رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الرئيس في باريس.. السيسي يقود العلاقات المصرية الفرنسية لتقدم جديد

السيسي
السيسي

سافر الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى فرنسا في زيارة تمتد لـ 3 أيام، تلبية لدعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في إطار حرص الجانبين على تنمية العلاقات الاستراتيجية التي تجمع بين البلدين، وبحث سبل تعزيزها خلال الفترة القادمة حيث ستشمل عقد مباحثات قمة بين الرئيسين السيسي وماكرون ستتناول كافة جوانب وموضوعات العلاقات الثنائية بين البلدين، وكذلك التنسيق السياسي المشترك تجاه القضايا الإقليمية والدولية.

من المقرر أن تتضمن الزيارة كذلك لقاءات للرئيس السيسي مع رئيس الوزراء الفرنسي، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين الفرنسيين، ورئيسي الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ الفرنسي، وذلك لعرض الرؤية المصرية للأزمات الإقليمية وكيفية التعامل معها، خاصة تلك المتعلقة بشرق المتوسط ومنطقة الشرق الأوسط، فضلا عن زيادة التعاون المشترك بين البلدين وتعزيز العلاقات الثنائية خاصة في المجالات الاستثمارية والتجارية في ضوء جهود مصر لتشجيع وجذب الاستثمارات الأجنبية للمشاركة في المشروعات القومية الكبرى في إطار عملية التنمية الشاملة التي تشهدها مصر.

• العلاقات التجارية السلعية بين مصر وفرنسا
- بلغ حجم التبادل التجاري السلعي بين مصر وفرنسا حوالي 2.992 مليار دولار عام ٢٠١٤، وحوالي 2.977 مليار دولار عام ٢٠١٥، وحوالي 2.120 مليار دولار عام ٢٠١٦، ثم 2.093 مليار دولار عام ٢٠١٧، ثم 2.506 مليار دولار عام ٢٠١٨، وحوالي 2.253 مليار دولار أمريكي عام ٢٠١٩.

وبلغت قيمة تدفقات الاستثمارات الفرنسية المباشرة إلى مصر حوالي 347.4 مليون دولار عام ٢٠١٤2013، وحوالي 230.2 مليون دولار عام 20152014، وحوالي 251.2 مليون دولار عام 20162015، ونحو 535.8 مليون دولار عام 20172016، وحوالي 240.3 مليون دولار عام 20182017، ثم 296.1 مليون دولار عام 0192018، وحوالي 349 مليون دولار عام 20202019.

تتضمن قطاعات الاستثمار الفرنسي في مصر كل من الصناعة، تليها الاستثمارات التمويلية، الخدمية، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والاستثمارات الزراعية، والسياحة، والإنشاءات.

تعمل نحو 165 شركة فرنسية في مصر توظف ما يزيد على 38 ألف شخص، ومن أبرزها توتال للبترول ولافارج هولسيم في مجال الأسمنت، وأورونج للاتصالات، وبنك كريدي
أجريكول، وشركة أكسا للتأمين، ولوريال، وسانوفي، وكارفور، وأكور، ولاكتاليس، ودانون، وشنايدر الكتريك.

مع النمو السكاني في مصر والتحولات الاجتماعية التي صاحبته اشتركت فرنسا مع مصر في تنفيذ مشروعات البنية التحتية الكبرى من خلال شركات فرنسية عدة، في مجال النقل، وتوليد الطاقة والطاقة المتجددة، ونقل وتوزيع الكهرباء، والمياه والصرف الصحي، والمتوسطة في قطاع الزراعة، وتوصيل الغاز الطبيعي للمنازل، ومشروعات تحسين خدمات مياه الشرب والصرف الصحي المرحلتين الأولى والثانية، وإنشاء محطة خلايا فوتوفولتية قدرة 26 ميجا وات بكوم أمبو بأسوان، والمساهمة في إنشاء محطة رياح خليج السويس، ومشروع دعم الرعاية الصحية الأولية.

• التعاون الثقافي والعلمي والتقني
يتولى المعهد الفرنسي في مصر تنشيط التعاون بين البلدين، ويملك المعهد ثلاثة فروع في القاهرة واسكندرية ومصر الجديدة.

يتمثل الحضور الفرنسي في مجال البحوث بوجه خاص في معهد البحوث بشأن التنمية ومركز الدراسات والوثائق الاقتصادية والقانونية والاجتماعية الذين تتناول أعمالهما
اختصاصات العلوم الإنسانية والاجتماعية والذين تتمحور أنشطتهما البحثية حول الحوكمة والسياسات العامة، وتحسين حركة النقل، والموضوعات الرقمية.

