رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نعم لـ «تمرد».. لا للإخوان و«تجرد» و«مؤيد»


وليت الأخوان يراجعون أنفسهم فى نصائح مهاتير محمد ــ رئيس وزراء ماليزيا ــ لكم عن صندوق النقد الدولى والصكوك وغضب الشارع منكم.. ثم تسألون أنفسكم عن طلبات المناقشة فى مجلس الشورى حول انتشار الإلحاد بين الشباب؟.. اعملوا بالنصيحة ولو مرة واحدة قبل فوات الأوان.

عندما أتابع المشهد الحالى.. أرجع بذاكرتى إلى أيام فتنة المسلمين فى آخر عهد الفاروق عمر بن الخطاب ــ رضى الله عنه وأرضاه ــ فتنة بغيضة مقيتة تكاد آثارها تلقى بنا فى غياهب حرب أهلية تقسم البلاد إلى مناطق وقطاعات على غرار قطاع محور قناة السويس الذى يسعى الإخوان لفصله عن الجسد المصرى!!.. فتنة تطل برأسها من وقت لآخر فى عمليات قذرة تستهدف النيل من القوات المسلحة والقضاء والأزهر والإعلام.. فتنة معلومة المصدر والهدف.. لكن مع ذلك أعتقد أن الخالق ــ عز وجل ــ لن يتخلى عن مصر وسينقذها فى الوقت المناسب.. سينقذها بفضله وإخلاص شبابها الذين صنعوا ثورة 25 يناير المجيدة التى أبهرت العالم ثم تركوها طواعية إيماناً منهم بتداول السلطة بالطرق الديمقراطية الصحيحة.. لكن خاب ظن هؤلاء الأبرياء بعد أن استغلها الإخوان المسلمين فى الوصول للحكم.. ومن ثم فعلوا بمصر وشعبها ما فعلوا.. فلم يحافظوا على عهد ولم يصدقوا فى وعد وتخطوا كل الخطوط الحمراء التى أكدوا من قبل أنهم لن يتخطوها.

وفى ظل الهيمنة الإخوانية واستحواذهم على مقاليد الأمور وتقزيم أدوار غيرهم.. ظهرت حركة شبابية واعدة تسمى «تمرد».. شباب نقى غير ملوث بأفكار أو تابوهات «السمع والطاعة».. وأعلنوا تحديهم لمحمد مرسى وإخوانه فأعطوا بذلك أروع الأمثلة للنخب السياسية المفلسة والمشتتة فى كيفية إدارة الكفاح السلمى والتصدى للظلم والفساد والقهر والديكتاتورية.. ومن نعمة الخالق سبحانه وتعالى أيضاً على مصر أن أظهر هؤلاء الشباب فى هذا التوقيت الفارق من عمر البلاد.. شباب يعشق الشهادة ويتخذ منها ثقافة جديدة وعقيدة راسخة لتحرير الوطن ممن اغتصبوه.. فتحية من القلب لهم جميعاً. وحقيقة لم أكن أتصور لهذه الحركة أن تربك الإخوان المسلمين وتزعجهم إلى هذا الحد. فقيادات الجماعة وأحبابهم وأتباعهم يشتاطون غضباً من «تمرد» ويهاجمونها ويتهمونها بالعمالة والخيانة والعبث و.. و من هذه المهاترات تصريح لأخينا محمد البلتاجى ــ القيادى الإخوانى المثير للجدل ــ يقول فيه إن التوقيعات التى تجمعها «تمرد» ستصب فى صالح محمد مرسى ولن تكون ضده حسبما يعتقد هؤلاء وهنا أسأله: ألهذا الحد يصل إيمانك يا بلتاجى بأن هذه الحركة تعمل لصالحكم؟.. كلام فعلاً عجيب وغريب من البلتاجى ــ كرم الله مسعاه وسدد على طريق التقية خطاه ــ إذ كيف تعمل «تمرد» لصالح مرسى وهى التى تسعى جاهدة لسحب الثقة منه وإجراء انتخابات مبكرة لإنقاذ البلاد من الضياع!!.. بصراحة كلامك يضحك يا بلتاجى يا خويا!!

المهم أن الجماعة لم تكتف بوجهة النظر «البلتاجية» بل سعت خوفاً ورعباً وفزعاً من شباب «تمرد» ونتائج حملتهم القانونية والدستورية والسياسية والشعبية عليهم وعلى رئيسهم.. وتفتق ذهن قياداتهم عن تكوين وتنظيم حركتين لضرب «تمرد».. الأولى باسم «تجرد» والثانية باسم «مؤيد».. ومن هنا بدأ الصراع يدب فى أوصال الوطن وظهرت بوادر الفتنة التى تحدثنا عنها فى بداية المقال ولا أحد يعرف حتى الآن ملامح الصدام المتوقع يوم 30 يونيه أمام قصر الاتحادية.

