رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نصيحة «الحجاج».. ودروس للرئيس القادم


لا تغفلوا دور غراب البين «آن باترسون» فى إشعال الفتن والخراب فى الوطن منذ 25 يناير 2011 وحتى هذه اللحظة.. إن هذه المرأة أتت هنا لكى تقضى على كرامتنا وعزتنا.. فاحذروها واحذروا عملاءها وتابعوا كل خطوة وكل لقاء تعقده على أرض الوطن.. حفظ الله مصر وشعبها من كل مكروه وأعز جيشها وأبقاه رمزاً للعرب والمسلمين.

«عليك بالعدل.. فالمصريون قتلة الظلمة وهادمو الأمم.. وما أتى عليهم قادم بخير إلا التقموه كما تلتقم الأم رضيعها.. وما أتى عليهم قادم بسوء إلا أكلوه كما تأكل النار أجف الحطب.. وهم أهل قوة وصبر وجلدة وحمل.. ولا يغرنك صبرهم ولا تستضعف قوتهم.. فهم إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا والتاج على رأسه.. وإن قاموا على رجل ما تركوه إلا وقطعوا رأسه.. فاتق غضبهم ولا تشعل ناراً لا يطفئها إلا خالقهم.. وانتصر بهم فهم خير أجناد الأرض.. واتق فيهم ثلاثاً: نساءهم: لا تقربهم بسوء وإلا أكلوك كما تأكل الأسود فرائسها.. ولا تغتصب أراضيهم.. وإلا حاربتك صخور جبالهم.. ولا تستهين أو تطعن فى دينهم.. وإلا أحرقوا عليك دنياك.. وهم فى عمومهم صخرة فى جبل كبرياء الله تتحطم عليها أحلام أعدائهم وأعداء خالقهم».

الكلمات السابقة لأشهر حكام العراق بطشاً وقسوة وظلماً ضد أعدائه وهو الحجاج بن يوسف الثقفى عندما نصح طارق بن عمرو قبل أن يوليه أمير المؤمنين إمارة مصر.. والسؤال المطروح هنا: هل كان الحجاج ــ رغم جبروته وسطوته ــ أعلم من جهلاء اليوم بشعب مصر؟ أقول نعم هذا ما حدث بالفعل.. لقد دمرت مصر كل أعدائها ونالت ممن استهانوا بها وبشعبها وأذاقتهم شر هزيمة.. أليس فى قصة فرعون مصر أحمس الأول ضد الهكسوس العبرة والموعظة لكل من تسول له نفسه باحتلال مصر؟!.. لقد كان عمره فى هذا الوقت تسعة عشر عاماً.. وهو ما يجعلنا نربط بينه وبين شبابنا اليوم.. شباب ثورة 25 يناير المجيدة.. وشباب ثورة 30 يونيو العظيمة إنها إذن نفس الجينات.

أكتب هنا عن الشاب أحمس الأول لأذكر نفسى وقواتنا المسلحة الباسلة وشعبنا المناضل بتاريخ مكتوب بحروف من نور لبطل مصرى رفض استعمار بلاده على يد «حفنة» من مركب بشرى تملأ نفوسهم المرض والسعار فى استعباد المصريين.. فقام بتطوير جيشه سواء بالعجلات الحربية أو النبال المزودة بقطع حديد على الأسهم.. وهذه أحدث الأسلحة آنذاك.. مع ملاحظة اهتمامه بالعنصر البشرى الوطنى والمدرب بشكل جيد.. ثم انقض على الهكسوس فى منطقة أورايس «صان الحجر» بمحافظة الشرقية حالياً.. وظل يطاردهم حتى فلسطين الحبيبة ولم يتركهم رغم خروجهم من حدود طيبة.. بل حاصرهم فى حصن «شاروهين» وأجهز على ما تبقى منهم.. ولم يذكرهم التاريخ بعد ذلك.. وكانت هذه المعركة قبل الميلاد بحوالى ألف وخمسمائة عام.. فهل سيعيد التاريخ نفسه؟!

