أسرار هدم كنيسة القديس مار جرجس في مطاي
كشف مصدر كنسي عن أسباب الهدم الكامل لكنيسة القديس مار جرجس بمركز مطاي في محافظة المنيا، الذى وقع مؤخرًا، بناء على قرار صدر من جانب الكنيسة والمحافظة.
وأوضح المصدر الكنسي فى تصريحات خاصة لـ«الدستور»، اليوم، أن سبب هدم الكنيسة جاء نتيجة سببين، الأول هو لوجود خلافات شخصية من قبل أقارب بانى الكنيسة، على «مدفنة» تقع بداخلها، والسبب الآخر لتوسيع مساحة الكنيسة، حيث إن الكنيسة لا تسع لأكثر من 350 شخصًا، بينما شعب مطاي أكثر من 7 آلاف شخص، ولا توجد كنيسة أخرى بالمنطقة، مؤكدًا أنه من أجل توسيع الكنيسة تم أخذ تصريح الهدم.
وأضاف المصدر الكنسى أن الأنبا جورجيوس، أسقف مطاي وتوابعها، هو من أصر على الهدم لأنه يرى أنه لا يجوز طقسيًا وجود مدفنة بالكنيسة لأشخاص عاديين، ومن هنا نشب الخلاف وإثارة الغضب.
وأشار إلى أن كنيسة مار جرجس التى تم هدمها ليست كنيسة أثرية كما أشاع البعض، حيث لم يمر على الكنيسة إلى الآن 100 عام، وعندما قرر الأنبا جورجيوس الهدم، جاءت لجنة ثلاثية وأعطت ترخيص هدم رسميا، وحينها تم الطعن من قبل الشاكين فى وزارة الإسكان، وأقرت الإسكان الهدم، حتى تم بالفعل.
من جانبها، قالت مونيكا حنا، حفيدة مرقس جرجس سعد، الذى بنى الكنيسة عام 1928، إن الكنيسة مر على بنائها 90 عامًا، والذى قام برسمها فنان مسلم، حيث إنها تؤرخ لتاريخ مصر الحديث الذى كان فيه المسلمون والمسيحيون لديهم علاقات أقوى وأعمق ببعضهم البعض.
وأضافت، فى تصريحات خاصة لـ«الدستور»، أن سبب هدم الكنيسة هو مسح تاريخ العائلة، حيث تلك الكنيسة قام ببنائها جدى لأمى، وأشارت إلى أن الأنبا جورجيوس، اشترى منذ 6 سنوات بأرض تحت اسم «أرض رفعت» وأخذ تصريحا ببنائها، وتم بناء الأساسات والدور الأول، وبعد ذلك توقف البناء لخلافات لم يذكر سببها، وبعد ذلك تم قرار هدم البناء.
وكانت كنيسة مار جرجس الأثرية بنيت على يد مرقس جرجس سعد، في أوائل القرن العشرين، مثل كنيسة البطرسية بالقاهرة، وتتمتع الكنيسة بطراز معمارى متميز من حيث المبانى ونظام الأسقف والقباب الأربع والمنارتين، بالإضافة إلى الرسومات الزيتية المزودة بألوان ذهبية الموجودة على حجاب الهيكل للسيد المسيح والسيدة العذراء وباقى التلاميذ والقديسين الذين قام رسام مسلم برسمه، مما يؤرخ لهذه الحقبة الفريدة من عشرينيات القرن الماضي.
وحجاب الهيكل مبنيٌّ على ذات الطراز المعمارى للكنيسة المرقسية الكبرى بالأزبكية وأخرى بالإسكندرية، أما قبة صحن الكنيسة؛ فمرسوم عليها صورة السيد المسيح جالسًا على العرش وهى من أروع الرسومات.
