المدارس التجريبية.. ملجأ الطبقة المتوسطة فى «مأزق»

- أولياء الأمور يستغيثون بالسيسي لإلغاء قرار التعريب.. واستمرار الوقفات الاحتجاجية غدًا
- منى أبوغالى: قرار تعريب المدارس التجريبية يعد خصخصة للتعليم
- عبير أحمد: المدارس التجريبية توفر مستوى تعليميًا جيدًا فى اللغة
- أولياء الأمور: قرار خاطئ يؤدى إلى تأخر الطلاب وتراجع مستواهم

تعتبر المدارس الرسمية لغات أو "التجريبية" سابقا، منذ فترة طويلة، الملجأ الوحيد للطبقة المتوسطة التى ترغب فى التحاق أبنائها بمستوى أفضل نسبيًا من المدارس الحكومية العادية، لكن في نفس الوقت إمكانيتهم لا تسمح لدفع مصروفات المدارس الخاصة والدولية، الأمر الذي جعل قرار الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، بشأن تعريب المدارس التجريبية لغات للطلاب الجدد، بدءًا من سبتمبر 2019 بنظام التعليم الجديد، يمثل صدمة كبيرة لتلك الشريحة فى المجتمع.

وأثار قرار وزير التعليم غضب عددًا من أولياء الأمور على مواقع التواصل الاجتماعى وفى الشارع المصري، معلنين عن وقفة احتجاجية، غدًا الأحد، أمام مجلس الوزراء وأمام مديريات التعليم بالمحافظات المختلفة، فضلًا عن رفع دعاوى قضائية ضد الوزير لإلغاء قراره، ورصدت «الدستور» استغاثات أولياء أمور الطلاب للرئيس عبدالفتاح السيسي لإلغاء قرار تعريب المدارس التجريبية بالنظام الجديد للتعليم في ظل استغلال أصحاب بعض المدارس الخاصة لزيادة مصروفاتهم.

وقالت عبير رشاد، ولية أمر وعضو اتحاد "تمرد" على المناهج التعليمية، إن قرار تعريب المدارس التجريبية خاطئ وسيؤدى إلى تأخر الطلاب وتراجع مستواهم أكثر، فضلًا عن عدم اتساقه مع التطوير الذي يطالب به وزير التعليم، مطالبة الرئيس السيسي بالتدخل لإلغاء القرار.

وأضافت رشاد، قائلة: "إزاى عايز تطور المرحلة الثانوية وفى نفس الوقت بتدمر مستوى طلاب الابتدائية.. دا تخبط وعشوائية وليس تغيير مبنى على أسس سليمة"، مشيرًة إلى أن الهدف من القرار هو إلغاء مجانية التعليم، "فى حال تم الإعلان عن رغبة الوزارة فى إلغاء مجانية التعليم واللى عايز يعلم ولاده كويس بعد كده بفلوس كتير هنحترم قرارهم لأن الأسلوب واضح وصريح ولكن أسلوب اللف والدوران لا يليق بإدارة دولة".

فيما رفضت منى أبوغالي، منسق ائتلاف تحيا مصر بالتعليم، قرار تعريب المدارس التجريبية، مؤكدًة على تنظيم وقفة احتجاجية لأولياء الأمور، غدًا الأحد، أمام مجلس الوزراء للتعبير عن رفضهم ولتوجيه استغاثة للرئيس السيسي للعودة عن القرار.

وقالت أبوغالى، فى تصريحات خاصة لـ«الدستور»، إن القرار ما هو إلا خصخصة للتعليم وليس له علاقة بإثراء اللغة العربية، متسائلة "لماذا لم يتم الارتقاء بالمدارس الحكومية لمستوى التعليم التجريبي بدلًا من العكس مثلما صرح وزير التعليم؟"، مشيرة إلى أن متطلبات سوق العمل تحتاج إلى اللغات الأجنبية ومهارات الحاسب الآلي أكثر من اللغة العربية.

وأشارت أبوغالى إلى أن هناك أولياء أمور بالفعل سحبوا ملفات أبنائهم من مدارسهم التجريبية لتقديمها فى الخاصة، ما دفع أصحاب بعض المدارس الخاصة لاستغلال الأمر برفع مصروفاتهم الدراسية بشكل كبير قد يصل إلى 60%.

وأعلنت عبير أحمد، مؤسس اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم، أن ٦٤٧ ممن شاركوا فى استطلاع رأى بشأن القرار رفضوا تعريب المدارس التجريبية بنسبة ٩٤٪ تقريبًا، بينما وافق٤٠ ولي أمر على القرار بنسبة 6%.

وأضافت أحمد، فى تصريحات خاصة لـ«الدستور»، أن المدارس التجريبية كانت توفر مستوى تعليميا جيدا فى اللغة بالنسبة للطبقة المتوسطة فى المجتمع مطالبة وزير التعليم بالاستجابة لمطالبهم والعودة عن قرار تعريب المدارس التجريبية.

وعلى الرغم من ذلك، أعلنت أحمد عن رفض اتحاد أمهات مصر لأى دعوات تنظيم وقفات احتجاجية، مؤكدة أن أى دعوة تمثل رأى صاحبها ويتحمل مسئوليتها بمفرده.