رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

متى أباح «المستنصر بالله» السكن بالقاهرة للمواطنين؟

جريدة الدستور

«المعز لدين الله»، هو الشارع الأعظم لمدينة القاهرة الفاطمية، عرف بشارع القاهرة وقصبتها، وأخيرا أطلق عليه شارع المعز لدين الله في سنة 1937 تكريما لمنشيء القاهرة، وهذه التسمية ضمت أسماء أخطاط واسواق، منها ماهو قديم ومنها ماهو حديث.

وتمتد تلك التسمية من باب الفتوح إلى باب زويلة، وقد شملت شوارع باب الفتوح، أمير الجيوش، النحاسين، بين القصرين، الصاغة، الاشرفية، الشوايين، العقادين، المناخلية والمنجدين، السكرية إلى باب زويلة.

ولم تكن المسميات كلها، موجودة عند إنشاء القاهرة، لأنها كانت مخصصة لسكن الخليفة، وفيها القصران الكبير والصغير، فعرف الشارع الذي بينهما باسم «بين القصرين»، وكان بها ملحقات القصور ودواوين الحكم ودار العلم، وكان يسكن بها خاصة الخليفة وجنود القبائل الوافدين مع جوهر القائد إلى مصر.

وكان طول الشارع عند تخطيط القاهرة دون هذا، فقد كان محصورا بين حارة الروم من الجنوب، حيث كان باب زويلة، وبين حارة بهاء الدين (بين السيارج) من الشمال حيث كان باب الفتوح. وكان جامع الحاكم بأمر الله خارج القاهرة، فلما جدد بدر الجمالي، وزير الخليفة المستنصر بالله، أسوار القاهرة وأبوابها سنة 480 إلى 484 ه (1087 إلى 1091 م) وسعها من الحدين الشمالي والجنوبي، فصار جامع الحاكم داخل القاهرة، ومثله المنطقة من حارة الروم إلى باب زويلة الحالي وقد كان الباب الاول عند حارة الروم.

ومنذ هذا الوقت ابيحت السكنى في القاهرة للأهالي، وانشئت بعض الاسواق في الشارع الاعظم، وأولها سوق الشوابين في الجنوب، وبعد أن قضي صلاح الدين على الدولة الفاطمية، تلاحقت في الشارع الاعظم الاسواق المخصصة لمختلف السلع والتجارات والصناعات، كما انشئت فيه القصور والمساجد.