رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رسالة إلى وزير التعليم العالى


أقول للوزير د. حسام عيسى لقد كنت ومازلت علما من إعلام مصر قبل وبعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو.. ونتمنى أن تكون كما عرفناك دوما.. نصيرا للطلبة ومعينا لكل من يلجأ إليك.. كما أناشد كل المسئولين بالإسراع فى إيجاد حلول لهذه المعضلة حفاظا على مجهود أولياء الأمور ومستقبل أبنائهم.

عندما قامت ثورة 25 يناير.. ظنت شريحة كبيرة من الشعب.. وهى الشريحة «المطحونة» أنها ستحصل على بعض حقوقها المهضومة.. وعاشت على هذ الأمل حتى استيقظت ذات يوم ووجدت أن الثورة التى شاركت فيها «أكلها الغراب وطار» إزاى الكلام ده؟ يعنى أن الإخوان خطفوا الثورة وادعوا زورا وبهتانا أنهم صانعوها ومن حقهم قطف ثمارها.. وقد كان لهم ما طمعوا فيه.. وبدأوا فى مسلسل الاستحواذ على كل وأى شىء.. مجلسى الشعب والشوري.. مجلس الوزراء.. الرئاسة.. وهلم جرا.. وبدأوا أيضا يسددون فواتير أنصارهم الذين ساندوهم فى خطف مصر كنوع من رد الجميل.. فهرول الرئيس المعزول مثلا للإفراج عن القتلة والمجرمين وتجار المخدرات وأرباب السوابق من السجون.. وبعد فترة تآمر على البلاد وهدد حياة العباد.. وتمادى المعزول فى غيه عندما زاد فى عطاياه الثمينة على محبيه وأهله وعشيرته فمنحهم المناصب الرفيعة والرواتب الكبيرة دون وجه حق.. وجعلهم فوق الجميع!!.. وكان من الطبيعى جدا أن يثور الشعب مرة ثانية فى 30 يونيو.. أى بعد عام بالتمام والكمال من تولى المندوب الإخوانى الفاشل سدة الحكم.. وجاءتهم الرياح بما لا تشتهى السفن.

ونجحت الثورة بشكل منقطع النظير فى الإطاحة بالإخوان إلى حيث لا رجعة.. وأشاد العالم أجمع بخروج أكثر من 33 مليون مصرى فى مظاهرات سلمية ليعلنوا فى إصرار وبصوت واحد أن لهم الحق فى عزل الرئيس الذى خيب آمالهم وخطف منهم ثورتهم ولم يحقق مطالبهم.. وكلل الجيش ومعه الشرطة هذه الملحمة الثورية الرائعة وتحقق الحلم ونجحت الثورة نجاحا مبهرا.. وهنا تجدد حلم الشعب بشكل عام.. والشريحة المقهورة والمحرومة بشكل خاص فى تحقيق الحد الأدنى من أهداف الثورتين على يد حكومة د. حازم الببلاوى وتحت رئاسة المستشار المحترم عدلى منصور ـ رئيس مصر المؤقت ـ وفرح الناس وسعدوا بهذا التغيير لوقت قريب.. لكن سرعان ما بدأ الملل يدب فى نفوسهم وعقولهم بسبب تباطؤ الحكومة فى انجاز أبسط الاحتياجات للمواطن الحالم فى رغيف خبز نظيف الآن وليس غدا.. ووظيفة تقيه شر الحاجة.. وعلاج يستطيع شراءه وقت مرضه.. ولا حديث للناس إلا عن نتائج ثورة 30 يونيو فى ظل ارتفاع أسعار الغذاء والدواء والملابس وإيجار السكن وفواتير المياه والكهرباء... ناهيك عن ملفات أخرى خطيرة مثل الملف الاقتصادى وملف مياه النيل والصحة والتعليم ومازالت فى حاجة إلى حلول عاجلة.. وبمناسبة التعليم فالشيء بالشيء يذكر.. فقد هاتفنى أول من أمس أحد أولياء الأمور شاكيا وباكيا سوء حظه وحظ فلذة كبده من سياسة وزير التعليم العالى د. حسام عيسى على تجاهله حقوق طلبة التعليم الفنى نظام الثلاث والخمس سنوات.. وكذلك المعاهد الفنية نظام العامين بعد الثانوى العام.. وعندما طلبت من محدثى شرح الموضوع بالتفصيل قال لى إنه على مدار الثلاثين عاما الماضية كانت كليات الهندسة تقبل الحاصلين على 85٪ فأكثر من طلبة التعليم الفنى إلى أن جاء د. حسام عيسى وشقلب حال هذا النظام رأسا على عقب.. وأضاف أن أعداد طلبة التعليم الفنى المقبولين هذا العام لم يتعد الـ5٪ مع أن د. حسام نفسه سبق ووعد بزيادة هذه النسبة من 10٪ كعرف سائد معمول به إلى 15٪ بداية من العام الحالي!! ويرى الرجل أن تغيير سياسة التعليم العالى ضد طلبة التعليم الفنى على يد د. حسام حطم آمال عشرات الآلاف من أولياء الأمور والطلبة معا.. متوقعا أن يعزف طلبة المرحلة الإعدادية أو الثانوية عن الالتحاق بالتعليم الفنى خلال الأعوام القادمة بسبب هذا التعنت غير المبرر من قبل الوزارة.

