رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ماذا تريد حماس من مصر؟!


أن يدعو إسماعيل هنية رئيس حكومة حماس مصر لإلغاء اتفاقية كامب ديفيد فإن هذا يعد دليلاً واضحًا يضاف إلى أدلة أخرى تؤكد أن ما تفعله الحركة الحاكمة فى هذا الجيب المسمى بقطاع غزة لا علاقة له من قريب أو بعيد بتحرير الأراضى الفلسطينية،

نحن أمام حركة لديها مشروع سياسى واضح يستهدف تكريس الانفصال الذى وقع منتصف عام 2007 عن باقى الجسد الفلسطينى وإقامة وطن بديل لأتباع الحركة الذين ضاق بهم القطاع الذى يعد من أكثر المناطق فى الكثافة السكانية بالعالم حيث يعيش 3881 نسمة فى الكيلومتر المربع الواحد، وقد ساء الوضع السكانى بالقطاع بعد أن ضمت إسرائيل نحو ثلث مساحة أراضيه لبناء مستوطنات للمستوطنين اليهود، ورغم أن هذه المستوطنات أزيلت عام 2005، فإن الوضع السكانى يواجه بؤسًا شديدًا بسبب التدفق الهائل للاجئين والنمو السكانى الكبير، فضلاً عن عدم توزيع الكثافة السكانية بالتساوى – حسبما أشار موقع وقائع وأحداث الشرق الأوسط وشمال أفريقيا – حيث يعيش فى مخيم الشاطئ للاجئين 76 ألف فلسطينى محشورين معًا فى مساحة كيلومتر واحد، بينما تتمتع الضفة الغربية بنسبة كثافة سكانية أقل من قطاع غزة بمتوسط 416 نسمة لكل كيلومتر مربع.

هذه الحقائق الديموغرافية تكشف بوضوح أن قيادات حماس تواجه مشكلة تكدس سكانى غير مسبوق، وتسعى للخروج من هذا الاختناق الجغرافى الذى وضعت نفسها فيه وقبلته حين استمرأت لعبة الانفصال عن السلطة الوطنية، وأعتقد أن هذا الأمر طرحه نواب شمال سيناء بمجلس الشورى فى اللقاء الذى عقده وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم مع شيوخ وعواقل سيناء يوم السبت 25 مايو 2013، حيث أوضح الشيخ على فريج عضو مجلس الشورى عن شمال سيناء أن مشكلة الأمن تكمن فى الجزء الشمالى الذى تطمع فيه إسرائيل من جانب وحركة حماس من جانب آخر من أجل إنشاء وطن بديل لضيق قطاع غزة.. وهو ما يعد أمرًا مرفوضًا شكلاً وموضوعًا من قبل أهالى سيناء.. بحسب تعبير نائب المحافظة.

إذن نحن أمام مخطط خبيث يستهدف توريط مصر فى مواجهة عسكرية مع إسرائيل، يستتبعها حالة انفلات أمنى وعسكرى فى سيناء وتدفق هائل للاجئين الفلسطينيين الذين سيقومون بعمليات استيطان بالمناطق الشمالية من سيناء، فى استدعاء واضح للتجربة اللبنانية حيث يعيشون فى المخيمات التى بدأ إنشاؤها اعتبارًا من عام 1948 بمخيم «عين الحلوة» ووصل عددها إلى 12 مخيمًا رسميًا، بالإضافة إلى ثلاثة أخرى فرعية.

هذا هو المراد بدون أى لف أو دوران، والأمر يتجاوز تمامًا نصيحة «غير مخلصة» من طرف «خايب»، ونحن لسنا فى حاجة لأن نبذل أى جهد يذكر للرد عليها. والمطلوب الآن أن نتعامل مع ما تضمره هذه الحركة من مخططات، نحن أمام دولة جديدة تتشكل على حدودنا الشرقية ويريدون اقتطاع جزء من أراضينا لتوسيعها، وقد توفرت لها العناصر الثلاثة المطلوبة لبناء أى دولة وهى: الأرض (قطاع غزة)، والشعب (الذى يعيش فى القطاع)، ثم السلطة وهى حكومة حماس التى تمارس صلاحيات سيادية وتمنح الجنسية وبطاقات الهوية وجوازات السفر، ولم يعد يبقى لها سوى التمثيل الدبلوماسى.. المخطط هو إقامة دولة جديدة على جزء من أراضينا.. فماذا تنتظرون؟!!

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.