رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قيمة الفرد فى «الإخوان» و«الشيوعية»


فانتبهوا أيها الشباب .. هذه مصركم التى إن ضاعت ضعتم .. عاشت مصر عزيزة كريمة وذهب إلى الجحيم أمثال الشيخ القابع فى الجنة القطرية يوسف القرضاوى –صاحب فتوى الجهاد ضد مصر-ومحمد بديع وصفوت حجازى ومحمد البلتاجى وغيرهم ممن يريدون السوء لمصر.

هل تعرف عزيزى القارئ «لينين»؟!.. طبعا طبعا كلنا يعرف الكاتب المسرحى البارز لينين الرملى.. لأ.. أنا أقصد «لينين» المؤسس الأول والأب الروحى للشيوعية.. لقد مات الرجل بحسرته قبل أن يطبق نظرياته فى مجتمعه.. مات بفشله وخيبة أمله على ضياع حلم عمره ومجهوده.. مات قبل أن يرى مشروعه النور.. مات عاجزاً مقهوراً من توحش الرأسمالية الغربية وتوغلها فى بلاده.. لكنه لو كان حياً اليوم لسعد كثيرا وفرح وانتشى وربما فكر ألف مرة أن يوزع الشربات على أصدقائه وأعدائه معا.. ليه بقى؟.. لأن هناك من كان يطبق دعوته وفكرته باسم الدين الإسلامى الحنيف!!.. تقصد مين بالكلام ده؟

أقصد إن فيه جماعة نشأت عام 1928 بطريقة يحيطها الشك وعلى يد قيادات كثر الحديث والتهم حولهم.. وإيه علاقة كل ده بالشيوعية؟.. العلاقة قوية جداً.. إزاى يا عمنا؟.. تعالوا نراجع معا فترات استخراج بطاقات الانتخابات المحلية والبرلمانية وكمان بالمرة الرئاسية والاستفتاء على الدستور البااااطل للنظام الإخوانى .. ألم تلاحظ عزيزى القارئ أن الإخوان فى كل هذه المعارك حققوا نجاحاً ساحقا على خصومهم.. طيب إيه السبب؟.. السبب واضح جدا فى اهتمامهم المبالغ فيه بالشعارات الدينية غير الصادقة من جانب.. ومن جانب آخر بالتنظيم دون الفرد.. يعنى ايه؟! .. يعنى الفرد عند التنظيم الإخوانى غير معترف به على الإطلاق أمام نجاح فكرة التنظيم.. وهو المنطق نفسه الذى يورثه مكتب الإرشاد منذ نشأته للأجيال المتعاقبة .. وهذا هو باختصار شديد عالم الإخوان الخفى الذى يربط وجود الفرد بمقدار ما يقدمه من خدمات للتنظيم .. وهذا يأتى حسب مكانة الفرد وما يتم تكليفه به ومدى إظهار طاعته لمسئوليه.. ويتساوى فى ذلك مع من كان مندوبهم فى الرئاسة ومندوبهم فى كتابة التقارير أو حمل السلاح لإرهاب المواطنين.. فإذا خالف هذا الفرد ما يعرف بـ «السمع والطاعة» لرؤسائه.. فإنه فى هذه الحالة يكون قد خرج عن الجماعة ويتهم بما لم ينزل الله به من سلطان. يعنى الشعارات اللى وجعوا دماغنا بيها مثل «الإسلام هو الحل».. و«على القدس رايحين.. شهداء بالملايين».. و«نحمل الخير لمصر».. و«يسقط يسقط ..حكم العسكر» .. وكل ده طلع «فشوش»؟ آه والله طلعوا كدابين وبيضحكوا علينا.. وبيستغلوا شبابنا البسيط فى تنفيذ مخططاتهم.. فمثلا هناك مواقف استغلوا فيها هذا الشباب أسوأ استغلال.. ومنها الشحن العاطفى الناجح الذى ظهروا به فى مظاهرات يناير 2008 فى الإسكندرية وغيرها من محافظات المحروسة والتى كانت تدعو لفتح الحدود مع غزة مستخدمين فى ذلك شعاراتهم التى لا يكلون منها ولا يملون.. وهى شعارات معادية للحكومة آنذاك..ولا ننسى أيضا شعاراتهم منذ بداية ثورة 25 يناير.. مرورا بهتافاتهم ضد الجيش والشرطة.. ختاما بآخر ما قالوه فى مظاهرات نصرة القدس قبل الإطاحة بهم وبنظامهم الفاشى برغبة شعبية جارفة لم يسبق لها مثيل .. وخيرا فعلت قواتنا المسلحة للقيام بهذا الدور العظيم بقيادة البطل الفريق أول عبد الفتاح السيسى الذى فوضه الشعب وأمره بالقضاء على الإرهاب الإخوانى الذى يهدد الآن البلاد والعباد..ضاربا بعرض الحائط تهديدات حلفاء الإخوان من أمريكان وألمان وأتراك وإيرانيين.

