رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يهودية «هيرتزل».. ومصرية «البنا»


أما منظر الإخوان ومؤلف كتاب «معالم فى الطريق» سيد قطب فقال: مهمتنا تغيير هذا الواقع الجاهلى من أساسه .. وإن أولى خطواتنا فى ذلك أن نستعلى على هذا المجتمع الجاهلى وقيمه وتصوراته

سألنى أحد الأصدقاء عن رأيى فى الصهيونى الذى استطاع أن يجمع شتات اليهود من كل بقاع الأرض على أنقاض وطن آخر وشعب آخر بمساعدة قوى الشر العالمية؟!.. وقبل أن أجيبه عاجلنى بسؤال آخر: وماذا تقول عن مؤسس جماعة قامت على القتل والإرهاب والتفجير وخيانة الوطن وبيعه والاستعلاء على شعبه؟!

وهنا فهمت قصد محدثى من المقارنة بين صاحبى السؤالين.. وقلت له إن الشخص الأول هو الصحفى الصهيونى - اليهودى ثيودور هيرتزل - صاحب كتاب وفكرة «إقامة وطن لليهود».. وليكن مقره الأرجنتين أو الكونغو أو فلسطين .. وأن هذا الرجل هو أيضا المؤسس الأول للفكر الصهيونى السياسى العالمى الذى يرعب ويتحكم فى قرارات الدول العظمى ويختار رؤساءها. كذلك استطاع هيرتزل أن ينتزع قراراً من دول الحلفاء تتقدمها فرنسا وإنجلترا باختيار فلسطين وطنا بديلا ليهود العالم .. وبسبب مجهوده أصبح هذا الصهيونى رمزاً وطنياً لبنى جنسه .. وليس هذا فقط.. بل روج له اليهود إعلاميا وعقائديا على أنه أحد قادة العالم فى القرن الثامن عشر.. أما نحن كعرب وكمسلمين فننظر له على أنه العدو المبين الذى تآمر على وطننا وكان سبباً رئيسياً فى زرع هذا الجسم الخبيث فى الجسد العربى.

وقبل أن أتطرق للشخص المعنى بالسؤال الثانى كان لابد أن أتذكر السلوك الشاذ الذى أشاهده من متأسلمين يتخذون من الدين ستاراً لأعمالهم الإجرامية فى حق شعبنا.. وكان لابد أيضا أن أربط إجابتى بحصاد التنظيم الإرهابى الذى يسمى «جماعة الإخوان» منذ نشأته عام 1928 وحتى هذه اللحظة .. وبعيدا عن التحيز لابد أن نؤكد أن من يقتل ضباط وجنود جيشه وشرطته وأفراد شعبه.. إنما هو خائن لله ورسوله ووطنه ولابد من التعامل معه بكل حسم وقوة .. والسؤال المرتبط بهذا الموضوع هو: من الذى أسس هذا الفكر؟!.. إنه حسن البنا وسيد قطب ومصطفى مشهور وتلاميذهم من أمثال القرضاوى وغيره.. إنه أيضا حسن البنا المؤسس الأول للنظام الخاص الذى ارتكب منذ نشأته ومازال يرتكب عمليات الاغتيالات والإرهاب والفوضى بحق المصريين جيشاً وشرطة ومواطنين أبرياء!!

ومن يعترض على كلامى فليراجع ما قاله المستشار مأمون الهضيبى - مرشد الجماعة الأسبق - على لسان ثروت الخرباوى فى كتابه «سر المعبد» قال إيه بقى عمنا الهضيبى؟! قال: «نحن نتعبد لله بأعمال النظام الخاص للإخوان المسلمين!!»، والرجل لم يقل غير الحقيقة التى تتلمذ عليها ونهل منها.. وهى الأفكار المسمومة لحسن البنا وسيد قطب.. ولنراجع ما قاله أيضا المرشد الخامس للإخوان وهو مصطفى مشهور؟!.. مولانا الشيخ مصطفى .. لا فض فوه - قال: «إن لفظ الإرهاب من ألفاظ القرآن الكريم .. وهو عقيدة إسلامية خالصة .. ليس هذا فقط.. ولكن أيضا لفظ «الرعب».. فنحن لا ننتصر إلا بالإرهاب والرعب .. أما معلمهم الأكبر حسن البنا فقال لشباب الإخوان: «لا فى الوقت الذى يكون لكم معشر الإخوان المسلمين ثلاثمائة كتيبة قد جهزت كل منها نفسها.. فى هذا الوقت طالبونى بأن أخوض بكم لجج البحر واقتحم بكم عنان السماء وأغزو بكم كل جبار عنيد.. فإنى فاعل إن شاء الله».. وبعد كلامه هذا أفتى البنا فتواه الشهيرة «من يقعد من الإخوان عن التضحية مع هذه الكتائب فهو آثم»!! وبعد أن أدليت بهذه المعلومات لصديقى وجدته يسألنى: الآن.. ما تقييمك لثيودور هيرتزل وحسن البنا؟.. فقلت له سنترك الإجابة للقارئ.

■ كاتب صحفى


هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.