رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

على قفا مين..؟!


التقى الرئيس المؤقت عدلى منصور عدداً من النشطاء وشباب الثورة لمناقشة الوضع الراهن، وبحسب الخبر المتداول فى وسائل الإعلام أعلن الوفد الذى التقى الرئيس المؤقت عن مبادرة لزيارة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بهدف عرض حقائق ثورة 30 يونيه

على العالم، وتشمل المبادرة لقاءات مع صناع القرار ووسائل الإعلام لعرض الرؤية الكاملة لمعالم ما حدث فى 30 يونيو، ثم تقرر تأجيل هذه الرحلة التى كان مقررا لها يوم الأحد 14/7 عدة أيام بسبب تغيير فى بعض الترتيبات وأسماء المشاركين فيها..

الرحلة التى أعلن عنها النشطاء والتى ستتحدث باسم مصر تمنحنا الحق فى أن نطرح تساؤلا أوليا ومبدئيا حول من سيقوم بسداد فاتورة هذه «الفسحة» التى ستجرى على شرف الثورة التى لم تكتمل ملامحها بعد.. أو بالبلدى كده.. «على قفا مين» بالضبط سيتم تحميل هذه الرحلة؟

ثم ما الصفة الرسمية لهؤلاء ليتحدثوا باسم مصر أثناء اللقاءات التى سيعقدونها مع صناع القرار فى الدول التى ستشملها الزيارات؟

إن هذا الأمر هو افتئات واضح على الدولة المصرية ومؤسساتها، لأن هناك وزارة خارجية بسفاراتها وملحقيها الإعلاميين يمولها دافع الضرائب المصرى وهى المسئولة عن هذا الدور، علما بأن مصر تعد ثانى أكبر دولة فى العالم من حيث التمثيل الدبلوماسى بعد الولايات المتحدة .. فإذا لم يكن هذا هو الوقت الذى نستفيد فيه من تلك الميزة فمتى يحدث ذلك؟

ثم إن حكاية السفر لمخاطبة الرأى العام العالمى تلك مسألة مشكوك فى جدواها.. إذ إنه يمكن أن يتحقق ذلك دون حاجة إلى تذاكر طيران وانتقالات وحجوزات فنادق 5 نجوم ومصروف جيب وخلافه.. كما أن كل وسائل الإعلام العالمية موجودة بمصر ويمكن ترتيب لقاءات معها هنا، والعالم اليوم أصبح قرية صغيرة ولم يعد المرء فى حاجة لأن يقطع آلاف الأميال ليبعث برسالة إلى شخص آخر.. بمقدورك أن تفعل ذلك وأنت جالس فى مكانك.

وأعتقد أن الرئيس المؤقت عدلى منصور يجب ألا يضيع وقته أكثر من ذلك فى عقد الاجتماعات مع الائتلافات والاتحادات التى تتحدث باسم الثورة، لأن هذه الثورة هى ملك للشعب بأكمله، والخطأ كل الخطأ أن يختزل شباب مصر فى حركة «تمرد» مثلا، أو أن يختزل أقباط مصر فى شخص مايكل منير الذى شارك بحضور أحد الاجتماعات. لقد أعرب شباب التحرير عن اعتراضهم بشدة على اختزال الحوار مع الرئاسة والجيش فى حركة تمرد فقط، وطالبوا بإشراك جميع القوى السياسية والوطنية المعتصمة بالميدان وفى جميع ميادين مصر.. إذن ما الحل؟ وهل بمقدور الرئيس أن يلتقى بكل شباب مصر؟ وإذا افترضنا والتقى بهم هل لديه الوقت ليستمع إليهم واحدا واحدا؟ أليست تلك هى مهمة الرئيس المؤقت.. فلتذهب الأحزاب والقوى السياسية إلى الشارع وتوحد صفوفها فى كيانات تخوض بها أى انتخابات قادمة تظهر بها حجمها الحقيقى.. وليتفرغ الرئيس إلى إعادة بناء الدولة ووضعها على أول المسار الصحيح.

■ كاتب صحفى

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.