رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الوطن

هبة البدهلي
هبة البدهلي



التهم غداءه الذى أعدّتْ.. فأشار إليها أن ترفع الصينية عن السرير فرفعتها بعدما وضعت له كوب الشاى الذى كانت قد جهزته على الكمودينو.. ذهب ليغسل يده، ثم عاد ليبدل ملابسه، وفى أثناء ذلك أخذ يرشف رشفات من الشاى الذى كانت حرارته قد بدأت تهدأ قليلًا، فالنهار يكاد أن ينقضى، والعجلة ضرورة للقاءات الليلة.
انكب الشاى أثناء إعادته الكوب للكمودينو بعد إحدى الرشفات، فأشار إليها أن نظفيه.
أكمل ارتداء ملابسه، وأخذ جميع مفاتيحه، وذهب كجميع الأيام السابقة.
ذهبت لإحضار خرقة بالية لتنظيف ما قد انكب.. فعلت ذلك بجدارة.. ذهبت إلى المطبخ لغسيل أثر أكله، وشربه.. نظفت آثار الطهى على البوتاجاز.
ذهبت لتستريح قليلًا على سريرها.. فتحت التلفاز فوجدت البرنامج الذى تقول مقدمته إن ثمة زوجة قتلت زوجها لأنه لم يكن يحبها، ولم يكن يتركها لتعيش، وكان يتعمد استخدامها باستهانة.. هكذا قالت القاتلة، وحينما سألتها عن سبب استسلامها، قالت إنها تحبه بشدة وتحملت على أمل أن يستشعر قدر حبها من تصرفاتها معه، لكنه كان أقسى من ذلك الحجر الذى ضربته به على رأسه أمام المارة، وفى وسط الطريق فى لحظة انفجار، حينما أمرها أن تشترى متطلبات البيت، ثم تعود لتطهو له الطعام، وتنتظره بعد عودته من زيارته لصديقه، وتستعد لاستقبال أخته الآتية من سفرها بعد ساعات، ثم...، ثم...، ثم....
أغلقت التلفاز متحيرة..
اتخذت قرار الطلاق.. أخبرته بذلك فور عودته، فألقى بقميصه الذى بدل على وجهها، قال اغسليه ثم أرسليه للمكوجى أريده مساء الغد.
أخذت نفسًا كان مختنقًا.. أسقطت رداء عقلها.. قالت أريدك.
ارتمى على السرير قائلًا: اذهبى وأطفئى النور، مُجهَد وأريد أن أنام.
ذهبت بعدما أطفأت النور.. جاءها صوته مناديًا «منى»، عادت مسرعةً، فأمرها أن تغلق الباب جيدًا.. خرجت من الغرفة فاعلة ما أُمرت.
جلست تتابع اقتراب نجمتين حتى خال لها أن إحداهما استوطنت الأخرى..
تكورت فى كرسيها.. استوطنت نفسها، وسكنت.