رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

انتبهوا لتحذير «الخرباوى».. وألاعيب «باترسون»


يعنى يا عقلاء مصر ويا أصحاب الأجندات ويا بلهاء أيضاً.. انتبهوا لألاعيب «باترسون» وأجهزة مخابرات بلادها.. فالإدارة الأمريكية لا تريد لمصر أى خير على الإطلاق.. فهل استوعبنا درس باكستان ونستطيع الآن مواجهة «غراب البين» لدحض مخططاتها وإنقاذ مصر من دمار محقق؟

«لأننى أعرفهم وأحفظ دقات قلوبهم المريضة.. فإننى أخذت على عاتقى عبر سنوات طويلة تحذير مصر منهم.. ولكن كثيراً التفتوا عن تحذيرى وقالوا: إنه يبالغ.. فكان أن وقعنا فى الفخ.. وهذا الفخ سيستمر طويلاً إذا لم نقاومهم ونستبعدهم من حياتنا.. لذلك فإن يوم 30 الجارى هو يوم قد لا يتكرر كثيراً.. هو يوم مقاومة لمحتل غاشم يعشق الدماء ويستحلها.. والذى سيقعد فى بيته فى هذا اليوم.. يكون قد حكم على نفسه وعلى أولاده بالخنوع والذل فى دولة مظلمة لا عدل فيها.. دولة ستنقسم إلى عدة دول.. وستكون الطائفية عنوانها.. ستصير مصر شعبة من شعب جماعة الإخوان.. أو ولاية من دولة الخلافة المنتظرة.. أما منصب الخليفة فسيظل شاغراً إلى أن يحصل عليه الخليفة «خيرت الشاطر».. وقتها سيكون محمد مرسى أحد الولاة فى دولة الخلافة.. يرد عليه ما يرد على باقى الولاة.. ومن الممكن أن يتعرض للعزل من قبل الخليفة وفقاً لدستور دولة الخلافة الذى ستضعه جماعة الإخوان المحتلة فى عهد الاحتلال.. ولا يظن أحدكم أن مصر يحكمها الآن فصيل وطنى ينتمى إلى مصر.. فصيل نختلف معه حيناً ونتفق معه حيناً آخر.. هؤلاء لا وطن لهم.. وقد وصلوا للحكم باستخدام كل الحيل والوسائل المشروعة وغير المشروعة.. وارتكبوا فى طريقهم للحصول على الحكم عدداً من الجرائم سيحتار التاريخ فى كيفية حصرها».

الكلمات السابقة ليست لى.. بل لمحام كبير وكاتب شهير هو القيادى الإخوانى السابق ثروت الخرباوى.. طيب ده شىء عظيم جداً.. والمطلوب إيه؟.. المطلوب من الشعب أن يصحح خطأه ومساره ويستعيد ثورته ممن اغتصبها.. إزاى؟!.. إزاى دى هترجع إلى العمل بنصيحة «الخرباوى» وننضم لشباب مصر الثورى يتقدمهم حركة «تمرد» وننزل فى يوم 30 يونيو للمطالبة برحيل النظام وإجراء انتخابات مبكرة إنقاذاً للموقف.. طيب لو ما عملناش كده وما نزلناش إيه إللى هيجرى؟.. لأ.. هيجرى مصايب سودة وبلاوى إحنا فى غنى عنها.. زى إيه مثلاً؟ زى ضياع مصر أكثر مما هى ضايعة!!.. طيب داه الإخوان بيقولوا كلام غير كده.. بيقولوا إن مندوبهم فى الرئاسة هيخلى مصر «جنة» والصحرا «خضرة» وينهض بنا نهضة إخوانية معتبرة على ذوق د. محمد بديع وم. خيرت الشاطر.. وهل المطلوب نصدقهم؟!.. لأ.. الشعب نازل يوم 30 علشان يقول لمكتب الإرشاد خلاص «بح» فرصتك انتهت وفشلك ظهر وخططك بقت ع المكشوف.. يا نهار أسود.. طيب لو الجماعة أصرت تواجه الشعب.. هيبقى إيه الحل؟!.. بصراحة الحل هيكون من عند الله.. فلا أحد يستطيع أن يتنبأ بأحداث هذا اليوم.. وحتى أمريكا وكل من ساندوا الإخوان فى الوصول إلى السلطة هيقفوا أمام إرادة الشعب عاجزين وربما يتخلون عنهم ويحاولون إعادة التخطيط لصنع مؤمرات جديدة للقضاء على رغبة الشعب فى التغيير واختيار النظام الأنسب الذى يخرج بنا من هذا الهلاك.