• دعم الاقتصاد الأخضر
في 16 نوفمبر 2020، وفي إطار برنامج "التحول نحو الأنظمة المالية الملائمة مناخي، وهو برنامج شامل يتضمن مساهمات مالية مقدمة من صندوق المناخ الأخضر، وقع البنك الأهلى المصري والوكالة الفرنسية للتنمية عقد جديد للتسهيل الائتماني بقيمة IOO مليون يورو، بحضور وفد من السفارة الفرنسية في مصر.

يهدف هذا التسهيل غير السيادي المقدم من الوكالة الفرنسية للتنمية إلى توسيع فرص الدعم التمويلي في مصر لصالح المناخ. وسيقوم البنك الأهلي المصري بتوجيه هذا التمويل من أجل تقديم الدعم المالي اللازم لتنفيذ الاستثمارات التي تتلاءم مع أهداف التحكم في التغيرات تخصيصه للمشروعات المعنية بالحد من آثار المناخية ( جزء من هذا التسهيل الائتماني سيتم للتغيرات المناخية و40% منها سيخصص للمشروعات المعنية بالتكيف مع هذه التغيرات).

• التعاون الاقتصادي المصري الفرنسي
يعد مترو الأنفاق في القاهرة مشروعا بارزا من مشاريع التعاون الثنائي، وأسهمت فيه المنشآت الفرنسية إسهاما كبيرا ولا سيما بفضل دعم مالي فرنسي استثنائي (أكثر من ملياري يورو من التمويلات الميسرة منذ عام 1980).

في الزيارة الأخيرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر يناير 2019 تم توقيع سلسلة من الاتفاقيات الثنائية بين مصر وفرنسا، لا سيما في قطاع تطوير مترو الأنفاق.

تشترك فرنسا في تمويل المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة فى قطاع الزراعة، وتوصيل الغاز الطبيعى للمنازل، ومشروعات تحسين خدمات.

• في مجال علم الآثار

يتم التعاون بين فرنسا ومصر من خلال المعهد الفرنسي لعلم الآثار الشرقية، والمركز الفرنسي المصري لدراسات معابد الكرنك، ومركز الدراسات الاسكندرانية، فضلا عن البعثات الأثرية الفرنسية المتعددة في مصر تنتهج فرنسا سياسة تعاون مهمة في مص في المجال التقني في العديد من القطاعات، ولا سيما في مجالي الإدارة والعدل، فتسهم في برنامج تعاون سنوي يتيح لكبار الموظفين والقضاة المصريين متابعة برامج تدريب في المدرسة الوطنية للإدارة والمعهد الوطني للقضاة في فرنسا.

• آفاق التعاون الاقتصادي بين مصر وفرنسا
من المتوقع أثناء زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى فرنسا تنسيق التعاون بين البلدين خاصة في ظل أزمة جائحة فيروس كورونا. ستتطرق الزيارة إلى بحث العلاقات الثنائية وبصفة خاصة في ملفات الطاقة والنقل والصحة والعلاقات الجامعية، والمسائل الدفاعية في الميدانين الجوي والبحري.

من المقرر أن يتوجه الرئيس السيسي إلى الحي الجامعي الدولي في باريس ليضع حجر الأساس للبيت المصري، حيث سيحصل طلبة مصر في فرنسا لأول مرة على بيت جامعي خاص بهم على غرار بقية الدول لأول مرة، فضلا عن زيارة مجلس النواب والشيوخ.

ستشهد الزيارة توقيع عدة عقود في مجالات عسكرية ومدنية في مجال الطاقة والنقل والطب والتربية والتعليم، وكذلك الشؤون العسكرية، حيث ستتواصل إجراءات تفعيل
العقود الموقعة في السابق.

كما تشهد الزيارة توقيعا مع وكالة فرنسا للتنمية لدعم المجال الاجتماعي في مصر بمبلغ 150 مليون يورو كقرض ميسر، وكذلك هناك مساعدات فرنسية في المجال الجامعي والتربوي لم يعلن بعد عن حجمها.

ومن شأن الزيارة العمل على ضخ مزيد من الاستثمارات الفرنسية في السوق المصري، خاصة أن هناك شركات فرنسية تعمل فعليا بالعاصمة الإدارية تصل إلى 3 شركات حتى الآن، كما أنه من الضروري خلال الزيارة الترويج للمشروعات القومية لإقامة مشروعات مشتركة وإقامة منطقة صناعية فرنسية بالمنطقة الاقتصادية محور قناة السويس.