رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أيها القاتلون والمارقون


أيها القاتلون والمارقون والمغيبون سفكة الدماء دون حق، تروعون الآمنين والبسطاء من الناس وتنغصون عليهم معيشتهم وتحتلون القرى والأحياء وتتخدون منها أوكارا.. لكم تحملون السلاح جهاراً وترفعون أصواتكم بالشعارات الفضفاضة...

وتدعون أنكم على الحق ولكنكم على الباطل الذى لابد أن يأتى يوم عليه ليزهق.. ما يجب أن تعلمونه بعد أن تساقطت الرءوس وبعد أن خرج الشعب كله ليرفضكم ويرفض أن تحكموه وبعدما أوصلتموه إلى حافة المجاعة وانتزعتوا آماله وكيف تبددت أكاذيبكم وسقطت الأقنعة لأنكم وإن استطعتم أن تخدعوا بعض الناس من البسطاء بعض الوقت إلا أنكم لن تستطيعوا أن تخدعوا كل الناس طوال الوقت، وما أقصر الوقت الذى تعريتم فيه وظهرتم على حقيقتكم.. لقد اتخذتم من الإسلام الحنيف ذريعة ووسيلة لكى تحكموا وعندما لا تحكمون تقتلون وتحلون سفك الدماء لمن هم على خلاف معكم أو من لا يسايرون قناعتكم المريضة.. وأنتم لا تعرفون الحوار حتى وإن ادعيتم ذلك فلغتكم تظهركم وهى القتل والعنف باسم الدين ومن يخالفكم الرأى فهو كافر وخارج عن الملة ويوجب قتله وحرقه فهل من الإسلام ما فعلتموه فى قسم كرداسة فى تلك المذبحة التى تقشعر منها الأبدان عندما قمتم بذبح ما يزيد على «13» شخصاً فى وضح النهار.. هل من الإسلام قتل العزل من أبنائنا الثلاثة والثلاثين الذين سجيتموهم على بطونهم مكتوفى الأيدى وأطلقتم عليهم النيران.. من يفعل هذا؟ هل هو يتقى الله ويحفظ وصاياه؟ هل هم رجال وأناس يخشون الله أم أنهم أهل شر وبغاة وعتاة؟ وهل لن تسألوا عن هذه الأنفس التى أزهقتموها بغير حق أو التى أزهقت بإيعاز منكم على أيدى بعض المغرر منهم من الجهاديين والتكفيريين الذين يخرجون على وسطية الإسلام بل هم بما يفعلونه ليسوا يعرفون الإسلام وشرائعه حق المعرفة أنهم أناس قد ضلوا أو قد أضلهم الله ومن أضله الله فلا هادى له إلا إذا رجع وراجع نفسه على مرآة القول الحق وتعاليم القرآن والسنة، إن المرء ليشفق عليهم لما هم عليه من غى وضلال وإنهم أى بعضهم من الحدث والصبية الذين قد لا يعرفون عن أمور الدين شيئاً ولكنهم أى رءوسهم المدبرة ذات العقول المسمومة قد سمموا هؤلاء الشباب باسم الدين فهم بتلك المسحة الدينية والكهنوتية التى يطلون بهم أنفسهم يخدعون هؤلاء الصبية والحدث ويؤكدون لهم أن قتل ضباط الشرطة والجيش والمسئولين أو من يتخالفون معهم فى الرأى هو من الجهاد الحق فأى جهاد فى قتل الأهل والأبناء أى جهاد فى حرق الأرض والضريح وهدم «الوطن» لقد حشوتم عقولكم بالضلالات التى روجها لكم اصحاب العقول المسمومة وحرفوا آيات الله وقطعوها من سياق النص ولم يفهموهم الحق المبين، لقد ارتكب هؤلاء المارقون ذنباً كبيراً إذ إنهم قد حرفوا الكلام عن موضعه وقد فسروا واستخدمت كلمات الحق سبحانه وتعاله حسب أهوائهم ومصالحهم الدنيوية الرخيصة، أضلوا أناس كثيرين وجعلوهم يرتكبون جرائم فى حق أنفسهم وفى حق وطنهم، لقد أحلوا سفك الدماء باسم الدين وهو منهم براء... لقد أرادوا أن يحكموا مصر وأن يطوحوا بها فى غياهب الظلمات من أجل حُلم بل ووهم اسمه الخلافة، فأى خلافة يتحدثون عنها وأين هم من الخلفاء الذين استخلفهم الله وآمنهم على دينه وعلى الإنسان.

■ دكتوراه فى العلوم السياسية

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.