رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

موت يا حمار!


كلنا نعرف أدلة اتهام جماعة الإخوان وأنصارها الإرهابيين والمرتزقة، كلنا نعلم أن مرسى أفرج عن مجرمين محكوم عليهم بالإعدام وعقوبات أخرى، وأن هؤلاء المجرمين يقودون الآن العمليات الإرهابية ضد الجيش والشرطة والشعب والدولة،

كلنا نعلم حجم الإرهاب والإجرام والعنف فى صفوف الإخوان وحلفائهم، كلنا نعلم جرائم التيارات الراديكالية والاسترزاقية الأخرى التى تعيث فى الأرض فساداً باسم الثورة والديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان.. كلنا نعلم أن فى مصر عصابات إرهابية دولية من حماس ومن تركيا ومن سوريا ومن أفغانستان ومن بلدان عربية وأوروبية وآسيوية أخرى، وكنا نراهم بأعيننا فى المظاهرات خلال المراحل المختلفة من الثورة، وكنا نشاهد أعلام المنظمات الإرهابية والدول الأجنبية فى مظاهرات الإسلاميين وأنصارهم.

الآن نسمع كل يوم عن أعداد جديدة من القتلى الأبرياء على أيدى هذه العصابات، الآن يسقط من شبابنا ضحايا جدد كل يوم فى سيناء وغيرها، الآن يكثف الإرهابيون والخونة نشاطهم ويحاصرون الوطن بسلسلة شبه يومية من جرائمهم بالغة الخسة والحقارة.

لماذا نترك كل هؤلاء المجرمين يرتكبون كل هذا القدر من الجرائم؟ ولماذا لا يعترف هؤلاء المجرمون أن فى هذا البلد جيشا وشرطة وشعبا وحكومة؟ ولماذا يتضاعف إجرامهم كلما تضاعفت أعداد المعتقلين من جماعة الإخوان وأنصارها؟

أحد أهم أسباب هذه الظاهرة الكارثية أن السلطات فى مصر تتعامل مع الجماعة الإرهابية بمنتهى اللطف واللكاعة والجبلنة!!

لم يتم حتى الآن تنفيذ حكم رادع واحد ضد أى مجرم من السادة الإرهابيين المقبوض عليهم، لم يتم حتى الآن صدور حكم رادع واحد ضد أى قيادة من القيادات الإخوانية، لم يتم حتى الآن الانتهاء من قضية واحدة من القضايا المتهم فيها قيادات وأعضاء جماعة الإخوان، نعيش والحكومة فى مستنقع الاعتقالات والاتهامات والقضايا والسجون دون أن يحدث أى تطور إيجابى فى هذا الشأن.

محاكمة محمد مرسى قد تستمر عشرات الأعوام مادامت هناك عدة قضايا وعدة اتهامات وكل منها يتم تأجيله عشرات المرات إلى أن تبحث الحكومة عن محامين وعن شهود وعن ملابس بيضاء وزرقاء وحمراء للأخ المتهم. محاكمة قيادات الإخوان ومجرميهم ستظل هى الأخرى تؤجل المرة بعد الأخرى إلى أن تموت هذه القيادات أو يموت القاضى والشعب والحكومة!! هذه اللكاعة الغريبة هى أحد أهم أسباب استمرار الإرهاب، مصر لا تتحرك خطوة واحدة للأمام، ولهذا السبب يظل الإرهابى إرهابياً ويظل الضحية هدفا يوميا للخونة والمرتزقة وأعداء الحياة ويظل مصير الوطن معلقا بالمثل الشعبى : «موت يا حمار على ما يجيلك العليق»!!

■ كاتب