رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحاكم بأمر الله والغوري.. تحف معمارية تزين شارع المعز

الحاكم بأمر الله
الحاكم بأمر الله والغوري.. تحف معمارية تزين شارع المعز

تعاقبت على شارع المعز لدين الله الفاطمي العديد من العصور، منها الفاطمي والأيوبي والمملوكي والعثماني والعصر الحديث، وترك كل عصر بصمته الحضارية على الشارع، من إنشاء الحكام المتعاقبين للقصور والأسواق والمدارس في الشارع، وأيضًا الكثير من المساجد التي تميزت بفخامتها التي تضاهي فخامة القصور.

ويبرز "الدستور" أشهر المساجد التي تم بناؤها في شارع المعز:

جامع الحاكم بأمر الله

بمجرد أن تجتاز باب الفتوح يطالعك جامع "الحاكم بأمر الله" والذي أنشأه الخليفة العزيز بالله سنة 990م، وأكمل بناءه ابنه الحاكم بأمر الله، وافتتحه للصلاة سنة 403هـ، 1012م، وتعتبر منارتاه من أقدم المنارات في مصر، وقد حفلتا بالزخارف والكتابات الكوفية، أما قمتهما فقد أمر بعملهما الأمير بيبرس الجاشنكير سنة 703هـ، 1303م، عند إصلاحه للجامع عقب زلزال سنة 1302م.


مسجد الأشرف برسباي

يقع مسجد الأشرف برسباي بأول شارع الأشرفية، وأنشأه الملك الأشرف برسباى سنة 829 ه 1425م، وهي السنة التي فتح فيها قبرص، وانتهز تلك المناسبة وعلق خوذة ملكها على باب المدرسة تذكارًا لهذا النصر.

وما زال السوق حول المسجد محتفظًا بتجارته، فسوق العنبريين الذي أنشأه المنصور قلاوون سنة 1280م، ما زال موجودًا بجوار الجامع والمنطقة حوله عامرة بحوانيت العطارين وباعة العطور، كما أن سوق العنبريين يتصل به تجار الاقمشة الصوفية والجوخ.


جامع الغوري

على رأس شارع الغوري يقع جامع الغوري، والذي أنشئ سنة 1504م، ولا شك في أن هذا الجامع تحفة عصره، فقد اعتنى به عناية بالغة كما أفرط في زخرفته إفراطًا أخرجه من وقار المساجد إلى بهرجة القاعات، وأنشأ قبالته مدرسة وسبيلا وكتابا اتفقوا مع المسجد طولا وعرضا وزخرفة، فهيأ لمن يعبر بينهما فرصة المتعة بفن يملأ النفس روعة وجلالا.


مسجد المؤيد

يقع في نهاية شارع المعز مسجد "المؤيد"، والذي يعد فخر المساجد المنشأة في دولة المماليك الجراكسة، فقد أمر ببنائه الملك المؤيد شيخ المحمودي حيث شرع في بنائه سنة 1415م، وإلى أن توفي سنة 1451م.

ولم تكن قباب المساجد أُكملت فدفن تحت القبة البحرية وهي قبة حجرية شاهقة الارتفاع محلى سطحها بنقوش دالية، وذلك حسبما ذُكر في مقالة لـ«حسن عبدالوهاب»، نُشرت بمجلة «الكويت» سنة 1966.