ماري رمسيس تكتب: المثالية من طرف واحد "وهم "
يحلو للبعض ان يتشدق بالدعوة للمثالية علي الرغم من اعتراف كل انسان بانه لايوجد علي الارض بشر يخلوا من الاخطاء والعيوب.وفي راي ان المثالية الحقيقية وخاصة بين الاسر تكمن في تقبل كل فرد لعيوب الاخر والتعامل معها من هذا المنطلق انه لاانسان بلا خطيئة وهي حقيقية مؤكدة وغير ذلك دربا من الاوهام.من هنا يجب ان نبدأ اي دعوة للمثالية او سعي للكمال.لذلك الاستغراق في البحث عن الزوجة الملائكية والزوج الكامل هو عمل الشعراء وكاتبي الاغاني العاطفية لذلك اتعجب عندما يسير بعض المتخصصين في علم النفس او التنمية البشرية في ركابهم.ويقدمون الاف النصائح الذهبية للحصول علي زوجة كاملة من " كله " وانا لست ضد تقديم النصيحة ونقل الخبرات الجميلة وتهذيب الاخطاء فهذا هو لب وهدف عمليات التربية لتنمية حلم الانسان بالوصول للافضل وللكمال ولكن ينطلق ذلك علي اساس واقعي يلمس الارض ويحاول النهوض بالانسان للوصول الي ارضية مشتركة للتعايش والحياة بدون اذي او تسبيب تدمير للاسر بل تحافظ علي كيان الاسرة من خلال محاولات اقتناء بعض اساليب التفكير الجيدة من ذلك ان تقدم النصائح للزوجة وللزوج ايضا فما فائدة تطبيق اساليب جيدة من طرف واحد.والامثلة علي ذلك تتضح من هذه القراءة النقدية لنصائح الزوجة المثالية
اولا ان تكون الزوجة متفهمة عليك ان تكوني متفهمة لما يريد وتشاركينه طموحاته ومشاريعه.وفي نفس السياق لابد ان يتفهم الزوج ويشارك ويساند طموح زوجته
ثانيا ان تكون الزوجة ملهمته وملهمته هي التي تشجعه وتقوده الى ان يكون دائما الافضل والاذكي وتطبق المثل الذي يقول” وراء كل رجل عظيم امراة”ونفس الامر للزوج فعليه ان يقف خلف زوجته لتكون عظيما
ثالثا ونجد من ينصح الزوجة ان تكون مستمعة وتنظر الى عينيه عندما يتكلم وتكون مستمعة لما يقول ومنصتة له مهما كانت احاديثه تافهة تشعره بثقتها فيه وانه كل ما تملك ولماذا لايسمع الزوج وينصت لكل الاحاديث حتى وان بدات تافهة ؟
رابعا وهناك نصيحة متكررة للزوجة وهي ان تهتم بنفسها مهتمة بنفسها معتنية بجسمها وملابسها واناقتها باختصار تكون انثى التي يريدها زوجها وهل يهمل الزوج نفسه ويكون اغبر الوجه اشعث الشعر لماذا لايكون هو الاخر بنفس المستوي من الاهتمام ؟
وخامسا هناك نصيحة مضحكة جدا تقول للزوجة لا تحاولي التغيير من شخصيته لا تحاولي التحكم فيه والتغيير من شخصيته ليكون خاتما في يدها بل تتقبله بعيوبه التي احبتها ورضيت به زوجا ولا تتذمر وهل النصائح السابقة ليس هدفها التغيير من شخصية الزوجة واسلوبها وطريقتها فكيف ننصح بما هو عكس اهداف عملية التربية ؟
سادسا ان تجعل الزوجة حياة زوجها افضل باهتمامها به ومراعاته وعدم تذمرها تجعل حياته افضل وهل تجعل هي حياة زوجها افضل وهو يجعل حياتها سودة واسوا؟
سابعا مطلوب من الزوجة ان تكون غير نكدية عليها ان تكون المراة التي ينتظر زوجها موعد انتهاء العمل لياتي الى المنزل لرؤيتها وتنسيه همومه بعد عناء يوم طويل. وعليه ان يكون نكدي ؟؟!!فما الفائدة اذن من زوجة فرفوشة وزوج كئيب
ثامنا ان تكون صديقته الصدوق صديقته التي يحكي لها اسراره ويفضفض لها ويشاركها احزانه وهمومه ويعرف انها لن تبوح بشيء بل تساعده في حل مشاكله.نفس الامر يحتاجه الزوج
تاسعا ان تكون غير متحكمة وتترك له مساحة خاصة به
تتركه له الحرية ليذهب لرؤية اصدقائه وممارسة الانشطة التي يحبها ولا تخنقه بالاسئلة اين كنت اين انت ذاهب.وهل يعطي الزوج لزوجته نفس هذا الحق..المثالية لن تتحقق من طرف واحد !
