السياسة.. والثورة المختطفة
بعد ما حدث فى يناير شهر الثورة المختطفة.. باتت عقول المصريين شغوفة بالسياسة وأخبارها من أحلام تموت كل يوم وآمال تنحدر نحو الضياع فى كل لحظة نتوتر نحلم نفرح أو نحاول أن نفرح لم نلق فى أعماقنا سوى الكآبة والحزن ومشاعر الأسى تسيطر على كل الأفئدة.
ورغم كل ما يعيشه المصريون من آلام أخرى أحاطت بهم.. يطل علينا الإخوان بتعيين أحد رجالهم فى موقع خطير وهو وزارة الثقافة.. هذه الوزارة المجيدة والرائدة حقا وزارة الثقافة والتى كان من عظمائها العظيم د. ثروت عكاشة الذى كان له فضل عظيم فى إثراء الحياة المصرية وتنمية الذوق المصرى وفنونه المهملة، فأدخل مشروعات الصوت والضوء وأقام أكاديمية الفنون، وهل ننسى إنقاذ معابد فيلة والجهود المبذولة مع اليونسكو لهذا المشروع القومى الثقافى الضخم.
فماذا سيقول لنا الوزير الجديد عن هذه الآثار «لو استمر لا قدر الله لمدة شهور أخرى فى منصبه» هل سيقول لنا إنها آثار آثمة ويجب هدمها أو غرقها؟ الله أعلم!
تعالوا نتأمل.. من هؤلاء الذين كانوا حول د. ثروت عكاشة؟ نعم كان حوله قامات ثقافية وأدبية عالية أمثال الفنان صلاح طاهر التشكيلى العظيم وحمروش والراعى فى الفنون المسرحية، وكان فى الآثارد. سليم حسن الذى أنجبت ذاكرته موسوعة عظيمة لتاريخ الحضارة الفرعونية وكان حاصد نوبل للأدب من هؤلاء الذين أعلو من شأن الثقافة المصرية الخالدة هذه الثقافة المصرية هى إفراز لسلوك وثقافة وعادات ومكتسبات روائية وفنية لشعب قديم وخالد فى التاريخ.
فهناك غير ماهو دون ثقافات هناك فنانون يقدمون لنا فنونا غير مسجلة بل متوارثة وهذا النوع من الفنون يشارك فيه بكل التقدير الفن النوبى والفن السيناوى وفنون أخرى عظيمة فى بلاد متنوعة فى الجيزة وأخميم بسوهاج وبلدان أخري، أما الآثار والأدب والمسرح والشعر والموسيقى والقصة والفنون الشعبية فلهذا مقال آخر.. أخيرا من هو الوزير الجديد؟.. حقيقة أنا شخصيا أول مرة أقرأ عنه ولم أعرفه من قبل.. وإن كان عدم دراية منى فمعذرة.. من هو.. مامؤلفاته وحينما يوجه إليه اتهام.. فليقل لنا الحقيقة.. عن هذا الاتهام الموجه إليه.
إنه طاح برموز عظيمة فى الوزارة.. واضح تماما أنه جاء ومعه تعليمات شديدة وسريعة وعنفوانية غير عادية.. نحن جموع المثقفين نرفض تماما ما يحدث من هجوم ضار على رموز رائعة بالوزارة الهدف منه هدم الثقافة ونقل المصريين إلى ثقافة أخري.. نرفض تماما وجود هذا الوزير ولا نعترف به وزيرا.
إن ما قام به جماعة من المثقفين من اعتصام هو تعبير عظيم يوضح إرادة ورأى المثقفين فى الوزير الإخواني.. لتعلم جماعة الإخوان بأن الثقافة المصرية الحقيقية لن تسقط ولن تستطيع قوة مهما استبدت أن تهزها، الثقافة وجدان شعب والوجدان خلقه الله داخل الإنسان غير قابل أن ينقسم على ذاته.
آخر العمود: يقول الحكيم كونفوشيوس: «العقل كالوعاء أن لم تملؤه بالقراءة والعلم امتلأ بالشهوة»
■ عضو اتحاد كتاب مصر
