رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أمريكا تدعم تنظيم القاعدة وأهلاً بـ«روسيا»


أهلا وسهلا بالتعاون الروسى لتطوير توربينات السد العالى لتوليد كهرباء أكثر ولاستكمال مسيرة الخير مع مصر وبالسلامة يا أمريكا ومعك قدمك الخراب فليس لك شاهد واحد فى مصر يجعلنا نشكرك أو نبكى على فراقك ومبروك عليك التعاون مع الإرهاب ومع تنظيم القاعدة.

فى الوقت الذى عانت فيه الولايات المتحدة من هجمات تنظيم القاعدة فى عقر دارها فى أحداث الحادى عشر من سبتمر عام 2001 وما تلاه من قرارها بمحاربة منابع الإرهاب فى أفغانستان وهى التى قامت بزرعه هناك اتباعا لقاعدتها باستخدام الأغبياء لتحقيق الإرادة الأمريكية مضحية بدمائهم بحجة الجهاد ضد الغزو الشيوعى الروسى، فحشدوا وذهبوا إلى هناك والعديد منهم ما زال يمارس نفس الدور فى مصر بإعلان الجهاد على المصريين جيشا وشرطة وشعبا ومؤسسات حكومية.

الأمر لم يقتصر على ذلك بل امتد إلى كل من فتحت لهم أراضيها واستقبلتهم فيها فسرعان ما تحركوا ضدها تحت شريعتى الجهاد والفتح وتكفير كل من لا ينتمى إلى فكرهم وعقيدتهم وتحت شعارهم الذى ترعاه الولايات المتحدة الأمريكية بجهالة وربما لكونها لا تعرف معناه «وأعدوا» وهم على يقين فى التنظيم الدولى للقاعدة والإخوان بأنهم يوما ما سيفتحون أوروبا وأمريكا ويدخلونها فى تشددهم - وليس فى الدين الحنيف- بقوة السلاح، فهم قوم حرب وليس سلاما ولا يكفون عنه أبدا، ولينظروا إلى بعض علماء الدين الذين وضعتهم الولايات المتحدة فى سجونها مدى الحياة بعد استضافتهم وتأمينهم ضد ما ظنوه اضطهاد حكم مبارك، وهذا أيضا ليس بحقيقة ولكنه سلوك الولايات المتحدة بإيواء أعداء بعض النظم الحاكمة فى الدول العربية لتستغلهم وليصيروا قرودا يلاعبون بها الحاكم إذا ما تمرد على أوامرهم وبحث عن السيادة الكاملة لدولته وشعبه.

الآن ونتيجة لحسابات أمريكية بأن النظم الدينية المتشددة هى الوسيلة المثلى للتدمير الذاتى لكل دول الشرق الأوسط دون تدخل منها إلا بدعمهم ماليا فهم يدعمون رجالات تنظيم القاعدة وأعلامهم السوداء التى يرفعونها وتراها الولايات المتحدة ويغضون الطرف عنها بتعمد كما يغمضون العين الآن عن حرق الكنائس فى مصر والتى لطالما صدعونا بحماية الأقليات والاحتجاج على ما يصيب كنيسة أو قرية، ولكن ما دام ما يصيب هذه الكنائس المصرية والمواطنين المسيحيين يتم على أيدى رجال أمريكا من التنظيم الدولى وتنظيم القاعدة فهو مرحب به لأنه يعنى أن آلة التدمير الذاتى لمصر القوية قد بدأت فى الدوران على هوى أمريكا ورئيسها الحالى الذى لا ينقصه إلا إطلاق اللحية ورفع العلم الأسود للقاعدة على البيت الأبيض، ولذلك دعمت أمريكا تنظيم القاعدة والإخوان فى كل من ليبيا وتونس واليمن والصومال وجيبوتى والسودان ومعهم أفغانستان وباكستان وبنجلاديش وأحوال هذه البلدان تغنى عن الشرح، وبالتالى فلا بد من تعميمه على الدولة الأقوى فى الشرق الأوسط والباقية وهى مصر ليبدأوا تدميرهم الذاتى استغلالاً لحشد الكراهية الرهيب بداخل هذا التنظيم الشرير لكل من يخالفهم فى الرأى - وليس فى العقيدة – ويسيِّرون الدين على أهوائهم.

يا أشقاءنا فى مصر من التنظيم الدولى والإرهابى للقاعدة عودوا إلى رشدكم واعلموا أن أمريكا تستغل تفكيركم المتشدد لتنفيذ أهدافها بجعلكم تدمرون بلدكم بأنفسكم والانتهاء من مهمة مصر سريعا لكى تطمئن حليفتها الأكبر فى المنطقة بأنها دمرت لهم العراق ولبنان والأردن وسوريا وسيقوم جماعة التنظيم الدولى بتدمير مصر ذاتيا وبالأموال الأمريكية والأفكار اليمينية المتشددة، فاتقوا الله فى مصركم التى جعلها الله آمنة لكل الأنبياء وتجلى على أراضيها وهرب إليها السيد المسيح وتزوج نبينا محمد صلي الله عليه سلم من بناتها وأنجب منها ولده إبراهيم وأوصانا خيرا بأهلها فإذا ما فقدتم مصر بجيشها وشرطتها ستكونون لقمة سائغة بعد ذلك للولايات المتحدة وتفعل بكم ما فعلته بأفغانستان وتقسمكم إلى طالبان وحكمتيار أو إلى إخوان وسلفيين ثم تذهب بكم إلى قبور كل من يأمن لأمريكا وألاعيبها.

