رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف أثر كورونا على معدل العنف الأسري؟

العنف الأسري
العنف الأسري

نشر مركز "بصيرة" المصري المختص في بحوث الرأي العام وقياس نبض الجمهور، دراسة إحصائية حول معدل العنف الأسري خلال فترة أزمة فيروس كورونا المستجد، في ظل بقاء أكبر عدد من أفراد الأسر في منازلهم.

في البداية اعتقد المركز والمختصون في القضايا الأسرية أن تواجد الأزواج لأوقات أكبر في المنزل من شأنه أن يساعد على زيادة الألفة والمودة بين أفراد الأسرة، والتخفيف من حدة الخلافات المستمرة، ولكن ما حدث كان العكس، إذ وجد المركز أن العنف الأسري زاد بنسبة 19% عن الطبيعي، وأن 11% من الزوجات تعرضن لعنف من الأزواج.

قال أحمد علام، استشاري العلاقات الأسرية، إن هناك نسبة كبيرة من الزوجات، مشكلتهم الأكبر كانت تتلخص في عدم وجود الأزواج بالمنزل لفترة طويلة، غير أن ما حدث بعد بقاء الأزواج في المنزل لفترة أطول، هو العكس، موضحا أن أزمة كورونا بينت أن المسألة لم تكن لها علاقة بالجلوس في المنزل من عدمه، وإنما هو سبب تضعه الزوجة ضمن عدد كبير من الأسباب التي تقدم بها للشكوى.

أضاف "علام" - خلال حديثه لـ"الدستور" - أن الاستطلاع والنتيجة التي وصل إليها مركز "بصيرة" منطقية للغاية إذا ما تمت مقارنتها بمتوسط الحالات التي تواصلت معه بالفعل في محاولة لحل مشاكلهم الحديثة نتيجة البقاء في المنزل وتدخل الزوج في أمور لم يكن يتدخل فيها من قبل مثل ماهية الطعام والشراب ونظافة المنزل، مشيرا إلى أن الخوف من قلة فرص العمل، وتخفيض الراتب، يشكل عبئًا على كاهل الأسرة، ويظهر ذلك في صورة العنف ضد الزوجة.

أوضح محمد هاني، استشاري الصحة النفسية، إنه اعتقد في البداية أن الحظر من الممكن أن يزيد نسبة الألفة بين الزوج والزوجة، وهو ما حدث بالفعل في البداية، خاصة في ظل شكوى الزوجات المتكررة من غياب الزوج المستمر، لكن مع الاستمرار في العزل كل شيء تغير إلى الأسوأ.

وأكد "هاني" - لـ"الدستور" - أن الأسباب التي أدت إلى فشل ارتفاع نسبة المودة بين الزوجين مع الجلوس في المنزل هي زيادة الضغوط على كلا الطرفين مع عدم استطاعة أي منهم الاستمرار في التنازل من أجل الآخر، ومن ثم انتهت فترة المصارحة التي كنا نعتقد أنها بداية صفحة جديدة في حياة كافة الأزواج أصحاب المشاكل، والمشاريع المؤجلة.

وأشار إلى أن المسألة تحولت إلى صب غضب كل طرف على الآخر، موضحا أن الأزواج أصبحوا غير محتملين بعضهم البعض، والجميع يبحث عن متنفس غير متاح في ظل انتشار كورونا، موضحا أن مصر ليست وحدها في ارتفاع نسب العنف ضد الزوجات مع بدء تطبيق الحظر المنزلي، وإنما تجاوزت النسبة 30% في انجلترا، خاصة في ظل هشاشة العلاقات من البداية وعدم تعمقها، وعدم وجود انسجام بين الطرفين.

يرى الدكتور جمال فرويز، أستاذ علم الاجتماع، أن الضغط على الأزواج بالبقاء في المنازل لفترات أطول على عكس طبيعتهم، مع تسريح عدد كبير منهم وقلة دخول البعض الآخر، نتيجة العزل المنزلي، أدت إلى ارتفاع حدة المشاكل بين الأزواج، وفقا لتصريح لـ"الدستور".

وقدم "فرويز" نصيحة للأزواج بعد تصيد الأخطاء لبعضهم البعض، والعمل على مساعدة باقي الأطراف في المنازل على تجاوز هذه الأزمة بسلام، ومنها ألا تذكر الزوجة أمام الزوج أن هناك مشكلة مادية ضربت الأسرة، وتعمل على قضاء حاجة البيت من خلال المتاح حتى لا تتسبب في تفجير غضب الرجل الذي لا يملك شيئًا بالفعل.