رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل يصبح السلفيون ورثة الإخوان؟


مازالت مصر تعج بضجيج تتعالى فيه الأصوات ومازالت الرؤية حتى الآن غير واضحة وأن اختلاط الحابل بالنابل هو الوضع الطبيعى الآن.. الأصوات كلها عالية وكلها متناقضة من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار مع غياب المنطقة الوسطى التى يمكن أن يجتمعوا عليها..

خرج الإخوان ولكنهم مازالوا يتعلقون بأهداب أمل العودة فى حكم مصر.. هم لا يعملون فى فراغ أو أنهم يسيرون دون رؤية أو خطة نخطئ إن قلنا ذلك.. ولكنهم يعملون وفق رؤية وهناك رؤوس تحركهم حتى وإن لم تكن داخل مصر.. إدارتهم تتم من قطر والمخابرات التركية قد تولت الأمر.. هناك مؤامرة كبرى على مصر قد أحيكت وتدار من الخارج.. والهدف منها هو إسقاط مصر وعدم استقرارها من خلال تلك التظاهرات التى تخرج كل يوم جمعة ومن خلال اختراق الجامعات وقد رأينا ما حدث فى الجامعات وذلك الإرهاب والعنف الذى مورس داخل جامعة الأزهر من جانب طلبة الإخوان.

هم يريدون أن تصبح مصر غابة دولة تعمها الفوضى لأنه فى ظل الفوضى تعجز أى حكومة عن أداء دورها أو تحقيق أى إنجازات يمكن أن تقدمها فى كشف حساب للمواطنين، هم يعلمون أنهم قد استطاعوا أن يزيدوا من حالة التوقع لدى المواطنين وانتظار المزيد من الإنجازات وتحسين أوضاعهم الاجتماعية التى تعبر عنها «مطالبهم الفئوية» وهم يعلمون أن ذلك لا يمكن أن يتحقق فى ظل هذه الحالة من التردى الاقتصادى والانهيار الذى تعانى منه البلاد ومن ثم هم يراهنون على ذلك فى عودتهم للحكم.. وذلك من خلال استمرار التظاهرات وحالة عدم الاستقرار.

ويرى البعض أن الإخوان يريدون صياغة 25 يناير مرة أخرى وأنهم لذلك يستمرون فى عملية التظاهر من خلال الطلبة وصولاً إلى ذكرى 25 يناير.. كما أنهم يعلمون أن الحكومة الحالية لم تستطع أن تحقق أياً من تطلعات الشعب وأن تدهور الحالة الاقتصادية سوف يكون محفزاً ومشجعاً لهم على تكرار هذه المحاولة.. ذلك هو فكر الإخوان.. ولكن هناك سيناريو آخر وهو أن يحل السلفيون محل الإخوان فهم مازالوا على الساحة ومن ثم يمكن لهم القيام بما كانوا يقومون به وليس من المستبعد فيما بعد أن يتم التنسيق بينهم وبين الإخوان ويصبح لهم دور بارز فى الحياه السياسية فالجميع ينطوى تحت لواء التيارات الإسلامية.

والبعض يتحدث الآن عن تصاعد دور السلفيين فى الحياة السياسية وأنهم يمكن أن يحلوا محل الإخوان ويقوم بتنفيذ ما كانوا سينفذونه وقد تحدثوا أيضاً على علاقتهم بالقوى الخارجية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية التى تدعمهم وقد رأينا مواقفهم من الدستور وتلك العقبات التى وضعوها أمام صياغة بعض مواده وعلى رأسها مادة الهوية والمادة «219» التى تتعلق بالأحكام الفقهية.. ومن ثم فهم يسيرون على نفس النهج وفى الوقت نفسه يريدون أن ينتزعوا من مصر حلم الدولة المدنية والعنصرية القائمة على المواطنة بعيداً عن أى تمييز عرقى أو دينى.. وأنه بسبب السلفيين لم يتم التوافق على الدستور.

■ دكتوراه فى العلوم السياسية

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.