حلو الكلام.. يعنى أمريكا هيكون لها دور مهم فى يوم 30 يونيو؟.. طبعاً.. والبركة فى آن باترسون.. مين باترسون دى؟.. دى عزيزى القارئ «غراب البين» إللى قضت على ثورة 25 يناير بأوامر من بلادها.. وهى نفسها المرأة التى تخلت عن بينظير بوتو ــ رئيسة الوزراء الباكستانية ــ عندما طلبت حماية أمريكية خوفاً على حياتها من الإرهاب.. وتركتها تواجه مصير الغدر عندما كانت سفيرة فى باكستان.. وبعد مقتل «بوتو» بررت «باترسون» موقفها اللاإنسانى بأن الأمريكيين يوفرون فى بعض الأوقات تأميناً للزعماء الأجانب لكن ليس فى أثناء الحملات السياسية.

تقصد إيه بالكلام ده؟.. القصد واضح جداً.. إيه هو من فضلك؟.. إن المتغطى بالأمريكان عريان.. ودى رسالة لكل صاحب عقل يثق فى الأمريكان ويعطى ظهره لشعبه.. وأظن الرئيس السابق خير مثال على ذلك.. يعنى بصريح العبارة لو موجة الشعب كانت عالية فى هذا اليوم.. سيتخلى الأمريكان عن الإخوان ويربطوا مع غيرهم.. وهى دى أمريكا يا أم سيد.

طيب نرجع شوية للخلف ونشوف هذه المرأة عندما وصلت مصر عملت إيه.. فى أواخر يونيو من عام 2011.. جاءت باترسون إلى المحروسة لتقود الدبلوماسية الأمريكية وساعدها على ذلك الفراغ السياسى وطمع النظام السابق فى توريث جمال مبارك.. فى الوقت الذى وطدت فيها جماعة الإخوان علاقتها بأمريكا.. وهنا استطاعت «غراب البين» أن تلعب بأبناء الوطن.. فزرعت الفتن وشقت الصف ونفذت رؤية وزيرة خارجية بلادها هيلارى كلينتون آنذاك وهى تمكين جماعة الإخوان من حكم مصر كنظام بديل لنظام مبارك بعد أن يضمنوا الحفاظ على مصالحهم وأمن إسرائيل وما خفى كان.. كان إيه؟.. «كان أعظم».

نفهم من كده أن «باترسون» هى المفتاح الحقيقى لحل مشكلة مصر؟.. بالطبع ومين غيرها كمندوبة لبلادها.. يقدر يعطى أوامر بنجاح هذا المرشح أو ذاك؟.. ومين غيرها يستطيع أن يأمر جماعة الإخوان بترك السلطة وإجراء انتخابات مبكرة دون إراقة دماء ولو شاب واحد من شباب مصر.. سواء من القوى الثورية أو الإخوان؟! يعنى الحل الآن فى حقن الدماء هيكون عند «غراب البين»؟.. ده كلام صحيح 100٪.. طيب والمطلوب إيه؟.. دون لف ولا دوران.. المطلوب من عقلاء مصر.. أقول عقلاء مصر.. أن يذهبوا إلى باترسون ويحسموا معها مصير البلاد والعباد بصفتها الشرطى الحقيقى للمنطقة.. طيب لو رفضت تحقن دماء المصريين وتترك المسائل معلقة على غرار ما حدث فى واقعة اغتيال «بوتو» على يد الإرهاب الممنهج؟ أعتقد أنه فى هذه الحالة يجب وضع الأمور فى نصابها.. أمور إيه ونصاب إيه يا عم؟.. دى أمريكا يابا!!.. فيه حد يقدر على أمريكا إللى بتعين الرؤساء وبتشيلهم؟!! فيه.. مين دا إللى يقدر عليها.. الشعب حينما يرفض حكامه التابعين.. الشعب حينها يكتشف من هو عدوه ومن هو صديقه الحقيقى..الشعب عندما يقرر محاكمة من خانه وسرق ثورته وقضى على أحلامه.. نعم الشعب يستطيع أن يصنع المستحيل فى لحظة فارقة فى تاريخه.. وها قد حانت هذه اللحظة فى حياة المصريين.. فإما أن يحافظوا على بلادهم من التقسيم وعلى مستقبلهم من الضياع.. وإما أن يستكينوا ويصمتوا صمت القبور ويكونوا بذلك قد دخلوا فى عداد الموتى.. وهذا لن يكون بأى حال.. يعنى بالعربى الفصيح كل ما هو مطلوب ممن صدعوا رءوسنا ليل نهار فى الفضائيات وأعموا أعيننا فى الجرائد سواء من الإخوان وأنصارهم أو ممن أطلقوا على أنفسهم معارضة.. أن يقصدوا السفارة الأمريكية بدلاً من مجمع مكتب الإرشاد أو دكانة الاتحادية.. ليه؟.. بقى بعد كل إللى قلناه بنسأل ليه؟ مش مشكلة نقول تانى.. علشان نحقن دماء هذا الشعب ونوحد صفوفه ونوجه سهامه فى صدور أعدائه بدلاً من أن توجه لقلوب أبنائه.. بصراحة هو ده الكلام المعقول ولا بلاش.

■ كاتب صحفى

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.