رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أوباما يضرم دائرة الشرق الأوسط


من المؤكد أن أوباما يتخبط فى سياساته وأن هناك شيئاً من الرعونة ولا أقول أوباما على اعتباره هو متخذ القرار وليس صانعه وواجهة الإدارة الأمريكية ولكن أقصد المسئولين عن السياسة الخارجية الأمريكية وذلك التوجه فى السياسة الذى ظهر على نحو جلى فى أعقاب انتهاء الحرب الباردة، وذلك عندما أعلن بوش الأب فى أحد تصريحاته بأن الولايات المتحدة الأمريكية يمكن أن تلجأ العنف

وتتوسع فيه كوسيلة للدفاع عن مصالحها الخارجية وذلك دون أن تخشى خطر وقوع صدام عالمى أو حرب عالمية وبالفعل قد بدأ الرجل فى تنفيذ ما قاله مع حرب الخليج وتدخل القوات الأمريكية.. وقد سار بوش الابن على نهج بوش الأب عندما قام بغزو العراق وكانت هذه أول واقعة من نوعها بعد انتهاء عصرالاستعمار التقليدى الذى كان يعتمد على القوات ويستخدم القوة فى احتلال الدول. واليوم نرى أوباما يسير على ذلك النهج وذلك بالتدخل فى سوريا.. وهذا أيضا يحتاج إلى قراءة التاريخ من جانبه هو والمسئولين عن ذلك القرار وأن يكون على دراية بطبيعة منطقة الشرق الأوسط الجيواستراتيجية ويعلم ما هى الحقائق والثوابت حول هذه المنطقة وهى التى قال بها هنرى كيسنجر فى كتابه سنوات التحول Years OF upheaval فماذا قال وهو ما يجب أن يستوعبه أوباما قبل اتخاذ ذلك القرار الخطير الذى من شأنة أن يضرم دائرة الشرق الأوسط بالنيران وبالتالى يمكن أن يضرم دائرة العالم ونصبح أمام حرب عالمية ثالثة التى قد تحدث عنها بوش الابن قبل رحيله بعدة شهور من حكمه وقال إن منطقة الشرق الأوسط بما فيها من متغيرات قد أصبحت على شفا الحرب العالمية الثالثة والتى سوف تكون هى نقطة أو مركز اندلاعها. والغريب أنهم يعلمون أن هناك حرباً عالمية ثالثة يمكن أن تندلع أو أنها سوف تندلع وأنها حرب لن تبقى أو تذر وسوف تحمل فى طياتها نهاية البقاء المادى لذلك العالم الحاضر ومع ذلك فهم يعملون على تعجيل الخطى نحو هذه الحرب.. كما أنهم يعلمون تاريخيا وطبقا للعديد من النبوءات التوراتية بأن قلب ومركز هذه الحرب سوف يكون منطقة الشرق الأوسط وقد يحتاج ذلك الأمر المزيد من التفصيل لا تسمح به المساحة. الثوابت التى يجب أن يعرفها والتى سردها هنرى كيسنجر اليهودى الأصل هى أن منطقة الشرق الأوسط هى بمثابة منطقة شراك خداعية أن لم يتوخ المرء الحذر سرعان ما تنزلق قدماه.. القاعدة الثانية هى أن أى صراع مهما كان حجمه يمكن تدويله أى يصبح صراعا دوليا ومن ثم فإن عملية توجيه ضربة عسكرية لسوريا أمر ينطوى على قدر كبير من الخطورة وذلك للعديد من الأسباب هى أن طبيعة الظروف فى المنطقة تساعد وتعجل على نحو كبير بتدويل ذلك الصراع واندلاع الحرب العالمية المتوقعة إذ إن معدل العنف قد زاد فى هذه المنطقة على نحو كبير وأن العديد من الدول المحورية منها كالعراق وليبيا والسودان تعانى من حالة تفكك وصراعات طائفية.. وقد كان ذلك أيضا بفعل هذه السياسات الأمريكية التى تعمل للأسف لصالح المخطط الصهيونى وأيضا ما هى إلا أداة لتنفيذ هذه السياسات وقنطرة تعبر عليها.. وأن ما يحدث ليس من صالح الولايات المتحدة الأمريكية على الأمدين القصير والطويل.