والكلام ده.. ملخصه إيه؟!.. ملخصه أن د. مرسى كان مجرد فرد فى الجماعة .. وزى ما قلنا إن الفرد فى التنظيم الإخوانى «نكرة» ويمكن الاستغناء عنه والتضحية به عند اللزوم.. المهم أن يكون هذا التنظيم فى منأى عن الضياع ..فمثلا نجد حسن البنا –مؤسس النظام الخاص فى جماعته - قام بنفس العمل مع الطالب الإخوانى الذى اغتال محمود فهمى النقراشى.. استنى استنى.. بتقول حسن البنا تخلى عن شاب إخوانى متورط فى عملية قتل بأمر التنظيم؟.. آه والله ده حصل حسب العديد من المصادر.. رغم أن هناك من أكد أن هذه التعليمات صدرت من البنا نفسه!!

معنى كده أنهم خافوا على التنظيم من التوريط فى عملية الاغتيال فضحوا بالشاب المسكين المغرر به؟.. بالضبط كده .. هو ده اللى حصل بالأمس وبيحصل الآن.. لقد قال «البنا» حينها عن كل من اشترك فى عملية الاغتيال بمن فيهم الشاب القاتل: «ليسوا إخوانا.. وليسوا مسلمين»!!.. يا خبر أسود.. بالبساطة دى؟!.. آه والله العظيم.. وهنروح بعيد ليه.. تعالوا نشوف معظم القيادات الإخوانية التى ابتعدت عن الجماعة كان مصيرهم إيه.. اتهموهم وشتموهم وأنكروا وجودهم فى التنظيم من الأساس.. وأظن كلام المرشد السابق محمد مهدى عاكف -المسجون حاليا بسبب تحريضه على القتل والإرهاب- عن ثروت الخرباوى خير دليل على ما أقول.. وذلك عندما تجاهل عاكف حتى مجرد معرفته بـ «الخرباوى»!!.. ولم يقف الأمر عند «الخرباوى» فقط.. بل شمل هجوم الجماعة على عناصرها المنشقين.. أسماء كبيرة ومعروفة فى عالم الدعوة والسياسة والعمل العام.

الكلام اللى فات ده وراه شىء مهم.. إيه هو؟.. الشىء المهم فى موضوع المقال عن الشيوعية وجماعة الإخوان وتضحياتهما بالفرد لصالح الكل لا يمت للإسلام بصلة.. لا من بعيد أو قريب..وهاهى قيادات التنظيم فى اعتصام رابعة العدوية وغيرها من الأماكن .. يضحون بعناصرهم ويورطونهم مع الدولة تحت شعارات ومزاعم أساءت للإسلام وللدولة المصرية فى عيون العالم أجمع .. وحتى لا نبتعد عن مضمون ما نهدف إليه.. فتعالوا نتأكد من كلام رب العزة عن قتل المسلم .. يقول تعالى: «من قتل نفسا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعا».. رب العزة هنا يقول «من قتل نفسًا» أيا كانت مسلمة أو غير مسلمة .. معنى ذلك أن ما حدث فى عهد نظام جماعة الإخوان من قتل لشباب مصر بدم بارد والتضحية بأعضائهم فى سبيل تحقيق أهدافهم.. يؤكد لنا يوما بعد يوم أن هؤلاء القوم ينطبق عليهم الكلام الذى قاله إمامهم «ليسوا إخوانا.. وليسوا مسلمين».

ختاما.. أنصح مؤيدى الرئيس المعزول بمراجعة موقف ملايين المصريين التى خرجت فى يومى 30 يونيو و26 يوليو ضد الاخوان ..ثم يحسموا موقفهم.. وبعد ذلك يقارنوا بين أوامر قياداتهم وحديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - «إذا التقى المسلمان بسيفيهما، فالقاتل والمقتول فى النار»، فقيل يا رسول الله، هذا القاتل، فما بال المقتول؟! قال: إنه كان حريصا على قتل صاحبه».

■ كاتب صحفى

mabdeen_ هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.