ويكشف الرجل مأساة ابنه قائلا: إن وزارة التعليم العالى لم تعلن عن الحد الأدنى لقبول طلبة التعليم الفنى بالجامعات إلا بعد أن «وقعت الفأس فى الرأس» وعندما سألته كيف؟ قال إن ابنه وزملاءه ممن حصلوا على 92٪ كحد أدنى سجلوا رغباتهم طبقا لدرجات الأعوام السابقة.. ثم فوجئوا بمصيرهم المظلم، مشيرا إلى أن كلية الهندسة جامعة القاهرة فى العام الماضى وما قبله استقبلت طلاب التعليم الفنى الحاصلين على 92٪ وأن هناك كليات للهندسة فى بورسعيد والمطرية وحلوان وعين شمس والمنصورة قبلت الحاصلين على 89٪ فقط.. وتساءل: كيف ولأى سبب يرفع د. حسام هذه النسبة إلى 94٪ فى عام واحد؟.. ويستطرد: سيحطم هذا الوزير أحلام هؤلاء الطلبة ويقضى على مستقبلهم إن لم يتدارك الأمر ويجد حلا سريعا لتلك المأساة.

وناشد الرجل الرئيس عدلى منصور ود. حازم الببلاوى و. حسام عيسى أن يراعوا ظروف هؤلاء الطلبة ويجدوا لهم حلولا منصفة ومرضية حفاظا على مستقلبهم.. كما طالب وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم التعامل مع أبنائه من الطلبة المتظاهرين أمام مبنى التعليم العالى بالرفق.. مؤكدا أن لهم مطالب مشروعة وليسوا إرهابيين حتى تتعامل معهم الشرطة بهذه القسوة.. ودلل محدثى على كلامه قائلا: إن طلبة التعليم الفنى المتظاهرين رفعوا شعارات مؤيدة للداخلية تقول «يابو دبورة ونسر وكاب.. إحنا إخواتك مش إرهاب» ، وقبل أن ينهى الرجل مكالمته.. ظل يدعو الله قائلا: يارب: إلى أين نذهب ولمن نلجأ غيرك بعد أن أغلق حسام عيسى باب رحمته فى وجه أولادنا؟.. يارب: هل قمنا بثورتى 25 يناير و30 يونيو حتى نعامل بهذه الطريقة المهينة ويحرموا أولادنا من أبسط حقوقهم؟.. يارب: ليس لنا سواك نشتكى إليه ونطلب منه العون ضد حيتان التعليم الخاص.. يارب: لو كان لنا بلد ثان لهجرنا إليه وتركنا مصر لحسام عيسى ووزارته.. يارب: لقد طفح الكيل ولم نعد نحتمل هذا العذاب.

ختاما.. أقول للوزير د. حسام عيسى لقد كنت ومازلت علما من إعلام مصر قبل وبعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو.. ونتمنى أن تكون كما عرفناك دوما.. نصيرا للطلبة ومعينا لكل من يلجأ إليك.. كما أناشد كل المسئولين بالإسراع فى إيجاد حلول لهذه المعضلة حفاظا على مجهود أولياء الأمور ومستقبل أبنائهم.. كما أناشد وزير الداخلية بالإفراج عن طلبة التعليم الفنى المقبوض عليهم من أمام وزارة التعليم العالى بسبب مظاهرتهم السلمية التى خرجوا فيها للمطالبة بحقوقهم فى الالتحاق بكليات الهندسة أسوة بزملائهم من الأعوام الثلاثين السابقة.. فهل ستجد كلماتى ورجائى صدى عند أولى الأمر؟!.

■ كاتب صحفى

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.