه؟ واستكمالًا للكوميديا السوداء تساءل البعض: هل سيعود أبوتريكة لمصر بعد المصالحة؟
والسخرية من رواد التواصل الاجتماعى هذه المرة لا تعبر عن سعادتهم بالطبع، ولكن تعبر عن اندهاشهم واستنكارهم من هذا التصالح.. فتلك الدويلة تسببت فى اغتيال خيرة شبابنا، وحرضت على قتل ضباطنا وجنودنا، وقامت بتمويل القتلة الإرهابيين، وتسعى لتقويض كل مؤسسات الدولة المصرية، وتتجاوز حدود الأدب فى حديثها عن رئيسنا وحكومتنا وجيشنا وشرطتنا، وتتهكم على قضاتنا وتشوه كل ما هو مصرى.. وكأن هناك «تار بايت» يبثه الحقد الأسود ضد مصر والمصريين.
وهنا لا بد أن نطرح التساؤلات التالية: هل سيتم استبعاد الوجوه القذرة من قناة «الجزيرة»، وهل ستتغير نبرة التحريض ضدنا؟ وهل سيتم تسليم الإخوان الإرهابيين الذين تؤويهم قطر لمصر والسعودية؟ وهل لو تم ذلك سيكفى للثأر لشهداء الوطن؟
الصلح مع إسرائيل تم منذ عقود، لكن التطبيع لم ولن يتم بين الشعبين، لأن هناك دمًا لم يجف بعد.. وهى الحالة نفسها بيننا وبين دويلة قطر وقناتها المجرمة.
تحضرنى مقولة الشاعر الكبير أمل دنقل عن رفضه التصالح مع أعدائه، حين قال
لا تصالح.. ولو منحوك الذهب.
أترى حين أفقأ عينيك.. ثم أثبت جوهرتين مكانهما.. هل ترى؟
هى أشياء لا تشترى.