رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هلع الشرعية.. والخطاب الأخير!


تذكرنى خطابات د. مرسى بتلك الخطابات الحماسية التى كنا نلقيها أيام الدراسة فى عيد الأم أو الأعياد الوطنية.. عندما كان حماس العبارات يفوق مضمون الموضوع، فبينما كنا صغارًا كانت الصياغة الإنشائية تبعدنا عند الكتابة عن عمق المكتوب.

أقول ذلك بمناسبة تلك الركاكة التى سيطرت على العبارات المهزوزة والضعيفة فى خطاب لم نفهم منه سوى إصرار د. مرسى على شرعية وجوده والتى شدد عليها عبر عبارات متكررة يعيدها كلما انتهى منها وأعتقد أن كلمة الشرعية وردت فى هذا الخطاب أكثر من ستين مرة، مستخدمًا عبارات جديدة عوضًا عن التهديد برفع الأصابع فكان صوته أيضًا عاليًا.

غاب عن د. مرسى أن الخطابات التى يلقيها الرؤساء تخضع لثوابت دقيقة ومراجعات، افتقدتها جماعة كل أحلامها الحكم والخلافة ومن المفارقات أن مرسى تغمره السعادة ويختفى من قسمات وجهه ذلك الوجوم حينما يكون خطابه أمام عشيرته، لذلك كان واجمًا فى خطابه الأخير فلا عشيرة ولا مشجعين.

كان خطابًا يدل على نظرية الثأر الاجتماعى فى تحريض واضح لأتباعه، ونلاحظ بعد الخطاب مباشرة وخلال ساعات قليلة كان حصاد كلماته فى الخطاب سقوط 16 قتلى، 156 مصابًا فى منطقة الجيزة وحدها هل هناك تحريض وتعبئة أكثر من ذلك وسيتوالى إلى أسماعنا النتائج المرة لهذا الخطاب الصادم، خطاب اللحظات الأخيرة، انصب أيضًا خطابه على من وصفهم أعداء الشعب، والذى طالب بمحاكماتهم.. وهاهم يجنون البراءة فى معظم قضاياهم، تناقض عجيب! وفى حديثه عن الجيش وكأنه هو الذى بنى هذه المؤسسة صاحبة التاريخ القومى العتيق، عجبًا أن ينصب نفسه صاحب الفضل على جيشنا المصرى العظيم، ألم يعرف مرسى أن جيش مصر قوى منذ زمان طويل وحتى الآن! وسيظل بإذن الله حاميًا للحمى.

اعتقد مرسى أيضًا أنه بخطابه سوف يحشد تلك الجماعات التى مرت بالمراجعات وهؤلاء الذين منحهم العفو الرئاسى ليخرجوا من السجون فى تطاول عجيب على الجيش والأزهر الشريف وأقباط مصر والكاتدرائية هؤلاء مع العشيرة هم جنود مرسى فحينما تحدث فى خطابه عن الشرعية التى لا يرضى بديلاً عنها اعتقد أن هؤلاء ومنهم القتلة ومنهم الكارهون لمصر فهدفهم الخلافة وطظ فى مصر كما قالها مرشدهم السابق الذى مازال يواصل غطرسته قائلاً «مرسى هيدى المعارضة فوق دماغهم» «الوطن2/7 ص5» اعتقد مرسى أن هؤلاء سوف يكونون بمثابة الحماية التى تسانده للاستمرار فى السلطة، بالتأكيد إنه اعتقاد خاطئ وغير مدروس لقد أراد الله لهذا الشعب الذى بدأ ثورته الينايرية - التى كنت دومًا أقول فى كتاباتى «إنها - لم تكتمل بعد» واعتقد أننا بعون الله سوف تكتمل لنا هذه الثورة بـ 30 يونيه - لقد لاح فى الأفق فجر جديد لابد أن يبزغ هذا الفجر لينجلى الليل الذى طال ظلامه.. والظلام مهما كان دامسًا لابد للفجر أن ينبلج.. فالله نور ولا يريد لعباده الظلام.

آخر العمود يقول القديس مار إسحق «الإنسان الذى يطلق لسانه على الناس بالجيد والردىء لا يؤهل لنعمة الله.

■ عضو اتحاد كتاب مصر