رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مكياج

جريدة الدستور

تتهادى فى الكعب العالى وتتثنى فى الفستان الواسع حتى تظهر معالم الجسد البض.. وتتلوى وتتغانج بهمهمات غير مفهومة، وتتفحص وجهها وتتذكر أنها لم تضع المساحيق، تتهادى وتجلس أمام المرآة.. آه كم هى سعيدة بهذا الكنز من كل أنواع التبرج، خطت العين، رسمت الشفاه، وحسنة على الخد، ونظرت إلى نفسها فى المرآة نظرة إعجاب.. آه كم هى جميلة.. يصرخ بجانبها طفل صغير ينظر إليها، يصرخ مرة أخرى، تنهره بعنف: «اسكت يا زفت.. هو إنت فاهم حاجة؟»، وتتعاجب أمام المرآة وتتهادى وتتمايل وتتمايل ثم تندوى منها آهة.. تذكرت العطر، تمسك بإحدى زجاجات العطر الفاخر تنثر على شعرها وعلى الفستان العارى، ويفوح الضوع المسكر الرائع، تمشط خصلات الشعر الطويل الناعم.. آآه من جمالها البكر الرائع، ثم يضحك الطفل الصغير على حين غرة ويتقافز.. ومن خلف ضحكاته خطوات سريعة تظهر، تجرى، تختبئ فى الركن هناك، ليفتح الباب على حين غرة وتظهر امرأة حسناء طويلة تنظر إليها صارخة: «إيه اللى إنتِ عاملاه ده؟.. عشان كده الولد كان بيصرخ.. قومى بسرعة اغسلى وشك واقلعى اللى إنتِ لابساه ده»، وتقفز بسرعة لتغسل وجهها ليظهر من تحت قناع الألوان طفلة فى السادسة من العمر، تتمسح فى تلك المرأة، وتهمس بصوت خافت: «مش هاعمل كده تانى يا ماما».