إذن الجيش المصرى العظيم دائماً وأبداً هو البطل الحقيقى فى حسم أى مؤامرة تتعرض لها البلاد وتهدد العباد.. وهذا يجعلنا نقدم الشكر والتقدير لقواتنا المسلحة قادة وضباطاً وجنوداً على مواقفهم النبيلة فى حماية المحروسة من أعداء الداخل والخارج على السواء.. فقد رأيت بأم عينى كيف استقبل المتظاهرون فى ميادين مصر يوم الاثنين الماضى بيان الجيش المنحاز لإرادة الشعب.. وسعدنا جميعاً بالاستعدادات الأمنية التى ظهرت جواً وبحراً وبراً للتعامل مع أى تجاوزات يمكن أن تروع المواطنين السلميين.. فهذا هو جيش مصر الأصيل.. وهذا هو شعب مصر البار الذى حذر منه الحجاج بن يوسف الثقفى.

فما أعظمها نصيحة «الحجاج» لكل ظالم أعمته قوته وغرته حاشيته وظن أنه فى مأمن من غضب الشعب.. وما أعظمها نصيحة لكل حاكم يفكر ــ مجرد تفكير ــ أن يمارس الاستخفاف والاستعلاء والإهانة ضد المصريين مرة أخرى.. وما أعظمها نصيحة لكل أعداء الوطن الذين يجهلون «شخصية مصر» البشرية والجغرافية والتاريخية إذا تجاوزوا كل ذلك وضربوا بقوانين الطبيعة عرض الحائط.. وعاودوا الكرة للفتك بمصر.

لقد كتبت فى هذه المساحة مقالاً بعنوان «الشعار الجديد.. الجيش هو الحل».. وقلت فيه إن نزول الجيش لحقن دماء المصريين لا مفر منه.. وهذا ما أثبتته الأيام وتعمق فى نفوسنا جميعاً.. أى أن نزول قواتنا المسلحة فى هذا الوقت الفارق أصبح مطلباً ومقصداً وأمنية فى هذه اللحظات التى تهاجم فيها عناصر إخوانية المتظاهرين هنا وهناك.. فلم يعد الأمر يحتمل الصبر أو التأجيل حتى نفاجأ بحرب أهلية يمكنها أن تقضى على الأخضر واليابس.. وقلت فى مقالى المشار إليه «لن نسمح بضياع الوطن من أجل جماعة لم يتق قادتها الله فى الشعب ولا فى شبابها»، أو عوام أعضائها المغرر بهم باسم الدين».

تلخيصاً.. أنصح شباب جماعة الإخوان بالرجوع إلى الحق والنظر بعين الصواب إلى مستقبل هذا الوطن.. إن مصر تعلو الجميع وهذا يجعلنى حريصاً كل الحرص على مناشدة من يتكلمون باسم الدين ويستغلون كلام الله وأحاديث نبينا الكريم وسيرته العطرة فى أغراض دنيئة وأهداف خبيثة أن يتقوا الله فينا وفى أنفسهم قبل فوات الأوان.. وأطالب هؤلاء بالرجوع إلى الآية الكريمة لرب العزة حينما قال «من قتل نفساً بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً».. أليست هذه الآية الكريمة كفيلة بأن تخرس ألسنة أصحاب النفوس المريضة عن قيادة غيرهم إلى آتون فتنة لا يعلم إلا الله مداها ونتائجها.. وذلك تحت مسميات وادعاءات ما أنزل الله بها من سلطان؟.

ختاماً.. أدعو الله جلت قدرته أن يحفظ هذا البلد وسائر بلادنا من الانزلاق فى حرب أهلية سيخرج منها الجميع خاسراً.. وأتمنى من كل صاحب ضمير يخاف على بلده ومن كل صاحب عقل حريص على مصلحة شعبه أن يرجع إلى حديث المصطفى «صلى الله عليه وسلم» حينما قال: «إذا التقى المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول فى النار.. فقيل يا رسول هذا القاتل.. فما بال المقتول؟.. فقال الحبيب المصطفى: إنه كان حريصاً على قتل صاحبه»، وانتبهوا يا مصريين من رموز الفتنة أياً كانت مسمياتهم ومهما تخفوا خلف ستار الدين أو الوطنية.. واحذروا يا أخوال رسول الله من مخطط أهل الشر الذى يريد تدمير وهلاك هذا الوطن لأسباب لم تعد خافية على مجنون.. واحذروا ثم احذروا من أوباما وزبانيته فى الخارج والداخل..

■ كاتب صحفى

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.