والمضحك المبكى فى هذا السياق أن تطل علينا شخصيات نظنها عاقلة ومشهود لها بالحياد لتتهم شباب الحركة باتهامات ما أنزل الله بها من سلطان.. ومن هذه الشخصيات ما قاله وزير العدل الجديد المستشار أحمد سليمان وهو يرد على حركة «تمرد» فيقول: إنها إفلاس سياسى وتوقيعاتها مثل توكيلات «السيسى» ليس لها أى أثر!!.. طيب يا عم الوزير.. إذا كان الأمر كما تقول.. فكيف تفسر الاعتداءات التى يتعرض لها شباب الحركة فى المحافظات على يد الإخوان؟!.. وما ردك على الأساليب غير القانونية التى اتخذتها الجهات المعنية ضد كل من كان يوكل «السيسى» لإدارة البلاد؟!.. وما تقييمك لحملتى «تجرد» و«مؤيد»؟ إن خبراء القانون والدستور يؤكدون أنه فى حالة استمرار الحركة فى نشاطها الملحوظ ووصولها إلى 15 مليون توقيع فسوف يكون النظام الحالى فى مأزق حقيقى يجبره على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.. وكله يا د. مرسى بـ «القاااااااانون» إللى دستم عليه. ومن المفاجآت غير المتوقعة لانتشار «تمرد» ومصداقيتها فى الشارع.. أنها قد تخطت كل الحدود ويشترك فى صفوفها الآن مواطنو الخارج مثل «اتحاد المصريين فى الخارج» الذى أعلن أعضاؤه الانضمام للحملة وتنظيم حملات لجمع التوقيعات لصالحها فى سويسرا وفرنسا.. فيما نظمت الجالية المصرية فى أمريكا مؤخراً فعالية أمام البيت الأبيض لنفس الهدف.. وشددت الجالية على استمرار فعاليتها حتى يوم 30 يونيو المقبل.. مؤكدة أن غالبية المصريين المقيمين فى أمريكا فقدوا الثقة فى النظام الحاكم بسبب فشله فى تحقيق وعوده الانتخابية ومساهمته فى تقسيم الشعب وانحدار الاقتصاد وضياع هيبة الدولة وتفتيت مؤسساتها. لذا أجد أن «تمرد» أصبحت لسان حال كل من يخالف الإخوان المسلمين فى سياساتهم وأساليبهم فى الحكم.. ومنهم أعداد كبيرة ممن أيدوا مرسى فى انتخابات الإعادة.. ومن ثم نجحت الحركة فيما فشلت فيه القوى السياسية الأخرى.. كما استطاعت أن تجمع حولها أحزاباً وحركات وتيارات وقيادات سياسية معروفة مثل: حزب «الدستور» وحركة «6 أبريل» والتيار الشعبى.. وأصبح الكل فى خندق واحد لمواجهة الإخوان المسلمين وأتباعهم.. ليه بقى؟ لأن مصر «مرسى» بتتباع قطاعي.. حلايب وشلاتين رايحين للسودان.. وجزء من سيناء هيروح للحمساوية.. وجنود مصر وضباطها بيتخطفوا ويتقتلوا كمان.. وقضاء مصر بيتهان وبيدول قضيته.. وإعلام مصر متهم بالخيانة.. وزعماء مصر الخالدين بيتمحى أسماؤهم ودورهم من التاريخ.. وأزهر مصر الوسطى دوره جاى جاى.. والثورة إللى قلنا عليها بيضاء تحولت بفعل الإخوان إلى سوداء.. ومياه النيل خلاص هتنقص يمكن للنصف والشعب نفسه خلاص اتفسخ واتقسم لعشائر وجماعات.. وثروات مصر بتتنهب باسم الصكوك الإسلامية والعيش هيتوزع على المواطن من 3 إلى 5 أرغفة فى اليوم والغاز كمان هيتوزع أو بيتوزع بالبطاقة مع أننا بنصدره للعدو!!.. والثورة خلاص اتنسبت للإخوان.. ولا صوت يعلو فوق صوت الإخوان.. إخوان بديع والشاطر والعريان والبلتاجى وصبحى صالح.. باختصار أجد أن النظام الجديد لا يختلف عن النظام القديم أو على أقل تقدير مثله.. والفرق أن الأول من غير لحية وكان واضحاً دون كسوف.. والثانى بلحية بجح ووجهه مكشوف!

ختاماً.. أناشد كل صاحب ضمير وطنى غيور على مصلحة هذا الوطن أن ينضم إلى حركة «تمرد» ليس فقط بالتوقيع على استمارتها لسحب الثقة من مرسى ولكن بالمشاركة فى الحملة وتفعيلها حتى نصل إلى جمع 30 مليون توقيع مش 15 مليوناً.. ولحظتها سنرى إن كان الإخوان المسلمون سيرضخون لإرادة الشعب ورغبته فى الخلاص منهم.. أم أنهم سيتشبثون بكرسى الحكم ويلجأون لأساليبهم المعروفة فى قلب الحقائق؟!..

■ كاتب صحفى

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.