رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

واشنطن بوست: لا يمكن الوثوق فى تركيا وحدودها أكبر ملاذ للإرهاب

جريدة الدستور

أكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن خبر مقتل زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي، يعد سار للعالم، وأثبتت الغارة الجوية عن مدى الاحترافية المذهلة للقوات الخاصة الأمريكية، موضحة أن هذه العملية كشفت حقائق أكبر في سوريا، وفقدان الولايات المتحدة لنفوذها بها، بالإضافة إلى نتائج التراجع المفاجئ.

وأضافت أن البغدادي ليس بالقائد الذي يمكن استبداله بسهولة، وسيبقى تنظيمه على قيد الحياة مع نحو 10 آلاف مقاتل في سوريا والعراق، ولكن بعد 5 سنوات من الضغط والمعارك المتواصلة أصبح التنظيم في أضعف حالاته خصوصًا في ظل عدم وجود أي سيطرة إقليمية له.

وأشارت إلى أن هذا الوقت المثالي لتعزيز الانتصار على داعش، والتصرف بناء على المعلومات الاستخباراتية التي تم جمعها من المجمع الذي كان يقيم فيه البغدادي، ولكن يتخوف المحللون من أن الانسحاب المفاجئ من سوريا قد يجعل من الصعب التعامل مع هذه المعلومات.

وأضافت أن الولايات المتحدة انسحبت من منبج والرقة واستعادت القوات السورية الحكومية السيطرة عليها بدعم من روسيا، ما يقوض التعامل مع المعلومات التي تم جمعها.

وأكدت الصحيفة أنه لا يمكن التعاون مع تركيا في هذا الأمر، خصوصًا بعد أن تم العثور على البغدادي في منطقة غير تقليدية، على بعد عدة أميال فقط من الحدود التركية وتحديدًا في محافظة إدلب التي تحميها عشرات المواقع العسكرية التركية منذ بداية عام 2018.

وأضافت أنه على الرغم من قرب الموقع من تركيا، إلا أن الجيش الأمريكي اختار الانطلاق من العراق، بدلًا من استخدام قواعده العسكرية في تركيا، كما أنها لم تخطر أنقرة بالعملية إلا بعد اقتراب القوات من حدودها، وأعلمتها فقط بأنها مجرد غارة على معاقل الإرهابيين في إدلب.

وأشارت الصحيفة إلى أن إدلب التي تقع على الحدود التركية السورية، تعد أكبر ملاذ إرهابي في العالم، فبها ما يقرب من 40 ألف مقاتل أجنبي جاءوا إلى سوريا عبر تركيا، واليوم تسيطر عليها بشكل كبير عناصر تنظيم القاعدة والتي لديها علاقات كبرى مع الجماعات السورية المسلحة المدعومة من تركيا.

وأكدت الصحيفة أن هذا الواقع يمثل تهديد خطير للأمن القومي الأمريكي ولسوء الحظ، فإن قدرة الولايات المتحدة على الحصول على المعلومات في هذه المناطق لن تعتمد على تركيا بل على الحلفاء الآخرين الذين أنشأناهم في سوريا، وخاصة القوات الديمقراطية السورية التي يقودها الأكراد.

وتابعت أنه لم تكن مفاجأة أن نسمع تأكيد الرئيس دونالد ترامب، أن المعلومات الموثوقة التي أدت إلى البغدادي جاءت من قوات سوريا الديمقراطية، وكان هذا هو الحال بالنسبة لجميع العمليات المماثلة تقريبًا التي تستهدف قادة داعش في سوريا، ولم ينجح التعاون مع تركيا بسبب دعمها للمتطرفين في سوريا.