على الرغم من تعليمى الأمريكى بشكل ما إلا أننى واقعيا أشعر بأن الروس هم الأقرب لنا، فهم على مدار السنين لم يخونوا حليفهم أبدا ولم يضحوا برئيس أو دولة وعدوه بالحماية والتحالف كما يحدث الآن فى سوريا مثلا بالمقارنة بما فعلته أمريكا بشاه إيران حين سلمته إلى الجماعات المتشددة والتى سرعان ما عانت منهم وأعلنوا الجهاد ضدها، وما فعلته بمبارك من بعده صدام حسين والرئيس التونسى واليمنى ففى طبعها دائما الغدر ولم يكن لها أمان أبدا. فعندما غضبت أمريكا من مصر أيام جمال عبد الناصر ذهبت إلى إثيوبيا وإسرائيل تبحث فى كيفية القضاء عليه والإضرار بشعب مصر كله فى حروب عسكرية وحروب مياه فصمموا لإثيوبيا أربعة سدود على النيل الأزرق بسعة 50 مليار متر مكعب هى كل تصرف النيل الأزرق، ثم حثوا إسرائيل على حرب الأيام الستة ضد مصر فأمريكا تربية فكر المجرمين الذين لم تر إنجلترا وسيلة للتخلص من شرهم سوى بنفيهم إلى الأراضى الجديدة بعد اكتشافها منذ 200 عام حيث لا يمكنهم الفرار منها وسباحة المحيط للعودة إلى بريطانيا، فأعملوا القتل فى سكانها الأصليين من الهنود الحمر وسرعان ما كونوا عصابات «شيكاجو» و«آل ديلنجر» وغيرهم، ثم استعبدوا السود وأشعلوا الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب إلى أن استقر جيلهم الجديد على قمة العالم بعد أن خطفوا العلماء الألمان واليابانيين وكل نبهاء العالم ليصنعوا لهم القنابل النووية والهيدروجينية فيسودوا العالم. عموما لم تدخل أمريكا بلدا إلا وخربتها واستغلت مواردها أسوأ استغلال وما يدعون أنه يقدمونه معونة باليسار يستردونه أضعافا باليمين بسبب اشتراطهم أن يكون التصرف فيها بأمرهم وببضائع وأسلحة أمريكية. وعلى النقيض تماما ما دخلت روسيا بلدا للتعاون إلا ووفت بوعدها ونفذت فيها مشروعات خالدة بكل ضمير ومراعاة لأصول الصداقة، فمصر مع روسيا بنت السد العالى أحد أهم إنجازاتها على مر التاريخ وحامى مصر من غدر بعض دول المنابع وهو ما صنف على كونه واحدًا من أهم وأفضل السدود الركامية فى العالم. ومع روسيا انتصرنا بالسلاح الروسى والجندى المصرى فى حرب أكتوبر على إسرائيل وعلى السلاح الأمريكى، وهو ما جعل كيسنجر -وزير الخارجية الأمريكى- يهرع إلى مصر بعد الثغرة وبعد إصرار السادات على إبادتها حتى تفقد إسرائيل 30 ألف جندى بها، وإبلاغه للسادات بأن الأمر لا يتعلق بإسرائيل فقط ولكنه يتعلق بأن أمريكا لن تسمح بأن ينتصر السلاح الروسى على السلاح الأمريكى مرة ثانية وبالتالى فرض علينا مباحثات الكيلو 101 وما تبعها من كامب ديفيد، روسيا أيضا أقامت لمصر مصنع الحديد والصلب فى التبين وأقامت محطات الضغط العالى لنقل الكهرباء وجميع سنترالات التليفونات حتى عام 1974 والتى اشترطت بعد ذلك أمريكا استبدالها بنظم أمريكية وأوروبية، وتعاونت مع مصر فى مناجم الحديد والفوسفات ومشروع مديرية التحرير وغيرها. عودة التعاون بين مصر وروسيا سيكون قدم خير كبير لمصر يبشر بإنشاء سد عال جديد وإقامة نهضة مع أناس يقدمون بصدق ويحمون بوفاء ويدافعون عن حلفائهم بكل ضمير وشرف ولا يبيعونهم أبدا من أجل إسرائيل ولا المتشددين كما أنهم شعب عريق وليس سلالة مجرمين.

■ كلية الزراعة - جامعة القاهرة