رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أهى علامة للصمود أم للجحود؟


حقية لا أحد يدرى على وجه التحديد ما الذى يريده هذا الفصيل المتمرد الذى يغرد وحده أغنية هى فى واقع الأمر مرسية للموت والدمار والخراب.. لقد حكموا مصر لمدة عام كانت فترة حكمهم عبارة عن مكلميات ومؤامرات وإقصاء واستقطاب حاد لفئات المجتمع واحتقان وتهديد باندلاع فتنة طائفية ومتاجرة بآلام الناس وفقرهم..

وكانوا يعزفون أيضاً على سلبيات النظام السابق وكيف أنهم هم الذين أتوا لكى ينتشلوا مصر من الخراب والضياع.. ولكن قد اكتشفنا أنهم يبيعون مصر ومنهم من خرج علينا، وقال دون حياء «طظ» فى مصر وأنها لا تعنيهم فى شىء وأنها ما هى إلا إحدى إمارات الخلافة المزعومة والتى ليس لها مكان إلا فى عقولهم المريضة لذلك كان لابد وأن تلفظهم مصر وشعبها وذلك بعدما اكتشفوا أنهم فصيل جاحد وقد استولت عليه مجموعة من الأفكار المسمومة التى للأسف نسبوها إلى الدين أو التى يتخذون من الدين خلفية لها على نحو خاطئ «ومنحرف» بعيد عن تعاليم الإسلام الحنيف بل ويناقضها تماماً.

وهم قد أبدعوا فى لى عنق الآيات والأحاديث وتطويعها لخدمة أهدافهم «المشئومة».. لقد ظلوا فى عزلة طوال هذه العقود وكلما طلوا برءوسهم ليفسدوا فى البلاد تصدت لهم السلطة الحاكمة وكالت لهم الصاع صاعين لأنهم قد كانوا يعلمون تماماً ما ينوون عليه وأنهم لا يمكن أن يعملوا لصالح هذا البلد.. واليوم نراهم كل جمعة يخططون لتظاهرات ويرفعون شعارات غريبة ورموز أغرب، كفاً بأربع أصابع إشارة إلى «رابعة العدوية» وكأن اعتصام رابعة قد كان أحد المواقع أو المحطات البطولية وهو لم يكن سوى اعتصام غريب مورست فيه أفعال وأعمال عنف وتعذيب وقتل وغيرها من الأمور الأخرى التى سمعنا عنها والتى قد يعف اللسان عن النطق بها وكل هذه الممارسات كانت تعنون بالجهاد وما هو بجهاد بالكلية.

ولكن فى ظل أفكارهم الشاذة وغير المألوفة يمكن أن يقلبوا الموائد ويحرفون الكلم عن مواضعه.. وأعتقد أن ما يرفعونه من شعار الصمود فى ظل ما قاموا به من ممارسات فهو لا يعدو ألا يكونوا سوى مجموعة من «المارقين والجاحدين» الذين يعلمون ضمن أجندة غربية ومجموعة المصالح والأهداف ليس من بينها مصلحة مصر.. فهل هم يصمدون بالفعل؟ وما هو مغزى ذلك الصمود؟ إنهم يعطلون مصالح البلاد والعباد ويحاولون أن يكدروا شعب مصر ويوقفوا أى محاولة للعمل ولاسترجاع ما فات وضاع فى عام يعد من السنوات العجاف التى أوقفوا الحياة فيها تماماً.. إن ذلك ليس صموداً ولكنه جحود وعدم ولاء للوطن وإلا فلماذا يخربون ويحرقون ويدمرون ويقتلون إذ لا تمر مظاهرة إلا وسقط فيها ضحايا ويشتبكون مع الشرطة والشعب وبماذا يطالبون؟ هل يطالبون بحقوق مشروعة؟ أم أنهم يطالبون بعودة رئيس معزول لأهداف أخرى بالقطع هى أبعد عما يطالبون به وهى الشرعية.

أو تمكين حكم الإسلام أو تطبيق الشريعة وكأنهم قد جعلوا من مرسى مرادفاً للشرعية.. هم يعلمون أنهم قد انتهوا وإن ما يتحدثون عنه هو شىء من الماضى ولكنهم يريدون أن يثأروا ويزيدوا من معاناة شعب مصر بل ويريدوا القضاء على ذلك الشعب.

■ دكتوراه فى العلوم السياسية

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.